أكد السفير محمد العرابي - وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر - ان مناقشة الأوضاع الداخلية في مصر الدولة العظيمة الكبيرة بلد الحضارة في مجلس الأمن شيء محزن علي النفس أوصلنا إليه مجموعة إرهابية هي جماعة الإخوان التي اختطفت البلاد لمدة عام وعندما استردها شعب مصر عاثت في الديار فسادا واستعدت العالم علي البلد الذي عاشت فيه وتربت في خيره. اضافت السفير العرابي في حوار خاص مع "المساء الأسبوعية" انه حزين جدا ليشاهد مجلس الأمن يناقش الأوضاع الداخلية في مصر رغم تأكيده ان الأمر ينتهي ببيان رئاسي صادر عن المجلس علي أكثر تقدير يماثل بيان الرئيس الأمريكي أوباما يعرب فيه عن قلقه للأوضاع في مصر ويدعو إلي تحكيم صوت العقل وإلي الحوار لحل الأزمة وضبط النفس ولن يصل الأمر إلي حد فرض عقوبات علي مصر. استدرك السفير العرابي قائلاً: ومع ذلك يجب ألا نترك الأمر يمر هكذا علينا وعلي الدبلوماسية المصرية بذل جهد ودور قوي يشارك فيه العديد من الوزراء والمسئولين لكي نوضح للعالم أجمع ان مصر لا تشهد صراعا سياسيا أو نزاعا علي السلطة بل تواجه مجموعة إرهابية اختطفت مصر فترة وعندما استردها الشعب فانها تحارب شعب مصر. قال السفير العرابي: ان الإخوان سقطوا للأبد ويحاربون اليوم معركة الرمق الأخير وهم لن يحكموا مصر في يوم من الأيام. أوضح ان الأحزاب والدبلوماسية الشعبية عليها دور في ايضاح الصورة للعالم قائلا: كنت بالأمس القريب في باريس أدافع عن الدولة المصرية وسأقوم قريبا بزيارات خارجية لتوضيح الصورة أكثر وأكثر. الجهاد الأصغر والأكبر أكد السفير العرابي اننا انتقلنا من مرحلة الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر موضحا ان مرحلة فض الاعتصامات هي مرحلة الجهاد الأصغر مؤكدا انه كان لا يمكن السكوت علي تلك الاعتصامات غير القانونية وغير السلمية والتي تحولت إلي مستوطنة بداخلها الأسلحة والذخائر والاعدامات بالجملة والجثث التي تم اكتشافها.. أما مرحلة الجهاد الأكبر فهي إعادة السلام الاجتماعي في هذه الدولة الجريحة بعد الأعمال المجرمة التي ارتكبتها جماعة الإخوان وأنصارها من حرق للكنائس والمقرات العاملة للدولة مطالبا الحكومة بالتعامل بسرعة شديدة جدا لانهاء هذا الموقف الشاذ الذي تعيشه مصر لأول مرة في تاريخها وأن يتم حسم الأمر اليوم قبل الغد لأن طول المدة ليس في صالح البلاد داخليا أو خارجيا مشيرا إلي ان السلطات المصرية التزمت بضبط النفس إلي أقصي حد والتزمت بالحفاظ علي حقوق الانسان لدرجة تفوق الخيال لكن عندما يتم الاعتداء عليك بالرصاص وقنابل المولوتوف وغيرها فإن الرد يجب أن يكون واجبا وذلك طبقا لتعاليم الدين الإسلامي قبل تعاليم القانون. حسم وصرامة اضاف العرابي نحن في مرحلة تتطلب حسم وصرامة وعلي الإخوان ان يدركوا انهم يفقدون ان لم يكن فقدوا رصيدهم في قلوب وعقول المصريين وان نشر الفوضي لن يجعل المصريون يتراجعون عن الطريق الذي بدأوه يوم 30 يونيو وثورتهم الخالدة. تفكير مريض وحول احتمالات تحول مصر إلي سوريا أخري قال السفير العرابي: ان تفكير الإخوان المريض يدفعهم إلي هذا الاعتقاد الخاطئ وأنا أقول لهم وللجميع لا تراهنوا علي ذلك اطلاقا فمصر لن تكون سوريا أخري والشعب المصري لن يسمح بتنفيذ هذا المخطط.. ومصر قادرة علي عبور تلك المرحلة باذن الله.