جوائز الدولة كل عام هي مثار جدل في الوسط الثقافي ما بين معارض ومؤيد، فمن حصل علي الجائزة يري انه يستحقها بجدارة، وقد يصل الأمر أن يقول: إن الجائزة تأخرت عليه، ومن لم يفز بالجائزة يري أن هناك تربيطات ومؤامرات تمت لاختيار أشخاص بعينهم دون غيرهم، ولكن تظل الحقيقة أن هذه الجوائز هي نوع من التقدير للإبداع والعطاء بكل صوره سواء أكان أدبيا أو فكريا أو علميا. والمبدع الحق لا ينتظر جوائز ولا شهادات تقديرية وإنما كل ما يحتاجه هو الشعور بأهمية عطائه للناس ويلمس ذلك ويستشعره من قرائه أو المعنيين بانجازه، أما مولد الجوائز الذي يحدث كل عام وما يلاحقه من انتقادات لمن نال فيه من يستحق أو لا يستحق الجائزة، فهذا أمر يحتاج إلي إعادة نظر. هذا العام وجدنا نتائج غريبة وغير متوقعة لأسماء حصلت علي الجوائز وأخري خرجت من المولد بلا حمص!! خاصة بعد ثورتنا المضيئة فلا يصح أن أمنح متوفيا جائزة وأتجاهل مبدعا حيا في قامة المبدع محمد ناجي! حقيقي هناك أشخاص لا يختلف عليهم احد ولكن هناك آخرين أختلف عليهم كثيرون، ومع ذلك حصلوا علي الجوائز!! لدرجة أن الروائي الكبير خيري شلبي قال: "الواحد أصيب بالعار لأنه كان عضوًا في لجنة بالمجلس ووجدت أن كل من يستحق الفوز بجوائز الدولة لم يفز. والروائي بهاء طاهر رأي أنه لا بد من تغيير الآليات وتغيير أشياء كثيرة جدًا داخل المجلس الأعلي للثقافة، أما الباحث والكاتب عمار علي حسن فقد أكد علي أن جائزة التفوق كانت ستتشرف بمنحها لروائي قدير بقامة محمد ناجي، الذي طالما أنكر ذاته، وفضل العمل بصمت بعيدا عمن يسترخصون أنفسهم بحثا عن جوائز أو منح تفرغ أو سفريات عابرة يأخذونها بسيف الحياء تارة ومكافأة لهم علي نفاق السلطة تارة أخري. وبعد ما انتهي مولد جوائز الدولة نتساءل: إلي متي تظل هذه العقليات تسيطر علي تقييم المبدعين، وتتحكم في المنح والحجب. إن الشعب بصراحة يريد تحرير العقول.