قبل عدة سنوات لم أكن أتصور أن يأتي اليوم الذي أنتقد فيه جماعة الإخوان فضلاً عن أن أهاجمها صراحة وبأسلوب فيه شدة أحياناً. فقد كان أملي ومعي الكثيرون أن تكون الجماعة بما كنا نقرأه ونسمعه عنها هي السبيل المتاح للخروج من نظام الحكم السابق علي ثورة 25 يناير والتخلص من قبضة الحزب الوطني الذي تحول إلي عصبة تجمع أصحاب المصالح والتي انشغلت بمصالحها عن مصلحة الوطن ومصلحة الشعب. كانت هي الأمل الذي تعلقنا به لأنها هي التي تملك الوسائل والتنظيم ذا القواعد المنتشرة في كل أنحاء مصر والذي يمكن أن يكون نداً قوياً للحزب الوطني والذي يمكن أن يسقطه إذا اتيحت الفرصة. كانت هي الأمل بما كنا نسمعه من تصريحات عاقلة وإيجابية من زعمائها وقادتها وكنا نظنهم علي المستوي السياسي المأمول للنهوض بهذا البلد إذا اتيحت لهم الفرصة لتصدر المشهد. لكن.. ومنذ أن اعتلت الجماعة موجة ثورة 25 يناير وانفردت بها وأقصت ما عداها من شباب الثورة الحقيقيين الذين فجروها ومن كل التيارات السياسية التي شاركت فيها. وتراجعها عما أعلنته من عدم ترشيحها أحداً من المنتمين لها للرئاسة.. ثم التخبط في كل سياساتها.. كل ذلك اسقط كل آمالنا التي علقناها عليها. ومن هنا.. فإننا نؤكد ان الاستجابة لدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب أول رئيس الوزراء ووزير الدفاع بالنزول إلي الميادين والشوارع لمواجهة العنف والإرهاب أمر ملزم وواجب. سوف يشهد ميدان التحرير في القاهرة وجميع الميادين في المحافظات اليوم حشوداً هائلة لم يسبق لها مثيل سواء في مصر. وعلي مستوي العالم.. لا لشيء إلا رداً علي أحداث العنف والإرهاب التي هددت بها الجماعة ومارستها علي مستوي مصر كلها. أعتقد أن الميادين والشوارع ستشهد ما لم يشهده أي ميدان في العالم ليصل صوت الشعب ليس إلي المسئولين فقط وإنما ليصل إلي العالم كله. وان الشعب يرفض ممارسات هذه الجماعة وسياساتها وكل ما يصدر عنها. الغريب.. أن تصريحات زعماء الجماعة التي أدلوا بها علي مدي الأيام السابقة وحتي اليوم تؤكد أن نفور المواطنين منها له ما يبرره.. لأنها تصريحات كلها مستفزة.. لا أقول إنها تعمل علي النفور من الجماعة فقط بل تناصبها العداء. فليتهم سكتوا حتي لا يزيد الابتعاد عنهم.. لكن للأسف فإنهم وضعوا أنفسهم في كفة والشعب كله في كفة مقابلة. ولن يعتدل الميزان أبداً.. لأن كفة الشعب هي الغالبة بإذن الله. ويد الله مع الشعب.