لقد جاء قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 3190 بتخصيص يوم للغة العربية بمثابة نقلة حضارية تضاف إلي اسهامات لغتنا الجميلة عبر العصور المختلطة والتي مازالت علومها وفنونها تدرس في كافة ربوع العالم في الفلك والطب والهندسة والفيزياء وعلم الضوء وغيرها من العلوم التي نقلها العرب في العصور الوسطي. ان لغتنا العربية هي لغة الجمال والبيان والمترادفات وموسيقي الالفاظ وهي التي قال فيها الشاعر "إن الذي ملأ اللغات محاسناً.. جعل الجمال وسره في الضاد" ولنا أن نتذكرعلي سبيل المثال ذلك الايجاز الرائع في قول أحدهم "فك كفيك وكف فكيك" ففيه يوجد أكثر من خمسة فنون بلاغية. وعلي سبيل المثال أيضاً ففي كلام النملة لسيدنا سليمان في سورة النمل عشرة أبواب من علم البلاغة والبديع بالخبر- النداء- التنبيه- الأمد- العطف- النهي- الاشارة- الاعتذار وغيرها أما كلمة "جنة" فلها ثلاثة معان بحركة الجيم بالضم والفتح والكسر. إن هذا الجمال وهذه الروعة تدعونا لمزيد من الابداع والاهتمام مثلما يهتم العالم كله بهذه اللغة الجميلة الرائع ويجعلنا نعيد النظر في أمور كثيرة لعل أهمها تحديث الخطاب الاعلامي وكذلك الدرس اللغوي داخل قاعات التعليم مع كتابة أسماء المحال والشركات باللغة العربية وتشجيع الدارسين علي التمكن من لغتهم فالمثل التشيكي يقول "لا تموت الأمة ما عاشت لغتها" وتطوير المناهج الدراسية بكافة مراحل التعليم وربط النص الشعري وجمالياته بقواعد النحو والصور البلاغية معاً مع مضاعفة درجة اللغة العربية بالمرحلة الثانوية الي ثلاثة أضعاف الدرجة الحالية. هل تتحقق تلك الاحلام والطموحات ويتحقق معها قول شاعر النيل: "وكم عز أقوام يعز لغات؟" حمادة عجور خبير تربوي