ما لا يدرك كله لا يترك كله.. وليس جرماً أن يشارك "حزب النور" في لم شمل الوطن الممزق وإنقاذ ما يمكن انقاذه في تلك الفترة العصيبة للخروج من عنق الزجاجة والانتهاء من المرحلة الانتقالية التي طال أمدها. ولا مبرر للحملة التي يشنها الإخوان علي "حزب النور" واتهامهم لقادته ورموزه بالخيانة والمهادنة وأنهم أصبحوا حزب "الظلام" بعد أن ضيعوا الدنيا وخسروا الآخرة! ومن مشاهد الواقع الأليم نجد أن "إخوان 2013" أصبحوا نسخة مشوهة لما عرفه الناس عنهم ولهم تطلعات ورؤي غريبة ومستهجنة يرفضها كل ذي عقل يدرك خطورة المرحلة التي يمر بها الوطن. الهجوم الضاري علي حزب النور. محاولة لتشويه مواقفهم الوطنية التي حظيت باحترام الجميع. وللتغطية علي فشل تجربة "مرسي ورفاقه" في إدارة البلاد. وحلقة في سلسلة العناد الإخواني الذين أعلنوها ثورة للأبد بعد أن ضيعوا عشرات الفرص لمراجعة مواقفهم وإعادة القراءة الصحيحة للمشهد السياسي في سابقة تاريخية لا مثيل لها. ورحم الله من قال: "إن مشكلتك ليست سنواتك التي ضاعت.. ولكن سنواتك القادمة التي ستضيع حتما إذا واجهت الدنيا بنفس العقلية". وبقليل من الموضوعية نجد "حزب النور" يسير بمنهج معتدل متوازن محافظ علي مرجعيته الإسلامية ويفتح ذراعيه للجميع من مختلف الأطياف رغم حداثة عمره السياسي ولو توقفنا في محطات الوطن منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتي إعلان خارطة الطريق والانتهاء من الدستور الجديد نجد أن مواقف "حزب النور" اتسمت بالعقلانية والإنحياز للمصلحة العامة ورفض سياسات التأزيم والتكويش المبكر وكان الناصح الأمين لكافة قيادات الإخوان وفي كافة الفعاليات السياسية! ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فحزب النور سيدفع حتماً جزءاً من فاتورة تغيير منهج الإخوان وإصرارهم علي التخريب وإشعال الفتن حتي سقوط الدولة. "النور" شارك بفاعلية في إنجاز الدستور وأعلن أنه لن يدفع بمرشح للرئاسة وأعتقد أنه سيستفيد حتما من خطايا تجربة الإخوان التي فاقت كل الحدود. ونصب عينيه قول الحق تعالي "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقي".