أغرقت مياه الصرف الزراعي وترعة بحر يوسف أهم هرم بمحافظة الفيوم وهو هرم "هوارة" أو ما يطلقون عليه الهرم "الأسود". الكارثة بدأت منذ 15 عاما حيث تسربت مياه الترعة التي لا يفصلها عنه سوي 15 مترا إلي الهرم لتغرق التوابيت وجميع الحجرات. وبالتالي لا يستطيع أحد دخوله. وإلا لغرق في مياه الصرف الزراعي. الكارثة الأكبر التي اكتشفتها "المساء" هي أن منطقة هرم "هوارة" مهجورة تماما. وغير مستغلة سياحيا. ولا يوجد فيها أي مقومات للسياحة. رغم انه لا يقل أهمية عن هرم سقارة. بل ويتميز عن جميع الأهرامات بما فيها أهرامات الجيزة ان مدخله من الناحية الجنوبية لأن صاحبه امنمحات الثالث أراد أن يضلل اللصوص حتي لا ينهبوا الذهب الذي سيدفن معه لكن علي مين؟ . المسئولون عن الآثار قالوا إن أصواتهم بحت من مطالبة الري بنقل مسار الترعة بعيدا عن الهرم.. لكن لا حياة لمن تنادي. يقول أحمد عبدالعال مدير عام منطقة آثار الفيوم ان هناك مشروعا بين هيئة الآثار ومديرية الري بالفيوم لتحويل مرور جزء من الترعة المقابلة للهرم إلي مكان آخر منذ سنوات. لكنه لم ينفذ حتي الآن. أضاف عبدالعال لو تم بالفعل تحويل الترعة إلي خارج منطقة الآثار نقوم بعد ذلك بشفط المياه من هرم هوارة بالكامل ونقيم مشروعا وإعادة تطوير المنطقة الأثرية المحيطة بالهرم. أضاف أحمد المسئولين بمديرية ري الفيوم: نحن في الفيوم لا نعرف أي شيء عن هذا الموضوع لأن أي وكيل وزارة ري يتم تعيينه لمدة عام أو أشهر قليلة ثم يخرج بعد ذلك علي المعاش. بالإضافة إلي عدم وجود أي ميزانيات لإقامة مثل هذه الأعمال في الوقت الحالي نظرا للظروف التي تمر بها البلاد. الغريب أيضا انه يوجد علي بعد 1.5 كم من هرم هوارة مقبرة الأميرة "نفرونباح". وتقع علي ترعة بر يوسف وهي الأخري غارقة في المياه. وغير مستغلة سياحيا. يذكر أن هرم هوارة بمحافظة الفيوم الذي بناه الفرعون "امنمحات الثالث" الذي يعتبر السادس بين فراعنة الأسرة الثانية عشرة وكان حكمه حوالي سنة 1850 ق.م بني أصلا بالطوب اللبن المكسي بالحجر الجيري بقرية هوارة علي بعد 9 كم جنوب شرق مدينة الفيوم يطلق عليها أحيانا اسم "الهرم الأسود". وقد تمت كسوته بالحجر الجيري وكان هرما كبير الحجم وارتفاعه 58 مترا وطول كل ضلع 100 متر وكان يعلو القمة هرم صغير. أما تخطيط بنياته السفلي فكان غاية في التعقيد وربما تأثر تصميم هذا الهرم بمجموعة "زوسر" الجنائزية في سفارة بالجيزة. وكان أول عمل خالف به "أمنمحات الثالث" من سبقه من ملوك الدولة القديمة هو أن جعل مدخل هرمه في الجهة الجنوبية بدلا من الجهة الشمالية التي اعتاد السابقون أن يجعلوا المدخل فيها حتي لا يهتدي اللصوص بسهولة إلي غرضهم ويصرفوا وقتا طويلا في البحث عنه في الجهة المعتادة. وإمعانا في تضليل اللصوص صنع سلما طويلا ينحدر إلي حجرة تظهر كأنها مؤدية إلي حجرة الدفن. أما الباب الحقيقي لغرفة الدفن فكانت تؤدي إليه فتحة أرضية من ممر قصير. وكان هذا المدخل مسدودا بحجر ضخم يزن خمسة وأربعين طنا. أما حجرة الدفن فقد نحتت أولا في الصخر الأصم علي شكل مستطيل وقد وضع في تجويفها كتلة واحدة من حجر الكوارتسيت المصقول.
