جاء فوز الكاتب والسيناريست الكبير كرم النجار بجائزة التفوق لفرع الفنون هذا العام ليتوِّج رحلة طويلة من العطاء قدم خلالها عدداً من أنجح المسلسلات التليفزيونية. وبرع في كتاباته وحقق نجاحات أهَّلته لأن يحفر اسمه بحروف من نور في تاريخ الدراما. وأكد النجار أنه يعيش حالة من النشاط والحيوية بعد أن كرَّمته الدولة ومنحته جائزة "التفوق" التي طال انتظارها وتأخرت لسنوات بالنسبة للعطاء الفني علي حد قوله مؤكداً أن الجوائز هذا العام شيء يشرف وجميع من حصلوا علي هذه الجوائز هم بالفعل يستحقونها. كرم النجار تحدث ل "المساء" في هذا الحوار بصوت متفائل بسبب تقدير الدولة له في هذا التوقيت بالتحديد. ** ما شعورك حينما علمت بفوزك بالجائزة؟ * هذه الجائزة ليست الأولي في حياتي ولكنها لها مذاق خاص فهي أهم جائزة علي المستوي الفردي والوطني. فأنا حصلت علي جوائز عديدة في مهرجانات التليفزيون المصري وأيضاً العراق وحصلت من روسيا علي جائزة عن سهرة فيلمية بعنوان "رياح قادمة" بالإضافة إلي شهادات التقدير.. وغيرها. ** من المؤكد أن حصولك علي الجائزة في هذا التوقيت وفي ظل هذه الظروف الصعبة كان لها مذاق خاص؟ * بالطبع.. لأنها جاءت عقب الإطاحة بالوزير الإخواني ونجحنا في إسقاطه هو ونظامه الذي كان رافضاً لهذه الجوائز أن تمنح وفور تولي الوزير الدكتور صابر عرب دعا وبسرعة شديدة لفحص الجوائز وتقديمها. وبالرغم من ذلك فأنا أري أن هذه الجائزة قد تأخرت بالنسبة لسنوات العطاء الفني والشيء المفرح أن جميع من حصلوا علي هذه الجوائز هم يستحقونها بالفعل فلا نستطيع أن نشكك في الجائزة الذي حصل عليها أحمد عبدالمعطي حجازي في جائزة النيل ومحفوظ عبدالرحمن وسيد حجاب ومحسنة توفيق وداود عبدالسيد ولا أخفي عليك خبر الجوائز هذا العام شيء يشرف ونشعر بالفعل أننا وسط كوكبة حقيقية وتم منحها من أشخاص حقيقيين. ** من أبرز الشخصيات التي حرصت علي تهنئتك بالجائزة؟ * في البداية تحدث إلي ناصر عبدالمنعم ليبلغني بالتكريم ولمست في نبرة صوته سعادة وفرحة عارمة فضلاً عن مكالمات هاتفية هامة جداً تلقيتها من أصدقائي في الوسط الفني علي رأسهم الفنان صلاح السعدني الذي كان معي قلباً وقالباً والفنان نور الشريف وبوسي ومحمود عبدالعزيز وغيرهم من الفنانين بالإضافة إلي جميع الكتاب في مقدمتهم محفوظ عبدالرحمن ومجدي صابر وأيمن سلامة وأصدقائي القدامي في كلية الحقوق كما تلقيت تهاني من الأهل والجيران منهم العميد يحيي طه والأستاذ رجائي والدكتور مصطفي الفقي وشعرت بسعادة لا توصف. ** وإذا انتقلنا إلي الدراما الرمضانية هذا العام ما تعليقك عليها وما هي أهم الأعمال التي حرصت علي متابعتها؟ * أنا أري أن هناك ملحوظتين أولهما أنني شاهدت تطوراً نوعياً محدوداً جداً وهذا يتمثل في مسلسل "آسيا" فمؤلف هذا العمل يستحق كل تقدير واحترام ومخرج مبدع أما النجمة مني زكي فهي باقتدار اكتسحت الموسم الرمضاني هذا العام واعتبرها في تقديري من أبرز الممثلات خلال العشر سنوات الأخيرة وأيضاً مسلسل "الداعية" الذي تألق فيه د.مدحت العدل المؤلف ثم يليه المخرج الشاب محمد العدل ثم الفنان هاني سلامة فهو عمل ناقش الثورة دون أن يحللها أو يقيمها فقدم دراما موضوعية برؤية حديثة وشيقة مبتكرة وبطريقة قريبة جداً من الواقع.. أما الملحوظة الثانية فهي الدراما التقليدية التي تهتم بالحواش والحدوتة مثل مسلسل "مزاج الخير" الذي نجد أن معدل الفن بالنسبة للإثارة قليل جداً و"موجة حارة" ونيران صديقة و"الشك" الذي لا أجد به إقناع في القصة ولا السيناريو ولا الإخراج فهو عمل "أبلة" وبالرغم من ذلك فهناك مجموعة من الشباب الذين تألقوا في رمضان منهم محمد عبدالحافظ وصبا مبارك ودورها في موجة حارة فهي قدمت دوراً شديد الصعوبة والتركيب والحقيقة ترجع للمخرج العبقري محمد يس لأنه قدمها في إطار هائل جداً. ** ما رأيك فيما تقدمه السينما مؤخراً؟ * أنا لا أدري لماذا العنف تسيد كل شيء.. هل هذا انعكاس للعنف الذي خلقه الإخوان. فأنا علي المستوي الشخصي عندما أكتب رواية لا يمكن أن أتطرق إلي ظاهرة العنف التي سادت معظم الأعمال الفنية كفانا عنفاً ونرحم المشاهد من مشاهد الضرب والسلاح والمطاوي والسكاكين. ** هل سنري قريباً عملاً جديداً يتحدث عن الثورة في الفترة القادمة؟ * بالطبع لا.. بل صعب واستحالة من وجهة نظري لأن أي عمل يكتب في الوقت الحالي عن الثورة بدُن ما يشعر يتحول إلي عمل شبه تسجيلي لأن الثورات الهامة من نوع ثورة 25 يناير و30 يونيه تحتاج إلي سنوات حتي نستطيع تحليل السيناريو الدرامي الحقيقي للتطور الذي يحدث. ** وماذا عن أعمالك القادمة؟ * هناك مشروعان لدراما مهمة أولهما رواية بعنوان "الوطن" بدأت بالفعل في كتابة ثلاث حلقات ثم توقفت نتيجة متابعتي للأحداث السياسية واعتصام وزارة الثقافة والرواية الثانية بعنوان "الوشم" مازلت أفاضل بينهما وهذان العملان يناقشان هموم المواطن المصري البسيط ليس لهما علاقة بالثورة وبعيدة كل البعد عنها.