تمنيت أن تمر الأيام المتبقية علي انتخابات الرئاسة ووضع دستور مصر الجديد بسلام وبدون ان يعكر صفو حياتنا مصيبة جديدة يخبئها لنا أعداء الوطن الذين لا يريدون الأمن والاستقرار لمصر ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. جريمة العباسية هكذا أصورها ولا أجد في قاموس حياتي تعبيرا أقسي من أنها فعلا جريمة في حق الوطن وفي حق الشعب المصري الذي انتفض في ثورة 25 يناير السلمية التي شهد لها العالم كله بأنها ثورة أكثر من رائعة ثورة ضد الظلم والطغيان والفساد. المشهد مختلف تماماً ولا وجه مقارنة بين العباسية والتحرير في 25 . 28 يناير من أيام كانت المواجهة بين شعب مصر وبين قوات الأمن المركزي وأمن الدولة وزارة الداخلية في العهد السابق التي كانت مهمتها حماية النظام والتي خرجت بكل أسلحتها لقمع وقتل المتظاهرين في ميادين مصر كلها. أما مشهد العباسية يوم الجمعة الماضي مختلف تماماً لأنها مواجهة غير منطقية وتخرج عن مسار الثورة العظيمة مواجهة ضد جيش مصر لماذا؟ ولصالح من؟ لصالح من تراق كل يوم دماء مصرية علي أرض مصرية وبأيد مصرية؟ من الذي أشعل فتيل الأزمة الأخيرة؟ هل هم المعتصمون أنصار صلاح أبوإسماعيل؟ أم حركة 6 أبريل التي ذهبت إلي الميدان وأشعلت الموقف ثم انصرفت أو هربت؟ ومن أطلق النار علي المعتصمين أمام وزارة الدفاع وسقط منهم 9 قتلي بالرغم من اعتراضنا علي مكان وطريقة الاعتصام التي قام بها هؤلاء؟ هل هم الفلول الذين يخططون ويدبرون المكائد في الخفاء للانتقام من الثورة والشعب المصري؟ ومن هم الذين تم القبض عليهم في ميدان العباسية وفوق مسجد النور ووجد في حوزتهم أسلحة آلية وطبنجات نارية وإلي أي فريق ينتمون؟ أسئلة كثيرة يجب أن نجد لها إجابة بعد التحقيق مع كل الأطراف حتي لا تراق دماء مصرية أخري وحتي نستكمل مسيرة الديمقراطية التي قاربت علي الانتهاء وحتي لا يضيع حق القتلي من الشباب كما ضاع من قبل في محمد محمود ومجلس الوزراء. وأقولها كلمة صريحة حتي لا يحاسبني الله علي كتمانها الكل فشل في إدارة ومواجهة وعلاج الأزمة الأخيرة المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي ترك الأمور تتصاعد حتي وصلت إلي قتل المتظاهرين السلميين أمام وزارة الدفاع ومجلس الشعب الذي انتخبه الشعب المصري وأخذ يتفرج بدون تدخل وكأن الأمر لا يعنيه والأحزاب والتيارات السياسية والدينية ومؤسسة الأزهر الكل فشل فشلاً ذريعاً ولا يستحقون هذه المسئولية التي يحملونها تجاه الوطن.. ولكن مصر آمنة يحرسها الله سبحانه وتعالي.