وصلتني هذه الرسالة من الأستاذ حسن فودة موجه اللغة العربية بالتربية والتعليم بمحافظة البحيرة.. وهي موجهة إلي الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف.. وأنقلها بنفس النص الذي بعث به صاحبها دون تدخل مني. معالي الأستاذ الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف تحية طيبة إن قراركم بوقف غير الأزهريين من خطباء المكافأة ومنع صعودهم إلي المنابر يحتاج إلي إعادة نظر للأسباب الآتية: * أولاً: إن هذا القرار يعني عدم اعترافكم بخريجي الجامعات المصرية الأخري وخاصة خريجي كلية دار العلوم وخريجي أقسام اللغة العربية في كليات الآداب والتربية.. وهذا ظلم لهم لأن الدراسة في هذه الكليات تقوم علي فروع اللغة العربية والعلوم الإسلامية من تفسير وعلوم قرآن وعلوم حديث وسيرة. وهذه العلوم من الثوابت الأساسية لخريجي هذه الكليات ولا غني لأي خطيب أو داعية عنها.. فكيف يتفق قراركم مع المبدأ الذي تطبقه جامعة الأزهر باشتراط وجود عضو خارجي من هذه الكليات ضمن لجنة المناقشة لنيل شهادة الدكتوراه "العالمية". علماً بأن كثيرا من مؤلفي المصادر والمراجع التي يرجع إليها الباحثون وطلاب العلم في الأزهر الشريف ليسوا من خريجي الأزهر. * ثانيا: معظم خطباء المكافأة الذين شملهم قرار المنع هم من خريجي هذه الكليات.. وكانوا يخطبون في هذه المساجد أو الزوايا التي بناها مواطنون متطوعون دون أن ينالوا أي مقابل مادي قبل أن تقوم الوزارة بضمها إليها. وهؤلاء الخطباء يلتزمون بمنهج الوسطية والاعتدال في الإسلام ولا ينتمون إلي تيارات دينية متعصبة.. ومن ثم قامت وزارة الأوقاف بإصدار تراخيص لهم ومنحتهم مكافأة رمزية جنيهات معدودة نظير هذا الجهد التطوعي. * ثالثاً: نود أن نتوجه بسؤال للدكتور وزير الأوقاف: هل كل أزهري مؤهل لأن يكون خطيب مسجد؟ فكم من أساتذة جامعيين أزهريين هم من أرباب القلم وليسوا من أرباب المنابر.. ولتأخذ نماذج منهم مثل الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف الأسبق رحمه الله. والدكتور محمد رجب بيومي عميد كلية اللغة العربية رحمه الله. وهناك سؤال آخر لمعالي الوزير: هل خلت جامعة الأزهر من أصحاب الانتماءات المتعصبة؟ لاشك ان هناك نسبة من أساتذتها ينتمون إلي تلك التيارات.. وخير دليل علي ذلك الدكتور وزير الأوقاف السابق والدكتور عميد كلية أصول الدين "مفتي الجماعة". ولا يخفي علي معالي الوزير ان هناك معاهد أزهرية ينتمي العاملون فيها بأكملهم إلي تلك الجماعة التي تحمل روح التعصب ابتداء من عامل النظافة مروراً بهيئة التدريس حتي شيخ المعهد!! * رابعاً: لماذا يقوم صاحب الفضيلة الدكتور الوزير بالتضييق في الوقت الذي دعا فيه رب العزة في قرآنه الكريم إلي التوسعة؟! قال تعالي: "ومن أحسن قولاً مما دعا إلي الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين" وفضيلته خير من يعلم ان كلمة "ممن" اسم موصول بمعني الذي وهو من ألفاظ العموم والشمول. * خامساً: لكل ما تقدم نرجو من صاحب الفضيلة الدكتور الوزير أن يعيد النظر في قراره انطلاقا من فقه الواقع وأن يستبعد كل من ينتمي إلي تيارات دينية تحمل روح التعصب سواء أكان أزهرياً أم غير أزهري وهذا أمر لا يخفي علي أجهزة الدولة المعنية بهذا الشأن. تعقيب: انتهت الرسالة.. وأري انها تحمل وجهة نظر منطقية وعادلة وقائمة علي حقائق ملموسة.. وأتوقع.. بل أثق بأن معالي الوزير الدكتور مختار جمعة سينظر إليها بعين الانصاف والعدل وهو ما جاء إلا ليحقق هذا ويصلح ما أفسده الآخرون.