حذر عدد من المختصين فى مجال الآثار فى محافظة الفيوم من تعرض «هرم هوارة»، الواقع بالقرب من مدينة دمو السكنية بمركز الفيوم، للانهيار بسبب استمرار وجود المياه الجوفية فى قاعدته منذ سنوات، ما أدى لتوقف مشروع الحفائر فى هذه المنطقة التى تضم معبد «اللابرنت» وقصر التيه. وترجع أهمية هذا الهرم إلى كونه أحد عناصر المجموعة الأثرية للأسرة الثانية عشرة بالدولة الوسطى، التى تضم الهرم وبقايا قصر اللابرنت ومقبرة نفرو بتاح، ومجموعة من المقابر البسيطة والغنية. يقول نبيل حنظل، المستشار السياحى السابق لمحافظة الفيوم: «أهمية هذا الهرم ترجع إلى أنه بنى بالطوب اللبن الذى كسى بالحجر الجيرى، على يد الملك إمنمحات السادس، من ملوك الأسرة الثانية عشرة، بارتفاع يصل إلى 58 متراً تقريباً، وطول كل ضلع منه 100 متر، وزاوية ميل 45/48 درجة، حيث يتميز مدخله بأنه يخالف جميع الأهرامات، فهو مصمم ليكون من جهة الجنوب، وليس إلى الشمال حتى يضل اللصوص عن العبث بالمومياء»، وأضاف المستشار السياحى السابق أن الهرم يعد من إحدى الروائع الهندسية، حيث بنيت حجرة الدفن من كتلة حجرية واحدة من الحجر الكوراتيس الأصفر التى لا يمكن الوصول إليها إلا بتحريك أو تحطيم هذه الكتلة التى تزن 45 طناً، وأنه على الرغم من كل ذلك، تمكن اللصوص من الوصول إلى هذه الحجرة، غير أنه يحتوى على ممرات وهمية وأخرى تؤدى إلى زحاليق، بينما تبدو غرفة الدفن مغلقة وعليها كتلة ضخمة طولها 7 أمتار وعرضها 2.5 متر وسمك جرانها 55 سم ووزنها 110 أطنان». ويشير «حنظل» إلى أن هذه الكتلة الضخمة أعلى غرفة الدفن عبارة عن كتلة كوراتيزية فى حجرة منحوتة من الصخر تحت الهرم نفسه، وأن الهرم كشف عنه «فلندر بترى» وعثر فيه على مذبح جميل من المرمر وعدد من الأطباق مكتوب عليها اسم بنت الملك بتاح نفرو، وأوضح أنه فى العصر الحديث كشف عن الهرم من ناحية الشمال، ووجدوه مملوءاً بالمياه الجوفية التى حذر العلماء من أنها ستؤدى إلى تدمير الهرم نفسه إذا بقيت على هذا الحال، مشيراً إلى أنه عندما عثر على مقبرة نفرو بتاح بنت الملك وجدوا المياه دمرت الأثاث الجنزى، وأكد أن هذه المياه تهدد كل المجموعة التابعة للهرم وكل الآثار التى يمر بها بحر البنات القريب من الهرم مطالباً بتدخل سريع من اليونيسكو لإنقاذ هذا التراث الإنسانى حتى لا ينهار هذا الأثر النادر. من جهته، أكد أحمد عبدالعال، مدير عام الآثار بالفيوم، أن الهيئة حاولت مواجهة مشكلة المياه الجوفية فى هرم هوارة بالتعاون مع وزارة الرى من خلال عمل مصرف قاطع لتصريف المياه حول المنطقة الأثرية حتى تصفى فيه، ومنها إلى ترعة عبدالله وهبى بالتنسيق مع وزارة الرى، مشيراً إلى أنه خلال هذا المشروع عثر على أجزاء من معبد اللابرنت على الجانب الأيمن لبحر البنات إلا أن المشروع توقف مؤخراً. أضاف: «لقد طلبنا من وزارة الرى تحويل هذا البحر بعيداً عن المنطقة الأثرية للحفاظ عليها وأن هذه المياه مستقرة فى الهرم منذ عام 1898م أثناء حفائر «وليام فلندر بترى» وتبين وجود المياه فى الغرفة خلال فتح الهرم، والحل لمشكلة المياه الجوفية فى هذا الهرم يتم من خلال نقل البحر القريب منها حتى يمكن استكمال عمل الحفائر».