سيدتي: تملكني اليأس أسابيع طويلة وظننت أنك لن تردي علي مشكلتي.. إلي أن قرأت اسمي في ردودك القصيرة فعادت إلي السعادة والأمل في أن أجد من يمد لي يد العون والتي أنا في أمس الحاجة إليها.. عمري 23 عاما وما أعانيه بدأ منذ 6 سنوات وقتها توفيت أمي وبعد وفاتها تمت خطبتي علي ابن خالتي بناء علي وصيتها.. كنت في الثانوية العامة وقتها ولا أعرف غيره ثم نجحت دخلت كلية الحقوق.. كان خطيبي يتقرب مني ومن حياتي حتي سيطر علي كل شئ في.. اقنعني انه لا أحد يحبني مثله ولا أحد يتمني لي الخير حتي أهلي وأخواتي.. قطعني من أهلي وأصدقائي كنت أري الدنيا بعينه ثم طلب مني عدم استكمال دراستي.. وافقت علي كلامه فمنه كنت أتعلم أي شئ وكل شئ.. ثم حدثت مشادة كلامية بينه وبين والدي.. طلب مني ان اترك البيت واذهب عند والدته خالتي.. وفعلا نفذت ما قاله وأقمت لديهم شهرين.. بعدها ذهب خطيبي لوالدي ليعقد القرآن لكنه رفض بعد ان وصلته أخبار سيئة عنه أشياء لم أكن أعلمها.. واجهني والدي بها فوافقته الرأي ولم ارتبط به كانت هناك أمور تحدث بيني وبين ابن خالتي وخطيبي لم أكن أفهمها فهي أشياء غريبة علي لأن والدتي ماتت وأنا صغيرة ولم أجد من يفهمني.. أو يعلمني الصواب من الخطأ. ابتعدت عن ابن خالتي بعد فسخ الخطبة واستكملت دراستي وتقدم لي الكثير من العرسان.. لم أوافق عليهم لعقدتي مما كان يفعله معي ابن خالتي.. بعد ذلك بفترة تعرفت علي شاب وكان ذلك بعد تخرجي واستلامي لعملي تمسك بي وتقدم لوالدي أكثر من مرة.. وقام بمراقبتي حتي تأكد أنني علي خلق.. ملتزمة بالصلاة والحجاب.. أحببته جدا وتأكد لي أن حبي لابن خالتي لم يكن إلا سرابا.. تمت خطبتي عليه وكانت سعادتي تصل لعنان السماء.. إلا أن فرحتي هربت سريعا بعد ان علم أهل أمي.. حدث ما لم يكن في الحسبان اتصل بي ابن خالتي اخبرني أنني لا أصلح زوجة إلا له وحده.. وأنني زوجته أمام الله وأن زواجي من غيره فيه هلاكي.. ظننته يهددني فقط لاغير.. وذهبت إلي الطبيب وتأكدت وانهرت بعد أن علمت بالحقيقة.. كلامه صحيح.. واسقط في يدي.. ماذا أفعل؟ لقد تعلقت بخطيبي ولا أقدر علي الابتعاد عنه.. فهو نور حياتي.. وفي نفس الوقت لا استطيع مصارحته ببلواي فهو لم يرتبط بي إلا لاخلاقي وأدبي اللذين لمسهما بنفسه. الموقف صعب جدا.. خصوصا بعد تحديد ميعاد الزواج في أغسطس القادم.. إنني لا أجد أمامي إلا الانتحار ولا أقولها هزلا.. لكنه الحل الوحيد فأنا لا أريد ظلم خطيبي الذي أعطاني كل شئ ولم يقدم لي إلا كل خير.. فكيف أوجه له هذه الطعنة وألقي به في هذا المصير.. أرجو ردك سريعا. عزيزتي: قد يستطيع المرء أن يخدع الناس بعض الوقت لكنه لن يستطيع أن يخدعهم كل الوقت أنت لا تخدعين الآخرين بما تحاولين قوله والتدليل عليه لكنك تخادعين نفسك.. فعمر سبعة عشر عاما قد لاتفهم مكر رجل يحاول أن يظهر الناس جميعهم كارهين لها يفرق بينها وبين أهلها.. أما أن يفعل معها أفعالا كالتي تحدث بين زوجين دون أن تأخذ بالها أو تفهم. فهل هناك عاقل يصدق هذا؟! سبعة عشر عاما لست طفلة. إنك واعية تماما ومخطوبة وغير فاقدة للأهلية.. أنت يا صديقتي مخادعة صغيرة وكاذبة أيضا ولعوب فمن تترك بيت أهلها وتقيم لدي خطيبها شهرين لا يقنعها والدها بحديث عابر عن سوء خلق هذا العريس.. أنت تتلاعبين بالشباب مالا أدريه مالذي تريدينه من الكتابة إلي وأي نصيحة تطلبين وأي تهديد جاد بالانتحار تلوحين لو كنت صادقة ما كتبت ثلاث رسائل وكأنك ترجوننا بأن نمسك في ذيلك ونستحلفك بألا تفعلي هذا.. نحن لن نقول ولن نفعل.. لكن نخلص ضمائرنا من الله ونقول لك كفي عن عبثك تزوجي بمن فرطت معه في شرفك فأنتما من نفس النسيج البشري وأظن أنكما أفضل زوجين فالطيبون للطيبات.. والخبيثون للخبيثات والله يقبل توبه التائبين. همسات الصديق/ أبوالمكارم يا صديقي هل تري أن رضاء أمك شئ من الترف؟ تتركه متي شئت وتقبل عليه متي شئت؟؟ لو كانت تلك قنا عاتك فأبشر يا هذا بعذاب عظيم.. يبدأ بالدنيا وينتهي يوم القيامة فالله قد يؤجل كل شيئ إلا عقوق الوالدين.. الأم التي وصيت بها مادامت لم تأمرك بمعصية الخالق..فعليك طاعتها وحفظها ورعايتها وتفقد موطن رضاها.. أقول هذا وأطلب من الله الهداية لكل عاص.