* سيدتي: لعل مشكلتي مختلفة قليلا عما يصل إليك من رسائل.. قد لايكون لها حل.. إذ كيف يكون للخديعة والغدر حل؟! إن كان لديك ما تواسينني به سأكون شاكرة وإن وجدت الحل الذي يريح قلب فتاة حزينة مخذولة.. فهذا أملنا جميعا فيك. منذ أكثر من خمس سنوات تمت خطبتي الي شخص يكبرني بست سنوات.. يعمل في التجارة مع اخوتي وقد وافقت عليه بعد موافقة أسرتي. أنا من أسرة تنتمي لما يسمونه محدودي الدخل.. لدي من الأخوة ستة منهم خمس بنات وأخ وحيد والحمد لله قناعتنا تكفينا أن نعيش بدون تذمر من هذه الحياة.. وقد وافقت فور موافقة أسرتي لأن فرصة تقدم عرسان لي تكاد تكون معدومة.. فأنا الكبري وعلي قدر متوسط من الجمال والتعليم أيضا.. وقد وصل عمري الي 29 عاما في وقت كتابة هذه الرسالة إليك. أما وقت الخطبة فكان عمري أربعة وعشرين عاما.. وفي بداية الخطبة كان خطيبي يبدو غامضا في تصرفاته بالنسبة لي.. بدأت اتعرف عليه بحذر الي أن أحببته.. وكان يزورنا مرة في الأسبوع نجلس معا نتحدث فيما سيكون بعد هذه الخطبة التي قررنا معا الا تدوم أكثر من عامين وبعد انتهاء المدة وجدته يتحجج بأنه لايمتلك شقة.. وبدأ أهلي يتذمرون من ذلك ويشكون لأهله الذين يتهربون ويؤكدون بأنهم خارج هذا الموضوع وان الحديث يجب ان يكون معه مباشرة.. وعندما حدثت المواجهة طلب مهلة حتي يشتري الشقة.. وقفت الي جواره ونصرته وبالفعل اشتراها بعد عام تقريبا من هذا الاتفاق الأخير بينه وبين اسرتي.. قامت والدتي بتجهيزي كأي عروس تنتمي لطبقة متوسطة.. اشترت لي أحلي المفروشات وأغلاها.. بل لقد استدان أبي وأمي من الاصدقاء حتي يشرفوني وسط أهل زوجي ولأنني أول فرحتهم.. كانوا لا يألون جهدا في سبيل سعادتي.. إلا أن خطيبي بدأ ينصرف عني فلم يعد مقبلا علي زيارتي بل لعله لايتحدث تليفونيا ولو مرة في الاسبوع.. كنت اتصل به لانني متمسكة بخطيبي ولا أريد الانفصال عنه.. فقد أحببته.. لكن أصبح حوارنا باردا ومشاعره وأحاسيسه فاترة.. كنت لا أشعر بأي ترحاب لي.. حاولت جذبه الي لكنني فشلت.. تحملت كلام أهلي والناس وأسرعت أمي وأنهت جهازي وطلبوا منه تحديد موعد الزفاف علي الرغم من ان الشقة اصبحت جاهزة.. لم يكن هناك اي حجة يختبئ خلفها.. مددت له حبال الصبر.. فليس من المنطقي ان اتركه بعد مضي خمس سنوات خطوبة.. ماذا يقول الناس عني حاولت الوقوف بجانبه.. قلت لعل الزواج يغيره.. لكنه فجر مفاجأة قال انه يعالج منذ سنوات من ضعف جنسي وكان يأمل في الشفاء ولكنه مازال غير قادر علي الزواج ولا الانجاب.. وانه ظل متمسكا بالامل الذي وعده به الطبيب لكن حالته لم تتحسن بعد ولذلك كان يتهرب بالمماطلة.. ثم بادر هو بفسخ الخطبة.. هل تقولين لي ماذنبي أنا؟ لقد دمرني نفسيا وعاطفيا.. بعد ان كنت أعد نفسي للزفاف والسعادة.. اصبحت لا اكف عن البكاء.. وبعد ان استدان أهلي من القريب والغريب لتجهيزي ومازال الدين يقصم ظهورهم حتي بدون فرحة تنسيهم هذا الدين أتساءل لماذا أخفي علي من بداية الخطبة.. لماذا وضعني وأهلي في هذا الموقف المهين.. فسخ خطبة بعد خمس سنوات وبعد الجهاز.. لقد كرهت الحياة وكرهت نفسي فهل لديك ما يخفف من صدمتي وهل يوجد حل عندك للخيانة والغدر والخداع.. أرجوك أجيبيني!! ** عزيزتي : قد تجدين البعض محبا لنفسه ولايبصر غيرها.. ناسيا أنه لا يعيش وحده وأننا دعينا ان نحب لأخينا ما نحبه لانفسنا.. ولكن هذه النظرة الايمانية لن تأتي الا من نفس سوية.. وخطيبك مهما كان جرحه كان عليه ان يصارحك بذلك فقد يجد لديك الصبر والعون حتي يشفي بإذن الله لكنه لم يفكر الا في نفسه ناسيا سنوات عمرك.. هذا اذا كان يعرف حقيقة مرضه قبل ان يخطبك.. اما ان كان قد عرف بعد ان ارتبط بك.. وبدأ رحلة العلاج وفكر الا يخبرك حتي لا يخسرك فهذا احتمال اخر وعندما وصل الي المواجهة اعترف لكم بالحقيقة وهذا يحسب له لا عليه.. فهناك بعض الرجال يؤثرون أنفسهم حتي النهاية ويتممون الزواج كتتمة للشكل الاجتماعي ضاربا بكل حقوق زوجته عرض الحائط.. وقد يطلقها بعد حين ويفضل ان يقول انه مطلق عازف عن الزواج بعد ذلك حتي لايعرف احد مصابه.. ولكن خطيبك لم يفعل وهذا شئ في صالحك احمدي الله عليه. هناك احتمال بعيد ولكنه موجود ولو بنسبة واحد في المائة ان يكون غير راغب في تكملة مشواره وفضل ان يبتعد بشكل لا يجعله الخاسر ماديا ولكنه احتمال بعيد كما قلت خاصة انه من فسخ الخطبة بعد ذلك.. ويبقي ان اقول لك كلمة قد يبدو الشر عظيما هائلا ولكنه خير كثير.. فلا تبك يا عزيزتي علي اللبن المسكوب.. لقد تم تجهيزك لهذا العريس او لغيره وسوف يفي والدك بالدين ان شاء الله ويبق ما تم تجهيزه دون خسارة.. انظري الي نصف الكوب المملوء لا الي النصف الفارغ وقولي الحمد لله.. أما إن كنت محبة حقا له فأعطيه فرصة أخري لتجربة علاج آخر فهو انسان شاءت ظروفه الصحية ان تنال من المشاعر العاطفية ولكنه أفاق ولم يورطك.. في كل الأحوال التمسي له الصفح فلعله يشفي ويعود.. أو يعوضك الله بخير منه وتذكري قول الله تعالي "وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم".. صدق الله العظيم. همسات الصديقة / ولاء ميت نما أهلا بك صديقة نعتز بك دائما ونعتز بوجودك معنا لكنني لا اقوم بالشات ياعزيزتي مع القراء لضيق الوقت فقط.. لذا أرسلي شكواك بالايميل وسوف أرد عليك فور وصول رسالتك.. ودمت صديقة عزيزة علينا.