شهد الأسبوع الأول من العام الجامعي الجديد حالة من الفوضي والانفلات داخل أكثر من جامعة.. من جانب انصار جماعة الإخوان "المحظورة" انتهت بمحاولة الاعتداء علي فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وهي الواقعة التي اثارت ملايين المواطنين الذين طالبوا بوقف هذه المهازل التي تحدث داخل الجامعات خاصة بعد ان توقفت الدراسة وتفرغ الطلاب للمظاهرات. رؤساء الجامعات أكدوا حرصهم علي ممارسة الحريات والتظاهرات السلمية في اطار المسموح به في نطاق محراب العلم مع التصدي للفوضي بتفعيل قانون الجامعات الذي يبدأ من الانذار حتي الفصل والعمل علي التوعية والتثقيف بمفاهيم الحوار وقبول الآخر وتوفير ميزانيات محددة لضبط الأمن داخل الجامعة والرقابة والمتابعة داخل المدن الجامعية حيث انها بيئة مناسبة لبث الأفكار المتطرفة بالاضافة الي عمل بوابات الكترونية بكارنيهات ممغنطة لمنع دخول المخالفين والاستعانة بحرس نسائي لتفتيش الطالبات حتي يمكن ضبط المنظومة الأمنية والتعليمية داخل الجامعات المصرية. قال الدكتور حسين عيسي رئيس جامعة عين شمس لابد ان يعلم الجميع ان الجامعة مكان مقدس للعلم والثقافة وارساء دعائم الحضارة وليست مكاناً لممارسة السياسة وهذا متفق عليه في جامعات العالم بأكمله مع ان يكون للطالب الحق في التعبير عن رأيه بشكل سلمي دون الاعتداء علي الآخرين أو تعطيل العملية التعليمية وان ما حدث من اعتداء موجه للدكتور علي جمعة وهو قامة كبري للمسلمين في العالم كله وله دوره الرائد في العمل التطوعي والخيري فهذا أمر ينكره الجميع ومثل هذه التصرفات المشينة يجب مواجهتها بالقانون وبه نصوص رادعة لمن يتسبب في الاعتداء البدني أو اللفظي أو يعرض حياة الطلبة للخطر بالاضافة إلي القانون الجنائي ولرئيس الجامعة والعمداء الحق في ردع مثل هؤلاء المخربين تبدأ بالانذار وحتي الفصل من الجامعة. يشير د. حسين عيسي إلي ان التحقيقات المدنية أوضحت ان 20 شابا من خارج الجامعة هم الذين تعدوا علي الدكتور جمعة فكيف دخل هؤلاء الحرم الجامعي ووصلوا إلي قاعة مناقشة رسالة علمية مشيرا إلي انه اذا تم تطبيق الضبطية القضائية فهذا أفضل ولصالح الطالب والحفاظ علي كرامته حتي لا يتم تحويله إلي قسم الشرطة ويتم التحقيق معه داخل الجامعة في شئون الطلبة وبنفس ما تم اشاعته حول ان الضبطية القضائية هي عودة لأمن الدولة داخل الجامعة وأنها ضد الحرية والعمل السياسي ولكن جو الاحتقان العام لم يعط حق الدراسة الكافية للموضوع. أضاف ان العمل السياسي والأنشطة الطلابية مسموح بها في الاطار السلمي وعلي جميع الطلبة ان يعلموا ان محاولات اشاعة الفوضي في الجامعات فشلت تماما من جانب الفصائل التي تتلقي أوامرها وتوجيهاتها من الخارج وان تعطيل الدراسة ليس في صالح الطالب فان التأخير يعود علي الطالب بالضرر وتأجيل التخرج أو السنة الدراسية. يري الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي ان الحد من الفوضي في الجامعات المصرية يأتي من خلال قيام الجامعات بدورها في تثقيف الطلبة بأهمية الحوار وتقبل الآخر مهما وصلت درجة الاختلاف وغرس مبادئ ومفاهيم احترام وجهات النظر وعدم اهانة أو احتقار من يختلف معه في الرأي وان تمارس الحرية والديمقراطية بوعي حتي لا تكون شعارات نرددها فقط مشيرا الي ضرورة العودة الي احترام حرم الجامعة وتوقير ضيوفنا وعلمائنا ويمكن التعبير عن الرأي دون الاعتداء أو ايذاء الآخرين كما حدث في جامعة القاهرة والتطاول علي شيخنا الدكتور علي جمعة والذي أدانه الجميع وأكدوا ان السباب والتهجم ما هو الا حجة الضعيف من قلة موجة من الشباب المقرر به. أضاف ان محافظة قنا شهدت العديد من المظاهرات ولكنها لم تدخل حرم الجامعة ووقف الطلبة والعاملون والإداريون لحماية الجامعة من أي تعديات حرصا علي الجامعة التي حصلوا عليها بعد سنوات طويلة من المطالبة ان تكون جامعة الوادي متكاملة ومستقلة. أوضح الدكتور عبدالحكيم عبدالخالق رئيس جامعة طنطا أنه عقد اجتماعاً ودياً