رغم كل التحذيرات بمنع الباعة الجائلين من التواجد أمام المدارس إلا ان الواقع المرير يؤكد غير ذلك فهؤلاء الباعة يحاصرون المدارس في أوقات دخول وخروج التلاميذ من أجل بيع الأغذية التي ربما تكون ملوثة وغير صالحة ليتناولها الأطفال غير مبالين بحجم الكارثة التي ستلحق بهؤلاء التلاميذ فيما بعد بسبب الأمراض الخطيرة التي يمكن ان يصابوا بها خاصة مع وجود فيروس الغدة النكافية الذي مازال يفتك بأطفال المدارس في جميع المحافظات. ولأن هناك دوراً كبيراً للمجلس القومي للطفولة في الحفاظ علي حياة الأطفال فقد ناشد المجلس وزارتي الداخلية والتموين من أجل القيام بحملات مكثفة للقضاء علي ظاهرة انتشار هؤلاء الباعة بهذا الشكل المخيف. رصدت "المساء" الوضع حول مجمع مدارس إمبابة بشارع 14 ومجمع المدارس ببشتيل وكان الوضع هناك أخطر من تواجد الباعة الجائلين فقط حيث وجدنا أكوام القمامة تحيط بأسوار المدارس وتغطي عبارات "النظافة من الإيمان" المكتوبة علي الجدران كما وجدنا جراجات للسيارات والتكاتك أقامها البلطجية عنوة بطول أسوار المدارس وهناك من قام بربط الأغنام والحمير في البراويز الحديدية لشبابيك هذه المدارس فضلاً عن تواجد المراجيح باستمرار بجوار هذه المدارس مما يعرض التلاميذ للخطر. مخالفات بالجملة ففي مجمع المدارسي بشارع 14 بإمبابة تشعر وكأنه لم يمر أحد من المسئولين أو من مديري هذه المدارس من هذه الشوارع ويري حجم المخالفات أو حتي يشم رائحة أكوام القمامة التي تقتحم الفصول علي هؤلاء التلاميذ الأبرياء بمدارس شباب المستقبل وأحمد زويل الاعدادية بنات ورفاعة الطهطاوي الابتدائية المشتركة وكلها تابعة لإدارة شمال الجيزة التعليمية بالإضافة إلي نادي تكنولوجيا المعلومات بمركز شباب إمبابة. جراج للسيارات * قال عاطي محمد الصاوي وإلهام فاروق من أهالي إمبابة وأولياء أمور بعض التلاميذ بمجمع المدارس بشارع 14 أصبح البلطجية يفرضون سطوتهم علي المنطقة وسيطروا علي شارع مجمع المدارس بالكامل ويقومون بتأجيره كجراج للسيارات دون ان يعترضهم أحد من وزارتي التربية والتعليم أو الداخلية بالإضافة إلي ان أكوام القمامة تتعالي يوماً بعد يوم حول أسوار المدارس ولا يتحرك أحد. أضافا ان الباعة الجائلين يتواجدون باستمرار أثناء دخول وخروج التلاميذ من المدارس لبيع الأطعمة والحلوي وغير ذلك ولكن هناك الكثير من أولياء الأمور يمنعون أبناءهم من الشراء من الباعة الجائلين لانهم لا يعرفون مدي صلاحية هذه الأطعمة وكيف صنعوها. أكوام القمامة أما في محيط مجمع مدارس بشتيل فحدث ولا حرج فالوضع هناك لا يسر عدواً ولا حبيباً وأي انسان لا يمكن ان يتخيل مدي بشاعة وقذارة شارع مجمع المدارس ففي البداية تقابلك أكوام القمامة التي يتصاعد منها الدخان إلي داخل المدارس والمنازل معاً بعد ذلك تجد مجموعات كبيرة من التلاميذ الصغار يلتفون حول الباعة الجائلين بمختلف منتجاتهم التي لا يعلم مصدرها وكيفية إنتاجها فمنهم من يبيع وجبات الكشري في أكياس بلاستيكية لنصبح أمام كارثة مضاعفة فإلي جانب ان هذه الوجبات تطهي في بير السلم فالأكياس البلاستيكية ايضاً لها أضرار بالغة خاصة ان كانت ذات جودة رديئة. أغنام وحمير في الشبابيك ومازاد الطين بلة هو قيام الأهالي بربط الأغنام والحمير في الشبابيك الحديدية لهذه المدارس والأخطر من ذلك روث هذه الماشية الذي يجلب الذباب والحشرات وتنبعث منه الروائح الكريهة إلي جانب وجود باعة الخضروات بكثافة أمام المجمع الذي أصبح مثل "السويقة" والأغرب هو تواجد أحد الأشخاص يقوم ببيع الكتاكيت أمام المدارس كما توجد المراجيح التي تعرض حياة التلاميذ للخطر كما كان المشهد يوضح أيضاً تسبب مسئولي هذه المدارس في حزم الأمور بداخلها حيث كان الطلاب يقفزون من أعلي أسوار وبوابات المدارس تحت سمع وبصر مدرسيهم ومديريهم. ومن هنا فنحن نطالب المسئولين بوزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية باتحاد الإجراءات القانونية لمنع كافة المخالفات الموجودة حول مجمع مدارس بشتيل وخاصة مدارس السلام الابتدائية المشتركة ومدرسة الشروق الثانوية ومدرسة بشتيل للتعليم الأساسي ومدرسة بشتيل الاعدادية بنات وكل هذه المدارس تابعة لإدارة الوراق التعليمية. * قال محمد غريب من أهالي بشتيل وخالد أسامة طالب بالصف الثاني الاعدادي بمجمع مدارس بشتيل: الباعة الجائلون موجودون باستمرار أمام هذه المدارس ويبعون مختلف الأطعمة والحلويات للتلاميذ وبأسعار زهيدة. * محمد عادل ومحمد علي بالصف الثاني الاعدادي وسيد ياسر ومحمد علاء ومحمد رضا محمد بالصف الثالث الابتدائي: أصبحنا نشعر بالاختناق داخل الفصول أثناء اليوم الدراسي بسبب سحب الدخان التي تنبعث باستمرار من أكوام القمامة التي تحيط بأسوار المدارس. أضافوا: هناك أعداد كبيرة من الباعة الجائلين وباعة الخضروات يتواجدون من أجل بيع بضائعهم لنا ولا نعرف إذا كانت صالحة أم غير ذلك كما أنهم يحدثون زحاماً شديداً بالشارع وتلوثاً سمعياً طوال اليوم الدراسي نظراً لأصواتهم المرتفعة وصافراتهم التي يطلقونها والتي تدل علي وجودهم.