نجحت "المساء" في التسلل إلي قصر العيني القديم وقامت بجولة سرية بالتقاط بعض الصور التي توضح مدي الإهمال الجسيم الذي يعاني منه كثير من المرضي داخل الصرح الطبي الكبير الذي أقيم في عهد محمد علي باشا وتم تطويره إلي أن أصبح الملاذ الآمن للمرضي من كافة محافظات مصر للحصول علي خدمة طبية وتقديم العلاج المجاني لغير القادرين ومحاولة تحقيق العدالة بين كافة شرائح المجتمع. نطالب الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بعمل زيارة مفاجئة للمستشفي لمحاولة معرفة المشكلات التي يعاني منها المرضي ورصدنا بالصورة والكلمة ما يدور داخل جدران المبني وحصلنا علي تذاكر للدخول كزائرين بحجة زيارة أحد أقاربنا. المرضي خارج العنابر تجولنا في طرقات قصر العيني التي تمتد عشرات الأمتار وجدنا صورا كثيرة لمعاناة المرضي وشاهدنا أحد المرضي يجلس علي سريره بإحدي الطرقات نظرا لعدم وجود أماكن داخل عنابر المرضي مما يضطره الجلوس بسريره خارج العنابر أملا في إيجاد فرصة لعلاجه مع المرضي الذين حالفهم الحظ في إيجاد أماكن داخل العنابر. وهناك أسر جاءت من الأقاليم وافترشت الطرقات لتنتظر دورها في الكشف الذي قد يطول انتظاره. الباعة الجائلون الباعة الجائلون احتلوا معظم طرقات المستشفي وحول الأقسام الخطيرة لاستغلال المرضي في رفع أسعار المواد الغذائية والمشروبات وهم يرفعون أصواتهم للإعلان عن بضائعهم وكأنهم في أسواق عامة غير مهتمين بتوفير الراحة والهدوء للمرضي حيث أصبح وجودهم بأروقة المستشفي أمر معتاد علي مرأي ومسمع من أفراد الأمن المتواجدين داخل المستشفي بالإضافة إلي أن الإدارة تعلم بهذه المهزلة. دخلنا مبني الملك فهد الخاص بقسم الأورام وجدنا بداخله صورة بشعة للزحام وانتظار كثير من المرضي ورغم معاناتهم مع المرض اللعين وشدة آلامهم المستمرة إلا أنهم يعانون الأمرين مع جلسات العلاج الكيماوي الذي يطول انتظاره لساعات طويلة حيث إننا تقابلنا معهم علي سلالم القسم يجلسون علي الأرض وفي الطرقات في انتظار دورهم للدخول إلي الجلسة وهم يطالبون بتوفير أماكن أخري لتكون أكثر اتساعا وتوفر العديد من أجهزة الجلسات لتقليل الزحام ولتقليل معاناتهم من طول الانتظار الذي يمكن أن يؤدي إلي سوء حالتهم. وفي نهاية جولتنا بقسم الأورام تم رصدنا من إحدي الكاميرات حيث شاهدنا أحد أفراد الأمن ونحن نقوم بالتصوير وتعامل معنا كأننا مجرمون واصطحبنا إلي مكتب شرطة المستشفي للتحقيق معنا والسؤال عن هويتنا الحقيقية لذلك قمنا بتقديم ما يثبت أننا صحفيون وطلب الاطلاع علي الصور التي التقطناها خلسة لكنه لم ير فيها ما يخل بالأمن الداخلي بالمستشفي ثم اصطحبنا وسط مجموعة كبيرة من أفراد الأمن إلي مكتب مدير المستشفي الدكتور علاء ماهر حيث إنه قابلنا وطالبنا بضرورة الحصول علي تصريح لتسهيل مهمتنا الصحفية داخل المستشفي علي أن يكون في اليوم التالي. وفي اليوم الثاني للجولة ذهبنا مبكرا علي أمل إنجاز مهمتنا وعملنا ولكن فوجئنا بالتعنت الشديد معنا ولم يصرح المدير لنا سوي بدخول قسم واحد وقام بالتوقيع علي تصريح بجولة في قسم النساء والتوليد والحالات الحرجة فقط رغم مطالبتنا له بأن يكون التصريح شاملا لأقسام أخري حتي تتيح لنا الفرصة لإنجاز المهمة في