نري حرباً باردة الآن بين وزير التعليم العالي والمجلس الأعلي للجامعات من ناحية ورؤساء الجامعات من ناحية أخري في صورة تصريحات هزلية يحاول بها كل طرف أن يغسل يديه من الكوارث الإخوانية في جامعاتنا وإلقاء التبعة علي الطرف الآخر.. هذه الحرب بتلك التصريحات "المايعة" تؤكد بما لا يدع مجالا للشك انهم جميعاً فاشلون وعليهم أن يرحلوا فوراً. وإحقاقاً للحق.. فإنني أستثني من هذه المنظومة الفاشلة رئيسي جامعتي الأزهر والمنصورة.. فالأول تحرك أخيراً وطلب من الشرطة دخول الحرم الجامعي لمواجهة "إرهاب" الطلبة الإخوان الذي أصبح يهدد فعلاً الأرواح. والثاني أحال عدداً كبيراً من الطلبة والأساتذة البلطجية إلي مجالس تأديب.. شكراً. نعود إلي الحرب الباردة.. فالوزير يسانده من وراء ستار المجلس الأعلي للجامعات يحمّل رؤساء الجامعات مسئولية التصعيد الإخواني الذي اخترق حتي سقف العنف وعدم محاسبة الطلاب والأساتذة المحرضين والمنفذين لهذه الجرائم خاصة ان عدداً من الأساتذة متورطون فعلاً في ادخال الشماريخ في سياراتهم للحرم الجامعي.. ويقول ان الجامعات مشتعلة ولا يمكنه التدخل في شئونها فرئيس كل جامعة هو المسئول عن إدارتها ووضع برامج للمنظومة الأمنية وتركيب كاميرات مراقبة. ورؤساء الجامعات يسخرون من كلام الوزير جملة وتفصيلاً.. ويتساءلون: ماذا نفعل ونحن لا نملك منع التظاهر؟؟.. ماذا نفعل بعد إلغاء الحرس الجامعي وسحب الحكومة التمويل المخصص للأمن؟؟.. ماذا نفعل وليس لدينا استقلال مادي وإداري كامل؟؟.. ماذا نفعل ووزارة المالية "نظفت" خزائن الجامعات وخفضت موازنتها واستقطعت 20% من إيرادات الصناديق الخاصة؟؟.. أين الميزانية التي نتمكن بها من زيادة أعداد الأمن الداخلي وتدريبهم وتركيب كاميرات مراقبة؟؟.. ثم ماذا نفعل والشرطة أصلاً لا تستجيب لنا بالتدخل ومواجهة العنف المتصاعد.. ؟؟ في رأيي ان كل هذا الكلام هو تهرب من المسئولية.. ففي يد الوزير رفع دعوي مستعجلة لإعادة حرس الجامعة "مؤقتاً" حتي تهدأ الأوضاع ويتم توفير البديل المدرب فنحن في مرحلة استثنائية.. وفي يد الوزير منع التظاهر داخل الجامعات إذا خرج عن السلمية وفي يد الوزير الاتفاق مع وزارة الداخلية علي سرعة التدخل بطلب من رئيس الجامعة حماية لأرواح ومصالح باقي الطلبة وهم الأغلبية الكاسحة وكذلك المنشآت العامة.. وفي يد الوزير الاتفاق أيضا مع وزارة العدل علي منح "الأمن الداخلي" الضبطية القضائية لإحالة الطلبة البلطجية إلي النيابات المختصة وتقديم الأدلة المادية علي إدانتهم.. كل هذا في يد الوزير فماذا فعل منها؟؟.. لا شيء سوي التهرب من المسئولية.. "اشكري" يا انشراح.. !! وفي يد رؤساء الجامعات أن يطلبوا من الشرطة التدخل الفوري والإعلان عن أي تقاعس منها عبر وسائل الإعلام المختلفة رغم انني لا أظن أبداً ان الشرطة ستتقاعس عن أداء الواجب.. وفي يدهم المطالبة بإجراء تعديلات سريعة علي قانون ولوائح الجامعة لتسريع إجراءات التحقيق مع الطلبة والأساتذة "البلطجية" وتغليظ العقوبات ضدهم بأن يكون الفصل النهائي جزاءهم بدلاً من العقوبة العادية بالاستبعاد شهراً أو شهرين وكأنها مكافأة أو استراحة أو اجازة لهم.. كل هذا في يد رؤساء الجامعات.. فماذا فعلوا منها؟؟.. لا شيء سوي التهرب من المسئولية.. "اشكري" أيضا يا انشراح.. !! إذا كان وزير التعليم العالي مع كامل احترامي وتقديري ومحبتي له غير قادر علي اتخاذ مواقف ثورية.. فليترك منصبه فوراً. وإذا كان أي رئيس جامعة يفضل إمساك العصا من المنتصف ولا يريد أن يغضب الإخوان.. فليترك موقعه فوراً غير مأسوف عليه لأنه يساعد علي الفوضي والإرهاب ولا يمنعهما. كفانا طبطبة يا أصحاب الأيدي المرتعشة.. خنقتونا فعلاً.