في الوقت الذي يجب أن تكون وحدة الغسيل الكلوي ملحقة بمستشفي عام لمواجهة كافة حالات الطوارئ نجد أن هناك 13 وحدة للغسيل الكلوي ملحقة بمراكز صحة الأسرة بالدقهلية وتخلو من وسائل مواجهة أية أزمات قد تواجه المريض. من هذه الوحدات وحدة الغسيل الكلوي بمركز طب الأسرة بطناح والتي ظلت تعمل بدون إشراف طبي تماما منذ شهر يونيو الماضي وحتي ثلاثة أسابيع مضت وتحملت الممرضات مسئولية تشغيل 17 جهاز غسيل كلوي وإجراء عمليات الغسيل ل 43 مريضا معظمهم من كبار السن وأصحاب أمراض أخري وخلال ثلاثة أشهر توفي خمسة من المرضي بعد أن تدهورت حالتهم الصحية وتم نقلهم إلي مستشفيات أخري. والصحة تقول إن تخصص الكلي حديث وهناك عجز في الأطباء علي مستوي الجمهورية. * تقول عظيمة رجب علي 64 سنة: أصيبت بالفشل الكلوي منذ خمس سنوات منها ثلاث سنوات كانت تعالج خلالها بالغسيل الكلوي بمستشفي المنصورة ومنذ عامين وأنا أجري الغسيل بمركز صحة الأسرة بطناح نظرا لأنني أقيم بقرية ميت لوزه الواقعة بالقرب من قرية طناح وأحتاج إلي عمليات الغسيل ثلاث مرات أسبوعياً. وتستغرق المرة الواحدة أربع ساعات. وتشير إلي أنها تصاب أحيانا ببعض المشاكل الصحية خاصة بعد انتهاء عملية الغسيل وبالتالي تضطر للذهاب إلي طبيب خارجي ومن ثم فإنها تطالب بضرورة وجود طبيب متفرع للمركز للإشراف علي عملية الغسيل ومتابعة حالة المرضي بعد ذلك. * أوضح محمد عبد الوهاب 64 سنة عامل سابق بالتربية والتعليم مصاب بفشل كلوي منذ 6 سنوات إلي جانب شلل نصفي نتيجة جلطة بالمخ بالإضافة إلي فيروس "c". أنه بدأ العلاج بهذا المركز مع بداية العام الجاري. مشيراً إلي أن مستوي الخدمة طيب. لكن المشكلة في نقص الأطباء. حيث ظل المركز بدون أطباء فترة طويلة وكانت الممرضات يقمن بالإشراف علي عمليات الغسيل وربنا "بيسترها" وحينما كنا نحتاج إلي استشارة طبية كنا نتصل تليفونيا بالدكتور محمود طاهر المشرف السابق علي المركز حتي بعد انتقاله إلي جهة عمل أخري ونحن نتمني ونطالب بعودته إلي هنا من جديد. وقال السيد محمد 39 سنة فلاح مصاب بالفشل الكلوي منذ 9 سنوات إن هذا المركز تنقصه أمور هامة وحيوية منها عدم وجود معمل تحاليل أو قسم للأشعة الأطباء أحيانا موجودون وأحيانا أخري لا يوجد طبيب واحد وأنابيب الأكسجين قد لا تكون موجودة في بعض الأحيان وأنا مسموح لي بصرف علاج شهري قيمته مائة جنيه عبارة عن أصناف معينة ولا أستطيع استبدالها مثلا بمضاد حيوي أو ما شابه ذلك وعلي سبيل المثال لا توجد حبوب لعلاج مشاكل المعدة منذ شهرين. متولي محمد علي 70 سنة فلاح مقيم بقرية كوم الخليج ويعالج من الفشل الكلوي منذ أربع سنوات يقول بأن مشكلتنا الرئيسية هي ضرورة وجود طبيب يتابع حالتنا مثلما كان يفعل الدكتور محمود طاهر الذي كان بمثابة طبيب نفسي ومعالج في آن واحد فأنا علي سبيل المثل أعاني من مشاكل في الرجلين وخاصة بالركب واحتاج للعلاج والمتابعة. وتقول دعاء فتح الله رئيسة قسم التمريض بمركز صحة الأسرة بطناح إن وحدة الغسيل الكلوي ظلت تعمل بدون أطباء منذ شهر يونيو الماضي وحتي أقل من شهر تقريبا وكنت وزميلاتي ندير العمل قدر الاستطاعه بحكم مالدينا من خبرة عند حد معين أما اذا حدثت مشاكل أخري مثل إصابة مريض بغيبوبة كبدية أو ارتفاع في السكر أو ما شابه ذلك فأننا لابد أن نستدعي الإسعاف لنقل المريض إلي المستشفي العام وأضافت