الخرافات التي يطلقها الإخوان هذه الأيام من خلال أذيالهم واتباعهم واحبابهم حول وجود مبادرات للتفاوض والتصالح بين الجماعة والدولة.. ينطبق عليها بحق المثل الذي ابتكره أجدادنا "من رابع المستحيلات" ويضرب للشيء الخرافي المستحيل تحقيقه واقعياً وتصديق وجوده عقلياً ليكون "المستحيل الرابع". بعد المستحيلات الثلاثة "الغول والعنقاء والخل الوفي". هناك خمسة أمور مرتبطة ببعضها ولا يمكن فصلها أبداً ويجب أن يعيها الإخوان: * الأول: أن الإخوان جماعة "محظورة".. ومعني ذلك أنها غير معترف بها أصلاً وإن كانت موجودة علي الأرض.. فكيف يتم التفاوض مع كيان غير شرعي؟!.. وإلا فلماذا لا تتفاوض أمريكا مع تنظيم القاعدة الإرهابي؟!.. أو ألمانيا مع أحفاد النازي هتلر..؟! * الثاني: إن هذه الجماعة خائنة للبلد.. تخابرت مع جهات أجنبية لتدمير البلاد. وفرطت في حدود مصر. ووافقت علي تنفيذ مخطط إجرامي لتفتيت وحدة الأراضي المصرية. وسفكت ومازالت تسفك دماء المصريين وعذبتهم علانية علي أسوار الاتحادية. وخربت ومازالت تخرب مؤسسات الدولة والأملاك العامة والخاصة. واضطهدت الأقباط وقتلت منهم الكثيرين كما أحرقت كنائسهم بالجملة في جريمة إرهابية غير مسبوقة. وسعت لتغيير الهوية الدينية والثقافية.. فكيف بالله يتم التفاوض مع إرهابيين كهؤلاء..؟؟!! * الثالث: خرج أكثر من 33 مليون مصري للميادين والشوارع وأسقطوا حكم هذه الجماعة التي تدار من الخارج وعزلوا رئيسها ونظامه بأكمله.. وبدلاً من اعتراف الإخوان بالأمر الواقع وبالإرادة الشعبية وبأخطائهم وجرائمهم الكارثية المخزية والاعتذار عنها ليفتحوا بذلك باب أمل ينصهرون من خلاله في المجتمع.. صعدوا من جرائمهم واعتبروا ما حدث انقلاباً عسكرياً واستمروا في خيانتهم للبلد وطلبوا من أمريكا وأوروبا إرسال الجيوش لإعادة مرسي للحكم.. فكيف إذن يجري تفاوض مع قتلة وخونة وعملاء..؟! * الرابع: مازالوا يصرون علي ضرورة عودة الشرعية المزعومة ويجعلون ذلك شرطاً للتفاوض والمصالحة.. والسؤال: من الذي طلب المصالحة ومن سيوافق أصلاً عليها؟!.. علنيا هم لم يطلبوها بل "زقوا" اتباعاً وأحباباً دورهم مشبوه ورأيهم مجروح للوساطة وتقديم مبادرة صلح هي في الحقيقة طوق نجاة لإنقاذ رقبة الجماعة والتنظيم..!! * الخامس.. وهو الأهم.. أن كل هؤلاء الوسطاء ومن قبلهم أعضاء "الطابور الخامس" في السلطة التنفيذية والقوي السياسية المعروفين بالاسم جميعاً الذين طالبوا بالمصالحة والعفو عما سلف قد أهانوا مصر وجيشها.. لأن التفاوض والتصالح يكونان بين فريقين متماثلين.. فكيف رضيتم أن يكون هناك تفاوض وتصالح بين دولة في حجم مصر بغالبية شعبها وبمؤسساتها مع كيان إرهابي محظور.. وبأي منطق تساوون بين جيش مصر العظيم وميليشيات إرهابية؟؟. كيف تتخيلون أن يجلس المستشار عدلي منصور والفريق أول السيسي ود. الببلاوي أو من يمثلهم مع اناس خانوا الوطن وأيديهم ملوثة بالدماء وتنبعث من أثوابهم رائحة البارود؟؟.. ثم حتي لو جلسوا - وهذا من رابع المستحيلات - فهل سيرضي الشعب بما يتوصلون إليه..؟! نعم.. يمكن أن يكون هناك تفاوض للإخوان ولكن ليس مع الدولة بل مع الشعب أو من يمثله من أحزاب وقوي وحركات.. إلا أن الإخوان مازالوا يصرون بغباء منقطع النظير علي اغفال وتهميش الشعب رغم أن الكلمة كلمته والقرار في النهاية قراره.. فعلاً الأغبياء في نعيم.