شدد خبراء الطاقة والبترول علي ضرورة الاعتماد علي الفحم كطاقة بديلة ورخيصة لاستخراج الكهرباء في ظل نقص امدادات البترول والمازوت الخاص بمحطات توليد الكهرباء في مصر والتي نتج عنها أزمة خانقة في الكهرباء خلال موسم الصيف الماضي. أكد المهندس محمد شعيب الرئيس السابق للشركة القابضة للغازات اننا علي ضرورة الاعتماد علي موارد أخري في محطات توليد الطاقة الكهربائية في ظل وجود مخزون من الفحم في العديد من مناطقنا الصحراوية التي تصلح في محطات توليد الكهرباء. أشار إلي أن أهم ما يميز الفحم عن باقي مصادر الطاقة التقليدية انه متوافر بكميات كبيرة في أجزاء كثيرة من الكرة الأرضية وبأسعار رخيصة نسبيا إلا انه يتسبب في زيادة الانبعاثات الحرارية في حالة مقارنة بالانبعاثات الناتجة عن استخدام الغاز الطبيعي أو الطاقة المتجددة كوقود. قال انه من المتوقع أن يبلغ عدد المحطات الكهربائية العاملة علي الفحم الحجري نحو 7500 محطة بحلول عام 2015 بزيادة 80 في المائة عن العدد الحالي حتي ان بعض دول الشرق أوسطية الغنية بالنفط كإيران وعمان تخطط لاستخدام الفحم لتأمين احتياجاتها وضمان انتاج الطاقة من مصادر متعددة. شدد شعيب علي أهمية عمل دراسات حول امكانية وجدوي استخدام الطاقة المتجددة بصفة عامة والتسخين الشمسي للعمليات الصناعية بصفة خاصة قبل الحصول علي الموافقة والتراخيص من الجهات المعنية مع إعداد خارطة طريق لدراسة منظومة استيراد ونقل واستخدام الفحم في الصناعة وتوليد الكهرباء مع التأكيد علي وجود تشريعات للحفاظ علي البيئة وسلامة العاملين بالمصانع والقاطنين بالمناطق المجاورة تمهيدا للسماح للمستثمرين في استخدام الفحم كأحد مصادر توليد الطاقة في مصر. نوه إلي ضرورة المشاركة الفعالة للقطاع الخاص الاستثماري بما لديه من مرونة في المساهمة الايجابية والسريعة في تغير تلك التوليفة مع التأكيد علي مصانع الأسمنت علي استخدام أحدث التقنيات في هذا المجال بما يضمن الحد من التأثير السلبي. من جانبه طالب المهندس فيرناس الحكيم رئيس القطاع الفني والعلاقات الحكومية في الشركات العربية للأسمنت بضرورة استخدام الفحم كوقود أساسي لصناعة الأسمنت والتي تمثل 2 في المائة من إجمالي الناتج القومي المحلي في مصر. لافتا إلي أن الأسمنت في مصر ينتج في 21 شركة مصرية تمتلك 24 مصنعا في جميع أنحاء البلاد ويعمل بها نحو 50 ألف عامل مباشر و200 ألف بشكل غير مباشر. أرجع أزمة الطاقة في مصر في العامين السابقين إلي ارتفاع معدلات الاستهلاك وتراجع انتاج الغاز مما دفع الحكومة إلي القيام باستيراد الغاز بالأسعار العالمية. اضاف انه تم توجيه الغاز والمازوت إلي انتاج الكهرباء للقضاء علي أزمة انقطاع الكهرباء مما انعكس سلبيا علي صناعة الأسمنت وتفاقمت الأزمة خلال النصف الأول من العام الحالي الوقود القادم حيث تراجع الانتاج بنسبة 11 في المائة ونوه إلي انه في شهري يوليو وأغسطس "شهور الذروة" بلغ العجز في انتاج الأسمنت نحو 30 في المائة حتي انه لمدي 20 يوما قل الانتاج بنحو 3 ملايين طن بما يعادل 1.5 مليار جنيه كخسائر لمصانع الأسمنت. من جانبه قال المهندس مدحت اسطفانوس نائب رئيس مجلس إدارة شركة تيتان للأسمنت ان الدول يجب ألا تتأخر في توفير مصادر الطاقة البديلة في ظل الزيادة المتوقعة علي مواد البناء في العقد الحالي. مشيرا إلي ضرورة زيادة عدد محطات الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل مصانع جديدة للأسمنت. طالب بضرورة استخدام الفحم كمصدر أساسي للوقود لاحتياج الصناعة إلي درجات حرارة عالية.