يقع سجن "الغربانيات" وسط مجتمع متعدد الانتماءات فالجزء "القبلي" والأكبر زحف عليه الفلاحون بقري بنجر السكر والصعايدة الباحثون عن عمل.. وأبناء الإسكندرية الذين اضطرهم عملهم للسكن بغرب الثغر أو الذين وفرت لهم المحافظة الإقامة في المساكن الشعبية بالكيلو 26 أو 21 وهم في الأساس من شرق أو وسط الإسكندرية. الوضع السياسي لمنطقة العامرية ثم برج العرب المنقسمة إلي برج العرب القديمة ويقطنها أهالي المنطقة من الأماكن السابق ذكرها وبرج العرب الجديدة وتضم القطاع الاستثماري وما حوله من عقارات يقطنها العاملون بالمصانع وجهاز المدينة وغيرهم. قبل "ثورة يناير" كان الحزب الوطني هو المسيطر علي منطقة الدخيلة بصورة جزئية وينافسه جماعة الإخوان وتنطبق الحالة نفسها علي منطقة مينا البصل.. أما العامرية فكانت القبائل تتحكم في العملية الانتخابية وكان هناك عائلتان أو ثلاث بأقصي تقدير المسيطرة علي انتخابات الشعب والشوري والمجالس المحلية أما لنفسها أو لمن يتبعها وبالرغم من الوجود السلفي الكبير فإن حالة من الهدنة كانت قائمة بين الوطني والسلفيين المبتعدين عن السياسة في ذلك الوقت وكان البعض يظن أن الغالبية للإخوان بغرب الإسكندرية.. إلي أن قامت ثورة يناير لتتغير الخريطة السياسية تماما..فأبناء "الوطني" المنحل منهم من احترم ذاته وابتعد عن السياسة وظل يمارس عمله المعتاد.. ومنهم من أطلق لحيته فجأة وأصبح "سلفيا" باللحية ومنهم من تمسح في عبادة حزب الحرية والعدالة علي أمل أن ينال رضا الإخوان.. وبالطبع اختلف الوضع في أعقاب ثورة "يونيو" مع المتلونين. "السلفيون" لغز كبير في غرب الإسكندرية ومحاولة حل هذا اللغز يعرض صاحبه لهجوم كبير من اتباع الدعوة السلفية. ولعل البعض يتذكر ظاهرة المجالس العرفية التي انتشرت في أعقاب الثورة واختفاء القانون وأصبح المجلس العرفي المقام بالمساجد يحكم بين الناس بغرامات تطبق علي الفور. في ظل التفرقة الدامية للقلوب بين المنتمين لقبيلة "بدوية" وبين "الفلاح" الذي يعمل في مجال الزراعة ويعتبر فئة ثانية بين أبناء البدو. السطوة "السلفية" بغرب الاسكندرية تراعي إلي أقصي درجة العائلات القبلية وكل قبيلة قد نجد داخلها انقساماً كبيراً بين ليبرالي أو سلفي أو اخواني. وبالتالي كل يعرف حدوده ويحرص عليها. بالرغم من القوة السلفية بمنطقة غرب الاسكندرية وأيضا القوة القبلية فإن مشايخ القبائل يحجمون عن الدخول في الصراع السياسي ويتابعون المواقف عن كثب. ربما انتظاراً للاستقرار السياسي والأمني الذي مازال يتعافي بغرب الاسكندرية. إلا أنه وبصورة عامة بدأت جماعة الإخوان تعد خططاً جديدة فور نقل المعزول لسجن الغربانيات منها نقل المظاهرات بكثافة خلال المرحلة القادمة لغرب الاسكندرية وافتعال المشاجرات مع الأهالي والباعة الجائلين وتكثيف بوسترات الدعاية لمرسي وشعارات رابعة في محاولة لجعل منطقة برج العرب منطقة أزمات. بالإضافة إلي وضع مخطط لافتعال المشاكل بالمصانع والشركات وتعطيل حركة العمل والتظاهر في محيط منطقة المصانع البعيدة عن الغربانيات بمسافات كبيرة.. ولكن كل هذا لمجرد إثارة المواطنين للمطالبة بنقل مرسي لسجن طرة. بدأت القيادات الإخوانية في إعطاء تعليمات للقواعد بالتحرك في مسيرات كبيرة والحشد بغرب الثغر لقطع الطرق أمام السيارات وتعطيل الطرق السريعة. بالإضافة إلي تأخير أعداد كبيرة من الشقق بمنطقة برج العرب الجديدة لإمكانية الإقامة داخلها لأعداد من الإخوان لخروجهم في مسيرات بأعداد متزايدة نظراً لعدم إقبال أبناء غرب الاسكندرية علي الخروج في مظاهرات يومية. وهو ما أثار قلق أبناء منطقة غرب الاسكندرية. خاصة أن من يتصدي لمظاهرات الإخوان هم أبناء الدخيلة ومينا البصل. أما العامرية وبرج العرب فيقف قاطنوها موقف المتفرج. علي الجانب الآخر أكد اللواء أمين عزالدين مساعد وزير الداخلية لقطاع الاسكندرية ومدير أمن الاسكندرية أن هناك استعدادات أمنية مكثفة ليس في محيط منطقة الغربانيات فحسب ولكن بغرب الاسكندرية. وأن كل من يحاول تكدير الأمن العام أو تعطيل مصالح المواطنين أو الاعتداء علي البنية الأساسية للدولة بأعمال تخريبية سيتم مواجهته بكل قوة وحسم وبالقانون. موضحاً أن الأمن لا يتعرض للمظاهرات السلمية. أما استخدام السلاح بمختلف أنواعه لإرهاب المواطنين فعلي من يستخدمه أن يتحمل مسئولية فعله.