جاء فوز الشاعر الكبير سيد حجاب بجائزة الدولة "التقديرية" ليتوج رحلة طويلة من العطاء قدم خلالها عدداً من أنجح الأغاني لكبار نجوم الغناء في الوطن العربي مثل علي الحجار ومحمد الحلو وغيرهما كما تميز في كتابة كلمات تترات المسلسلات التي لاقت نجاحاً كبيراً منها بوابة الحلواني والوسية وأرابيسك وليالي الحلمية وأشعار فوازير شريهان وغيرها. وحقق نجاحات أهلته لأن يحفر اسمه بحروف من نور في التاريخ. أكد سيد حجاب أنه يعيش حالة من النشاط والحيوية بعد اختياره ضمن تشكيل لجنة الخمسين في نفس الوقت الذي كرمته الدولة ومنحته جائزة "التفوق" التي طال انتظارها وتأخرت لسنوات بالنسبة للعطاء الفني حتي تناساها تماماً علي حد قوله مؤكداً أن الجوائز هذا العام شيء يشرف وجميع من حصلوا علي هذه الجوائز هم بالفعل يستحقونها ومن يشكك فيها فهو جاهل ولا يعرف قيمة الذين حصلوا عليها. سيد حجاب تحدث ل "المساء" بصوت متفائل علي الحياة خاصة بعد نجاح ثورة يونيه وسقوط النظام الإخواني. ما شعورك حينما علمت بمنحك الجائزة؟ * الحقيقة اعتبر هذه الجائزة من "بركات الثورة" وشعرت أن هذا انتصاراً للثورة المصرية لأن هذه الجوائز كان الترشيح لها بعد ثورة 25 يناير ثم أتي الوزير الإخواني علاء عبدالعزيز وألغي هذه الجوائز ثم مع إسقاط حكم الإخوان وهذا الوزير عادت هذه الجائزة بعد 30 يونيه وهذا بفضل اعتصام المثقفين من الشباب والكبار الذي كان أول عصيان مدني يتم تنفيذه في مصر. ** وكيف علمت بها؟ أنا علمت أثناء انعقاد الجلسة أنني حصلت علي الجائزة "التقديرية" وأنه بمجرد ترشيح اسمي تم موافقة الأغلبية من الجولة الأولي وهذا لم يحدث من قبل خاصة أنني عضو في لجنة "التفوق" التي تمنح هذه الجائزة منذ خمس سنوات وأعتقد أن الجائزة "التقديرية" أصغر مني وكثيرون أقل مني قيمة وقامة منحوا هذه الجائزة من قبل ولا سيما أن هناك بعض النوادر التي تشرف أي جائزة مثل بهاء طاهر وخيري شلبي وآخرين.. كثيرون لا يستحقون أخذوا التقديرية وجائزة النيل وحصل عليها ناس لا تستحق التشجيعية. ** أشعر في صوتك بنبرة حزن وتفاؤل معاً.. لماذا؟ * لأن هذه الجائزة تأخرت 15 سنة لدرجة أنني بجد لم أتذكرها ولا تشكل إضافة لعمري وسنوات عطائي الفني والأدبي والثقافي وبالرغم من ذلك فقد حصلت علي جائزة أهم وأكبر منها وهي محبة وتقدير الناس لي بالإضافة إلي جائزة "كفاقس" من الدولة اليونانية ولكن من وطني لم أحصل علي جوائز من قبل نظراً لأنني كنت في "خندق" المعارضة دائماً فكانت الجوائز تبعد عني وأنا لا أفكر أن أقترب منها. ** ومن أبرز الشخصيات التي هنأتك بالجائزة؟ * عدد كثير جداً لا يعد ولا يحصي هنأوني وسعدوا كثيراً بحصولي علي الجائزة من الأصدقاء والأدباء والشعراء والفنانين والمطربين والملحنين وغيرهم ولا أستطيع أن أذكر اسماً حتي لا أنسي أحداً. ** هناك هجوم من البعض والتشكيك في أن هذه الجوائز بعضها مجاملة؟ * أنا أترفه عن الرد وعن هذه التفاهات التي لا تستند علي منطق وإنما تستند إلي أغراض شخصية وأتعجب أي جاهل في هذا الوطن لا يعرف عطاءات القمم أمثال جلال أمين وداود عبدالسيد ومحسنة توفيق وكرم النجار ولا قدر محفوظ عبدالرحمن من يتراضي عن منح هؤلاء وعطاهم أكبر من الجائزة.. أنا أري أنه هجوم سخيف وليس له معني لا يحترم. ** وإذا انتقلنا إلي لجنة الخمسين هل تري أنها تمثل جميع فئات المجتمع؟ * شخصياً أنا لدي تحفظات علي تشكيلها فهناك نقص في بعض الفئات مثل الأقباط والمرأة والشباب والعمال والفلاحين الذين يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع وبالرغم من كثرة "العجائز" كبار السن باللجنة فهناك مجموعة كبيرة بالتشكيل تعكس إلي حد كبير نظرة علي المستقبل وأنهم علي قدر الإيمان بالثورة وعلي فكر الاستبداد والجميع بداخلهم حماس أني ضعوا دستوراً يليق بمصر وثورتها. ** بما انك عضو في لجنة الحقوق والحريات.. حدثني عن دور تلك اللجنة؟ * هذه اللجنة تضم جموعة كبيرة ذات خبرة عالية وبالرغم من ذلك كان هناك إصرار من الجميع علي أن يقود اللجنة من المرأة والشباب وبالفعل تولت قيادة اللجنة الدكتورة هدي صدفا المقررة ومن الشباب عمرو صلاح مقرر مساعد بالإضافة إلي ممثل للمعاقين ومحمد سلماوي ومسعد أبو فجر ومحمد عبلة وغيرهم وبالفعل تمت مناقشة مجموعة كبيرة من القوانين المتعلقة بالحقوق والحريات. ** وهل هناك قوانين جديدة سيتم مناقشتها؟ * بالتأكيد.. فقد أقررنا حقوقاً جديدة مثل حق المواطن في "الثقافة" وغيرها بالإضافة إلي أننا نعقد من الحين للحين جلسات مع أهل الاختصاص مثلما حدث عندما كنا نناقش قانون "الصحافة وتداول المعلومات" حضر ضياء رشوان الصحفيين وجمال فهمي وكذا قانون "لا للمحاكمات العسكرية" وعندما ناقشنا الحقوق حضر ناصر أمين من حقوق الإنسان لأن هناك سعياً جاداً وحقيقياً لإقرار الحقوق الاقتصادية والاجتماعية حتي نصل إلي أقصي درجة من درجات الحريات لكل التكوينات الاجتماعية خاصة المهمشين وأعتقد أن هدفنا وعملنا يسير في الطريق الصحيح حتي الآن. ** ما رأيك في الأغاني الوطنية التي تقدم خلال هذه الفترة؟ * شيء جميل أن مطربينا وشعرئنا يشعرون بحب بلدهم ووطنهم ويخرجون هذا الحب في غنية وطنية وكل منهم يعبِّ بطريقته ولكنني أنا لم أتابع أي أغنية وطنية هذه الفترة نظراً لانشغالي بلجنة الخمسين التي تتطلب مني تواجداً يومياً من الثامنة صباحاً وحتي السابعة مساء وهناك مجهود بدني وفكري كبير يبذل حتي نستطيع أن نضمن حق المواطن المصري في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية شعار ثورتنا.