علي مسرح متروبول بالعتبة يقدم المسرح الحديث عرضه الناجح "رئيس جمهورية نفسه" المأخوذ عن نص مسرحية الدخان للكاتب الراحل ميخائيل رومان المضمون الاساسي الذي تدور حوله احداث المسرحية البطل الفرد كشخصية محورية تدور من حوله وتنبع الاحداث. حيث نري كل شخوص العرض فمنها تمرد مثقف الطبقة البروجوازية علي واقعه مما يجعله يخسر ماضيه وحاضره ويصبح متأرجحاً بينهما مما يؤدي لتهديده بالدوار هذا بجانب الفتيات الباحثات عن الزواج والارتباط قبل الوصول لسن العنوسة مما يجعلهن يتغاضين عن عيوب وسلبيات البعض من الشباب.. هذه الشريحة من المجتمع ونظرة الناس إليها.. تبين لنا اهتمام ميخائيل رومان أبراز ذلك من خلال علاقة شقيقة البطل جمالات بخطيبها الانتهازي واهتمام الطبقة البرجوازية- التي لم يعدلها الآن وجود بمؤهلات كليات القمة كالطب والهندسة وقد جاء ذلك في خطاب شقيق البطل "فتحي" وكان ينبغي في الاعداد لاعادة تقديم العرض الاهتمام بايقاع العصر ومستحدثاته وتغيراته الاجتماعية والاقتصادية وتجلي ذلك في استمرار عبارات الحوار التي لم تعد قريبة الفهم لاسماع الجيل الجديد من الشباب ومنها ما جاء علي لسان بطل العرض حمدي عندما يطلب من والدته "ريال" وهي عمله مصرية لم تعد متداولة منذ سنوات وأيضاً عبارة "الكوبانية التي حل محلها الآن الكهرباء مما يؤكد أن مسرحية "الدخان" التي قدمت في الستينيات كان يجب مواكبتها لمستحدثات العصر لكن بحسب الاسم الجديد لها رئيس جمهورية نفسه حيث كان في غاية التوفيق واقبال الجمهور لمشاهدة النجم الواعد محمدرمضان الذي شاهدوه بطلا في عدة أفلام مغايرة تماماً كما يؤديه فوق خشبة المسرح وقد أعاد للاذهان الطبقة الوسطي التي كانت السواد الاعظم للشعب المصري في الستينيات وايضا يحسب للمخرج المبدع سامح بسيوني صورة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وماكينة الخياطة وتليفون المنزل والآلة الكاتبة وقد نجح المهندس محمود سامي في تصميم ديكور العرض بوعي خاصة استعراض "عايزين" مسارحنا تدور ثاني مع انه استعراض خارج نسيج المسرحية إلا انه لقي استحساناً وقبولاً أيضاً استعراض رئيس جمهورية نفسه لحن الموهوب كريم عرفة الذي برع في مراعاة العناصر الموسيقية المستخدمة اضافة للموسيقي التصويرية للعرض وابراز صوت الكمان بنغماته التي تلامس أوتار القلوب.. وقد عاب العرض مشهد الغرزة وربما التطويل فيه يعود لخلق مساحة من التواجد لدور الفنانة شمس.. وتتسارع الاحداث عند العودة للمنزل وصولا للنهاية في رومانسية كنهاية تعود الجمهور علي قبولها لكونها تدعو للتفاؤل والامل في مشوار حياة البطل حمدي "محمد رمضان" وقد أدي دوره ببراعة من خلال مهارات التمكن في الاداء والمرونة الجسدية العالية ونتمني ان نراه في أكثر من عرض مسرحي وادت دور الام "نرمين جمال" ببراعة ليست جديدة عليها ولعبت "رباب حسين" دور جمالات شقيقة البطل وحسنية خطيبة البطل الفنانة "دنيا" بادائها المتميز اما شخصية فتحي شقيق البطل اداها "هشام عطوة" والمعلمة زينب استيك قامت بها الفنانة الموهوبة شمس بادائها الجيد.. ونجح المخرج سامح بسيوني في صنع الحركة المعبرة إلي حد الروعة خاصة في الحالات الانفعالية والتي لم تكن متكررة بجانب توظيفه لطاقات الفنانين ويكفيه تفجير المواهب الكامنة داخل االواعد محمد رمضان "حمدي" بطل العرض"!!