حضر إلي الجريدة يسير بصعوبة شديدة مستنداً إلي عكازين.. شاب علي مشارف الثلاثين يبدو عليه الحزن والاحباط.. روي محنته وهو يغالب دموعه.. قال: منذ سنوات طويلة وأنا اعتمد علي نفسي بعد ان انفصل والداي وتزوج أبي بأخري بدأ معها حياة جديدة بينما أقامت أمي المريضة مع شقيقتي المتزوجة فسافرت للعمل في تخصصي بصيانة التكيف بشركة سياحة بشرم الشيخ. مضت بي الحياة بحلوها ومرها وقمت بخطبة فتاة من اسرة طبية وبدأت أدخر من مرتبي ما يعينني علي تأثيث عش الزوجية ولكن بعد ثورة يناير ومع تدهور السياحة قامت الشركة بتسريحي مع كثيرين غيري.. عدت إلي القاهرة وبعد وصولي بساعات محدودة وقبل أن أصعد إلي الشقة التي يقيم فيها أبي فوجئت بنشوب مشاجرة كبيرة بالاسلحة واصابتني زجاجة مولوتوف لم أدر بعدها بما حولي. تم نقلي إلي المستشفي بعد اصابتي بحروق بأماكن متفرقة في جسدي فدخلت في غيبوبة فترة طويلة افقت بعدها لاجدني مصاباً بجلطة في ساقي اليمني فاقت آلامها آلام الحروق التي شوهت وجهي ومعظم انحاء جسدي.. دخلت دوامة كبيرة من العلاج الدوائي والجراحي والطبيعي وتخلي عني أبي وخطيبتي وليس بيد أمي ما تقدمه لي. نفدت كل مدخراتي للزواج ولم أجد لا نفقات علاجي ولا حتي مكانا يؤويني ولولا تعاطف بعض الاطباء معي لأصيبت ساقي بغرغرينة وتم بترها.. ما أريده الآن مقدم ولو حجرة استقر فيها لانني أنام علي الارصفة منذ خروجي من المستشفي لان زوجة أبي طردتني ولم أجد من يتحملني ووجودي في الشارع زاد حالة ساقي تدهوراً. عمرو أحمد عبدالعال