وقت قصير والتعرف أكثر علي مشكلات المرض في جميع أقسام المستشفي لكنه رفض بشدة. اصطحبتنا إحدي الموظفات بمكتب الإعلام إلي قسم الحالات الحرجة وطالبتنا بالالتزام بما حدده المدير رافضة أي محاولة لتصوير في أقسام أخري لأن القسم مجهز علي أعلي مستوي من حيث الاهتمام بالنظافة وتقديم الخدمة الجيدة حيث أكد لنا المرضي أن الخدمة علي مستوي راق وبالمجان وكأن هذا القسم منفصل تماما عن المستشفي. اصطحبنا أحد أفراد الأمن للذهاب إلي قسم العظام وهو من أكبر الأقسام بالمستشفي إلا أننا فوجئنا بمنعنا من الدخول بعد قيام مكتب المدير بالتوصية بعدم دخولنا وطلبت الانتظار لمدة يومين حتي يتسني لنا زيارة القسم بحجة تواجدنا في وقت الزيارة!! سويقة في المستشفي رصدنا أثناء تواجدنا بقسم العظام وجود بائعي الملابس داخل مكتب الممرضات تجمعن حولهم بغرض الشراء في مشهد أشبه بالسويقة وقمنا بالتقاط صورة للمشهد المؤلم. وشاهدنا منظر غاية في العجب بتواجد بعض المرضي خارج عنابرهم بالشرفات في الهواء الطلق معرضين المرضي لتقلبات العوامل الجوية والطقس. تعالت شكاوي المرض داخل قسم العظام حيث اشتكي البعض من نقس شديد في الشرائح والمسامير اللازمة للعمليات وارتفاع سعرها حيث اتفقت إدارة المستشفي مع بعض الشركات الطبية علي توريد الشرائح إلي المرضي ومحاسبة المرضي عليها. أكد المرضي أن المحسوبية في تخطي الدور لإجراء العمليات والروتين القاتل وطول الانتظار أبرز المشكلات التي يعانون منها. وعلي الرغم من الحصار الذي فرضه علينا مدير المستشفي إلا أننا تجمعنا في استطلاع آراء المرضي في أقسام مختلفة لسؤالهم عن الخدمة الطبية المقدمة لهم. يقول أشرف حسن- مريض كلي: أصبح التردد علي المستشفي بمثابة رحلة عذاب فأنا مريض كلي وأقوم بالغسيل لمدة 3 أيام أسبوعيا وللأسف أعاني من سوء معاملة الممرضات والعمال الذين يقومون بابتزازنا ماديا رغم أن الخدمة بالمستشفي مجانية. أضاف: نعاني من كثرة اعتذار الأطباء الذي وصل إلي حد عدم تواجدهم بصورة مستمرة بحجة عملهم الخاص. يقول أحمد بكر- محاسب: اصطحب والدي المريض بالقلب لإجراء بعض الفحوصات ولاحظت وجود أعداد كبيرة من الباعة الجائلين داخل المستشفي بأصواتهم المرتفعة مما يتسبب في ازعاج المرضي بالإضافة إلي سوء معاملة العمال والممرضات لنا. الروتين القاتل عبدالباسط محمد بالمعاش يقول: حضرت لاستكمال بعض الأوراق لإجراء عملية بالعمود الفقري وللزسف الروتين أصبح سائدا بالمستشفي حيث إنني حضرت أكثر من مرة دون تحديد لموعد العملية علما بأنني قمت بإجراء تحاليل وإشاعات نتائجها ظهرت بعد شهرين من إجرائها لتأخر إظهار النتائج. طول الانتظار تؤكد فاطمة ماهر- ربة منزلة قائلة: انتظرت لمدة 5 ساعات أمام العيادات الخارجية للكشف في قسم الأذن وفي النهاية اعتذار الطبيب المعالج عن الحضور دون مراعاة لكبار السن. يقول محمد حسن "13 عاما" قمت بإجراء جراحة زرع كلي منذ ثلاث سنوات وجئت لعمل متابعة بعد العملية وانتظرت فترة طويلة جدا. تقول فاطمة عبدالحميد: حضرت لإجراء إحدي العمليات بالمستشفي وللأسف تعرضت لمعاملة سيئة من الممرضات والعاملات اللاتي يطالبوننا دائما بأموال كثيرة نظير خدمتهم داخل العنابر مع عدم الالتزام بمواعيد الأدوية.