هل هناك طابور خامس. يريد أن يفسد مسابقة الدوري هذا الموسم. ويواصل أعماله التخريبية في كل مباريات الدوري. حتي تفسد الاجواء تماماً. وتعود المسابقة إلي حالة اللا لعب واللانشاط.. الاجابة علي هذا التساؤل. هي بنعم.. هناك بالفعل طابور خامس من المخربين. والذين لم تصل إليهم حتي الآن يد الشرطة أو القوات المسلحة لمحاسبتهم وحماية النشاط الرياضي من أعمالهم التخريبية. التي انفجرت بالأمس من جديد في مدينة بورسعيد. عندما وقعت مصادمات رهيبة بين جمهور الأهلي وجمهور المصري بصورة خطيرة. ولدرجة أن فقد رجال الأمن السيطرة علي الموقف. حتي تدخلت قوات الجيش والشرطة العسكرية. وذلك قبل بدء المباراة بخمس ساعات عند محطة السكة الحديد وفي شوارع بورسعيد وأنا هنا لست برصد من الذي أطلق هذا الشغب المتبادل بين جمهور الناديين. ولكن ما أرصده هو أن النوايا كانت مبيتة. وأن هناك بالفعل من يريدها مشتعلة علي الدوام.. وما يؤكد هذه النوايا ان صالة النادي الأهلي تحولت في افتتاح بطولة افريقيا للكرة الطائرة. التي افتتحت مساء الخميس. تحولت إلي جهنم بعد أن اشعل فيها الطابور الخامس الشماريخ. حتي في هذه اللعبة البريئة. وفي بطولة من جانب واحد. لأن الجمهور الوحيد الذي حضر الافتتاح هو جمهور الأهلي. ولم يكن أمامه أي جمهور منافس.. لذلك كان نشاط هذا الطابور الخامس المدرب والخفي سوف يستمر إذا لم يتم التصدي له بقوة وحزم ويحاسب علناً لأنه يتسبب في تخريب أمن المجتمع. حتي لو كان في مجرد مباراة لكرة القدم أو الكرة الطائرة أو حتي الجمباز.. وهذا الطابور الخامس المخرب موجود بين جمهور الأهلي والزمالك والاسماعيلي والمصري والاتحاد.. وأي جمهور آخر. ويمكن رصده بسهولة سواء بمعرفة مسئولي الاندية ومسئولي روابط المشجعين. والتعريف بهم لرجال الأمن لمنعهم من دخول المباريات أو محاسبتهم الفورية إذا لم يرتجعوا عن أعمالهم التخريبية. التي وصلت إلي درجة "الفضيحة العظمي" يوم مباراة الزمالك والافريقي في ستاد القاهرة. لابد ان نتحرك كشعب نحو التحضر. والتصالح مع أنفسنا. والتعامل بمنطقية مع روح التنافس العادل. وأن ننشد لبلدنا ان تكون أمام العالم في صورة أحدث وأكثر تحضراً. خاصة بعد ثورتنا التي قدمت مصر للعالم في شكل جديد.. ولكن الثورة المصرية لا قيمة لها بدون المصريين أنفسهم.. والمعروف عن المصريين انهم ينبذون العنف والبلطجة.. ولكن للاسف ما نراه في الكثير من مظاهر حياتنا عكس ذلك. وعندما أقارن هذه الصورة المحزنة في مجتمعنا. وما شاهدته بالأمس. والملايين. في احتفال الشعب الانجليزي بحفل زفاف الأمير وليم والأميرة كيت. وتلك الملايين التي احتشدت في شوارع لندن الضيقة أصلاً. ولكنها لم تخرج عن النظام للحظة واحدة. وكان اكثر من مليون مواطن وسائح في غاية الالتزام بتعليمات رجال الشرطة. في مظهر حضاري رائع لأكثر من خمس ساعات.. ليس عيباً أن نتعلم من هذه الصورة. وان نقارنها بشغل الجنان والانفلات والإجرام الذي يحدث عندنا بصورة استفزازية جداً.. وكأن هناك اصراراً علي ان يبقي مجتمعنا في حالة مزعجة. ونفقد أماننا وأمننا الذي هو من أهم مصادر الخير لهذا البلد الطيب. وملايينه الثمانين.