تلقيت رسالة من المهندس عبد العزيز فاضل وزير الطيران المدني حول مانشرناه الأسبوع الماضي في نفس المكان تحت عنوان "الأزمة الحائرة" هذا نصها: السيد الأستاذ / محمد عطية تحية طيبة وبعد تعقيباً علي مقال سيادتكم المنشور بجريدة المساء الأسبوعية يوم السبت الموافق 14/9/2013 تحت عنوان "الأزمة الحائرة". نود أن نوضح لسيادتكم ما يلي: أولاً: الأزمة الحائرة ليست هي أزمة الطيارين الجدد فقط وانما هي أزمة كافة الخريجين الذين لا يجدون مكانا في سوق العمل. فالأزمة الحالية هي زيادة العدد مع قلة الطلب. خاصة انه من المعلوم ان اكاديمية الطيران ليست الجهة الوحيدة التي تمنح إجازة طيار تجاري وانما يلجأ الكثيرون للحصول علي الإجازة من الخارج من مدارس طيران معتمدة. وبالتالي زاد عدد الخريجين عن متطلبات السوق المصري وعن متطلبات شركات الطيران المصرية. ثانيا: ساهمت مصر للطيران علي مدار السنوات الماضية في حل جزئي لهذه الأزمة عن طريق استيعاب الكثير من الخريجين حسب احتياجاتها الحالية وحسب التخطيط المستقبلي لهذه الاحتياجات في ظل نمو الشبكة وتزايد عدد الأسطول. ولم تتوقف هذه السياسة رغم الظروف الصعبة الحالية والتي أثرت علي حركة الطيران مما أثر علي مخططات النمو. ومع ذلك لم نتوقف عن التخطيط للمستقبل فإعداد الطيار يحتاج لوقت كبير ليكون مؤهلا عند الحاجة اليه وهذا ما دعا الشركة لاستيعاب عدد جديد من الطيارين في الفترة الماضية. ثالثا: أوافقك تماما الرأي انه ليس من المنطقي ان تتحمل شركات الطيران تعيين أعداد من الطيارين تفوق احتياجاتها خاصة في ظل الخسائر الحالية وكذلك انحسار معدلات التشغيل وافلاس بعض الشركات الخاصة. لهذا فنحن نبحث عن حلول جذرية غير تقليدية منها محاولة اعداد هؤلاء الطيارين لسوق العمل الخارجي وبذل كل الجهود للحصول علي فرص عمل لهم خارج الحدود المصرية عن طريق الاتصال بقطاعات الطيران في الدول المجاورة والصديقة. رابعاً: ليس من سياسة الوزارة الحالية تحميل السادة الوزراء السابقين اسباب الازمة ولكننا نركز علي ايجاد الحلول الواقعية للمشكلة فمسألة تشغيل الطيارين مسألة تراكمية وليست وليدة اليوم وقد زاد من حدتها الظروف التي تمر بها البلاد في الفترة الماضية. وكما هو معروف فإن الوزارات سياسات وليست اشخاص وسوف تستمر سياسة وزارة الطيران المدني في البحث الدائم عن حلول تخفف من حدة هذه المشكلة وانه لدينا سياسات طموحة لحل جذري لهذه المشكلة عن عودة معدلات التشغيل العالية مع عودة السياحة وتحقيق الاستقرار السياسي للبلاد. نرجو ان تكون الصورة قد باتت واضحة لسيادتكم ونرجو من سيادتكم التكرم بنشر الرد في العدد القادم بجريدتكم الموقرة. مع خالص تحياتي وتقديري... انتهت الرسالة.والحقيقة أن المهندس عبد العزيز فاضل سواء نتفق أو نختلف معه .. والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .. يهتم بالنقد الصحفي البناء علي خلاف عصور ما قبل الثورة. بالطبع فكرة جيدة أن تقوم الوزارة بتدريب الطيارين غير العاملين وإعدادهم لسوق العمل الخارجي ودعمهم للحصول علي فرص عمل خارج مصر. لكن أتمني ألا تضغط سلطة الطيران المدني علي شركات الطيران الخاصة لتدريبهم لأنه من المعروف أن تدريب الطيارين وإعدادهم يتكلف مبالغ باهظة .. والشركات الخاصة تعاني من شبح الإفلاس في ظل الظروف التي تشهدها البلاد والتي أثرت سلبا علي صناعة النقل الجوي . وعمار يامصر!