علي رؤساء اتحاد الطلبة واتحاد الكليات والأساتذة علي عقد ميثاق شرفي شفهي تعهد فيه الجميع بالحرص التام علي اتمام العملية التعليمية بطريقة جادة وبعيدة عن الصراعات وفي نفس الوقت ممارسة الحرية والسياسة بالقواعد المعمول بها داخل الجامعات علي ان تتسم الوقفات السلمية حاملين لافتات تعبر عن آرائهم في وقت محدد ولمدة محددة لا تزيد علي ساعة علي ان يعود الطلاب إلي دراستهم وحضور المحاضرات وان يعلم الجميع ان الحرية مكفولة دون تخريب أو تحزب أو بأيدلوجيات مع عدم اعاقة العملية التعليمية وفعلا الطلاب في جامعة طنطا ملتزمون بشكل جيد. أضاف انه وجه كلمة لأبنائه الطلاب حثهم فيها علي ضرورة مراعاة ان مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة وانها أغلي وأهم من أي ايدولوجية أو حزب ولابد الوقوف بجانب وطننا ويطالب بضرورة الاهتمام بالشباب والعمل علي التثقيف والتوعية الاجتماعية والدينية والسياسية والترفيهية لخروج طاقاتهم في التنمية الشاملة وتحقيق الأهداف التي أتوا من أجلها للجامعة. أما الدكتور محمد عبدالسميع رئيس جامعة أسيوط أكد ضرورة ان تكون هناك آلية محترمة لوضع ضوابط لكيفية التعامل في واقعة مثل ما حدث من تعد علي الدكتور علي جمعة بجامعة القاهرة خاصة بعد رفض الضبطية القضائية وان يتعامل رئيس الجامعة بمنتهي الحسم فإن الأيادي المرتعشة لن تصلح الأمور ولن تساهم في البناء والتنمية مشيرا الي ضرورة توفير ميزانيات محددة لضبط الأمن داخل الجامعات حتي لا نترك الأمور للفوضي والمساس بأمن الطالب أو المنشآت أو الدكتور ويجب ان يتم التوافق المجتمعي لآلية ضبط الأمن في الجامعات بالاضافة إلي تطبيق قانون تنظيم الجامعات والذي فيه من العقوبات التي تكفي وتكون رادعة لمثل هذه الأفعال التي تنال من هيبة الجامعة والمعلم. أشار إلي ضرورة التنبيه علي الطلبة ان الجامعة دار للعلم وممارسة السياسة بوضعها الحالي الذي يؤدي للتصادم والتناصر والتخريب والتطاول أمر مرفوض تماما. أضاف الدكتور مغاوري شحاتة رئيس جامعة المنوفية السابق انه يجب عدم الزج بالجامعات في المعارك السياسية ومواجهة أي فوضي بشدة وان يكون للجامعة الحق في الحراسة الخاصة لأمنها وأمن الطلاب والحفاظ علي المنشآت واقامة الندوات والأنشطة المختلفة خاصة بعد الغاء الحرس الجامعي ورفض الضبطية القضائية باعتبار انها تدخل أمني في شئون الجامعة فان حدوث اي فوضي في الجامعات الكبري التي تضم أكثر من 150 ألف طالب كجامعة القاهرة تحتاج لنظام أمني محكم لمنع وجود مليشيات حزبية أو مجموعات موجهة من الخارج وان عقد المظاهرة في توقيت محدد ومنشورات ولافتات موحدة واعلام بعينها معناه ان المظاهرة تدار من قبل تنظيم الاخوان الذي أصبح تنظيماً محظوراً بحكم القضاء. أضاف ان التساهل أو الاستهانة بما يحدث سيؤدي إلي المواجهات والصراعات بين الطلبة الاخوان وغيرهم مما يدفعنا لعواقب وخيمة خاصة في ظل وجود حرس غير مدرب علي أعمال الحراسة وفض الشغب ويمكن عمل بوابات الكترونية وكارنيهات ممغنطة تكشف دخول المخالفين بالاضافة الي تكثيف حملات التوعية بحدود ومهام الحرم الجامعي ونشر ثقافة القيم والاحترام والحرية الحقة البعيدة عن التعصب كما تم في جامعة القاهرة مع الدكتور الجليل علي جمعة ومافعلوه الا شباب متطرف يجب ان ينالوا أشد العقاب مشيراً إلي تفعيل الأنشطة الطلابية والاستعانة باتحادات الطلبة في توضيح العقوبات لمن يخرج عن اطار التعليم وحرمة الجامعة ولتفريغ طاقات الشباب هذا إلي جانب ان تقوم الجامعة بدعم الطلاب غير القادرين والذين يحصلون علي دعم من جامعات الاخوان ومعرفة اين تذهب أموال صندوق رعاية الطلاب وتجديد الدعوة لرجال الأعمال لدعم هولاء الفقراء ورعايتهم دون إحراجهم لاعادة دمجهم في المجتمع الطبيعي. حذر الدكتور مغاوري من خطورة التجمعات في المدن الجامعية لأنها بيئة مناسبة لغرس المفاهيم المتطرفة وضرورة تشديد الرقابة والمتابعة واعداد حرس نسائي لتفتيش الطالبات علي باب الجامعة للحد من الفوضي.