بأن هناك "5" حالات قد توفوا خلال شهر يونيو ويوليو وأغسطس الماضيين وكانت حالتهم الصحية قد تدهورت وكنا نرفض إجراء عمليات الغسيل لهم نظرا لسوء حالتهم وتم تحويلهم إلي مستشفيات عامة نظرا لأنهم كانوا يحتاجون إلي عناية مركزة. * قد أكدت الممرضات فاطمة أحمد يوسف ونوره نبيل وماجدة محمد أن من حقهن الامتناع عن العمل حال عدم وجود طبيب ولكن ظروف المرضي لا تسمح بذلك فنحن نعمل وحينما كانت تواجهنا عقبات نتصل بالدكتور محمد السيد مدير عام الطب العلاجي بالمديرية لتذليل هذه العقبات أشار إلي أن عمليات الغسيل تجري طوال أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة. * الدكتور محمد رشاد نائب كلي بمستشفي طلخا المركزي وتم انتدابه مؤخرا إلي مركز صحة الأسرة بطناح يومي الأحد والاثنين اسبوعيا يشير إلي أن هذا المركز يضم حوالي "17" ماكينة غسيل كلوي تخدم "43" مريضا معظمهم من كبار السن ومعظمهم يعانون من مشاكل أخري منها فشل في القلب وجلطة بالمخ إضافة إلي مرض السكر وبالتالي فأنهم يحتاجون إلي نظام علاجي تحت إشراف طبيب متخصص وهؤلاء المرضي يعالجون بنظام التأمين الصحي أو علي نفقة الدولة وأكد الدكتور رشاد علي ضرورة أن تكون وحدات الغسيل الكلوي ملحقة بمستشفيات مركزية أو مستشفيات عامة من أجل إجراء الفحوص الطبية اللازمة للمريض والتدخل الفوري حال تعرضه لأي حالة طارئة بالإضافة إلي أهمية وجود أخصائي علي الأقل بكل وحدة وعدم وجود طبيب من الأصل أمر خطير ويجب ألا يحدث نظرا لأن تداعياته خطيرة.. وقال إن الحالة العامة لهذه الوحدة بشكل عام جيدة وماكينات الغسيل جيدة أيضا نظرا لأن الأهالي قد تبرعوا بها وقدموها لتعمل لأول مرة في هذا المكان. الدكتور محمد السيد مدير عام الطب العلاجي يشير إلي وجود عجز في أطباء الكلي علي مستوي الجمهورية نتيجة لحداثة التخصص بالوزارة والذي بدأ منذ حوالي عشر سنوات تقريبا فقط ويتم سد العجز عن طريق الاستعانة بأطباء الباطنة وأضاف بأن هناك "17" مركزا للغسيل الكلوي ملحقة بالمستشفيات المركزية علي مستوي الدقهلية بالإضافة إلي "13" مركز ملحقية بمراكز صحة الأسرة وكان من الخطأ بمكان افتتاح هذه المراكز علي اعتبار أن هذه المراكز كانت من قبل مستشفيات تكامل تم الغاؤها ومن ناحية إخري أكد الدكتور محمد السيد أن مركزا الغسيل الكلوي مفروض أن يكون ملحقا بمستشفي تضم عناية مركزة وبنكاً للدم وغرفة عمليات وكل ما يستدعي لمواجهة أية حالات طارئة بالنسبة للمرضي ومن هذا المنطلق فأننا لم نوافق علي افتتاح أي مراكز للغسيل الكلوي ملحقة بمراكز صحة الأسرة حديثا. وبالنسبة لطلب المرضي بعودة الدكتور محمود طاهر ثانية إلي طناح فما لاشك فيه أنه طبيب كفء ولا مانع من عودته إن شاء الله ثانية بعد أن تنتهي مدة تفرغه. ويؤكد الدكتور مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة بالدقهلية علي ضرورة سد العجز بالنسبة لأطباء الكلي مشيرا إلي أنه قرر استحداث منصب جديد لمسئول الكلي بالمديرية ليتابع أعمال مركز الغسيل الكلوي المنتشرة علي مستوي المحافظة وتلبية احتياجاتهم أولا بأول وقد تم تكليفه بالقيام بزيارة ميدانية لمركز الغسيل الكلوي بمركز صحة الأسرة بطناح واعداد تقرير مفصل عن ذلك وبناء عليه تم ندب طبيبين إلي هناك وسوف يتم تعيين أخصائي خلال المرحلة القادمة حيث يتم سد العجز في أطباء الكلي بشكل تدريجي.