هذا الذي تابعناه في مسلسل "الصندوق الأسود" الذي بثته قناة "القاهرة والناس" يدخل ضمن "تليفزيون الواقع". حكاوي يشيب لها الولدان. شخصيات يجسدون "موديلاً" شائهاً وضَرِباً لمن اطلقوا علي أنفسهم "ثوار" و"نشطاء".. حكاوي تجبرك علي إعادة قراءة "المشهد" قرأت وقرأت منذ أن اندلعت شرارة ثورة 25 يناير .2011 صحيح أن هذه النماذج التي خرجت من صندوق عبدالرحيم علي الأسود لن تجعلنا نكفر أبداً بالثورة لأنها لم تكن بأي حال ثورة أفراد أو حفنة من الشباب حتي لو كان الشباب في طليعتها.. وصحيح أن مصر في السنوات القليلة الأخيرة عرفت جميع أشكال الجرائم والانحرافات ولكن جرائم هؤلاء "الثوار" موديل 25 يناير موجعة وصادمة ومحزنة.. فقد سمعنا أقاويل ولم نصدقها وترددت شائعات. ورأينا شخصيات كبيرة علي شاشة التليفزيون تشير إلي هؤلاء أبطال "الصندوق" بأصابع اتهام. وكل ذلك رفضنا تصديقه حتي ظهروا بهذه الصورة المشينة التي تؤكد ضلوعهم في فساد أخلاقي وجرائم لا يمكن أن يحمل مرتكبوها صفة ثوار أو نشطاء.. فهم أهانوا الثورة وشوهوا صفة "ناشط". هذه "الزمرة" من الشباب أبطال حكاوي الصندوق الأسود. كانت حتي يوم قريب تتصدر المشهد باعتبارهم "ثوار" وكانوا ضيوفاً علي القنوات الفضائية. وقد لعب الإعلام دوراً كبيراً في "بروزهم" ولم يخطر ببال أحد من أبناء الشعب المحتشد في الميادين أن هذه "الزمرة" لديها أجندة. وكرهنا جداً هذه الكلمة "أجندة" وسخرنا من أي إنسان يرددها في اشارة لهؤلاء ثم يتضح أنهم بالفعل مجرد خلايا خائنة في جسد ثورة شعبية نقية. "الصندوق الأسود" ليس عملاً مُسلياً وإن كان مثيراً. وفضح أبطاله "الثوريين" عملية كشف ضرورية ولا يمكن أن تدخل في عداد الجرائم. وما يفعله الإعلام الآن مجرد تصحيح للتضليل والبروباجندا التي جعلت من هؤلاء وغيرهم "ثواراً". من كان يتصور أن هذه المرأة "الثورية" وذاك الفتي المغامر أدوات لقوي تخطط لهدم مصر وأنهم كانوا طليعة المؤامرة ضد هذا الشعب وأنهم تدربوا تحت لافتات براقة مخادعة ومقابل أموال يتقاضونها. إن سقوط الأقنعة عن وجوه هؤلاء وغيرهم يمثل لحظة تنوير وكشف قاسية. وليس من حق منظمات ولا مراكز حقوقية ولا أفراد أن تصادر حقنا في المعرفة. ومن الآن فصاعداً علي هذه "المؤسسات" أن تعلن بشفافية عن مصادر تمويلها. وأن يرصد الإعلام توجهاتها فكم من الانحرافات ارتكبت تحت دعاوي "حقوق الإنسان". من حق الشعب أن يعرف. وهذه "الفيديوهات" التي بثها عبدالرحيم علي أشبه بصدمة كهربائية تبدد أوهام مصنوعة ومضللة وعلي المدافعين عن "الحريات المدنية" وحقوق الإنسان أن يتوارث قليلاً. ولا يكونوا هكذا وبفجاعة "محامي الشيطان" فما أذيع لا يدخل ضمن الخصوصية الشخصية وماشاهدناه جريمة ضد الوطن. وأشبه بما أذيع عن "خلية ماريوت" التي سكنت الفندق الأنيق في الزمالك لتبث أكاذيب تحرض علي العنف وتشوه ثورة 30 يونيه التي قلبت خطط الجماعة الإرهابية وخطط هؤلاء "الثوار". فصل ما أذيع وتم نشره عن هذه الخلية يدخل ضمن الحقوق الشخصية. وهل نعتبر "خلية ماريوت" من الثوار؟!.. ما الفارق بين اقتحام مبني أمن الدولة. والسطو علي ملفات ومعلومات وبيعها وبين الاختباء في فندق لتصنيع إعلام معاد وزائف تبثه "الجزيرة" بغرض التهييج ضد ثورة 30 يونيه. ومن أجل تصدير صورة كاذبة عما يجري في مصر.. ما الفارق بين أبطال الصندوق وأعضاء هذه الخلية؟؟ لا حرمة لخائن. ومن وضع نفسه في أماكن الشبهات ثم اتهم فلا ذنب علي من اتهمه. ومن ارتكب جريمة كتلك التي تابعناها بالصوت والصورة يصلح "بطلاً" في مسلسل "الصعود إلي الهاوية". حفنة أوغاد امتلكوا صفاقة وبجاحة نادرة تجعلهم يجاهرون بجريمتهم ويهددون برفع دعوي قضائية مستعجلة ويلوحون بثورة ثالثة قادمة!! صحيح اللي اختشوا ماتوا؟ يا سادة لا حرمة لخائن. ولا تستر علي جرائم تهدد الأمن القومي. ولا فائدة في الدفاع عن حفنة ضلت وخانت ليس فقط الثورة وإنما الوطن نفسه!!