نظم الليلة الماضية العشرات من النشطاء السياسيين مسيرة غاضبة انطلقت من ميدان طلعت حرب وطافت شوارع وسط البلد اعتراضا علي قانون التظاهر الجديد وعلي مادة "محاكمة المدنيين عسكريا" بالدستور التي وافقت عليها لجنة "الخمسين" وبالمطالبة بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم في الأحداث التي وقعت أمام مجلس الشوري. رفع المتظاهرون لافتات: "لا للمحاكمات العسكرية" و"الحرية للمعتقلين" ورفعوا صور زملائهم ال24 المحبوسين.. ورددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة. ورددوا أغاني "الألتراس". شارك في المسيرة عدد من الحركات السياسية علي رأسهم حركة: "الحرية" و"6 أبريل" و"الاشتراكيين الثوريين" و"التيار الثالث" و"جبهة طريق الثورة" و"مينا دانيال" و"جبهة ثوار" و"أصدقاء جابر صلاح جيكا". قال المتظاهرون لن نتوقف عن التظاهر حتي يتم الإفراج عن جميع النشطاء المحبوسين أمام "الشوري" ولن نشارك في الاستفتاء علي الدستور الجديد لاحتوائه علي مادة "محاكمة المدنيين عسكريا". حدثت مشادات كلامية كادت أن تتحول إلي اشتباكات بالأيدي بين المشاركين في المسيرة بسبب ارتداء البعض أقنعة علي وجوههم.. حيث رفض البعض الآخر ذلك مهددين بالانسحاب. أصابت المسيرة شوارع وسط البلد بالشلل المروري.. مما أدي إلي تكدس السيارات لمدة تتجاوز ساعة. أغلقت بعض المحلات التجارية أبوابها خشية حدوث أي اشتباكات أو تعرضها للسلب والنهب. عبر أهالي شارع صبري أبوعلم عن استيائهم الشديد من موقف النشطاء السياسيين واتهموهم بالعمالة والخيانة لدم الشهداء ومنعوهم من عبور الشارع.. ليتم تغيير خط سير المظاهرة حتي وصلت إلي شارع محمد محمود. شهد شارع محمد محمود حالة من الاستنفار الأمني.. حيث أغلقت قوات الجيش والشرطة الشارع بالمتاريس والأسلاك الشائكة والمدرعات وتم عمل كردونات بشرية من جنوب الأمن المركزي لفض المسيرة فور وصولها إلا أن المتظاهرين تراجعوا مرة أخري وعادوا إلي ميدان طلعت حرب من جديد. سادت حالة من الهدوء بميدان التحرير وانتظمت حركة مرور السيارات وحرصت عشرات الأسر بمختلف طبقاتها علي الجلوس بداخل "صنية الميدان" والتقاط الصور التذكارية وسط حالة من التكثيف الأمني.