طبيب الكشح: مجهولون استعطفونى للكشف علي والدتهم .. ثم اختطفوني

التقت "المساء" بطبيب الوحدة الصحية بقرية الكشح مركز دار السلام بسوهاج الذي أطلق المختطفون سراحه بعد وحصولهم علي فدية قدرها 40 ألف جنيه.. تحدث د. علاء باسيليوس عبد الملاك إلينا - 25 سنة في منزله بشارع بورسعيد التجاري بالكشح وروي قصة أصعب 32 ساعة في حياته. وقد ظهرت آثارها علي ملامح وجهه. ومازال يعاني من آثارها. حيث خضع لتهديدات بقتله.
قال: في اليوم الذي حدثت فيه واقعة اختطاف. كنت قد خرجت من المنزلة الساعة 4:30 فجراً. لأنه كان هناك حالتا وفاة تستدعيان وجودي. ثم مارست عملي كالمعتاد بالوحدة الصحية بقرية الكشح. وكان ضغط العمل كثيراً. وفي الساعة 11:30 مساء أتي أحد الاشخاص إلي الوحدة الصحية ولم أكن أعرفه واستأذن في الدخول وقال لي انه من قرية البلابيش وأن والدته الحاجة مريضة وفي حاجة إلي كشف طبي عليها فقلت له أنا لا أخرج ليلا ويجب أن تحضر المريضة إلي الوحدة فأخذ الشخص يلح في طلبه بنوع من الاستعطاف وسألت "نايل" عامل الوحدة هل تعرف هذا الشخص فقال لي نعم اعرفه وعرفت فيما بعد أنه قالها بنوع من الطيبة.
اضاف: ذهبت مع الشخص فوجدت سيارة ربع نقل 2 كابينة في انتظاري بها سائق ودخلت فيها وركب الشخص في المقعد الخلفي وسارت بنا في طريق البلابيش وفجأة لمحت أحد الأشخاص في صندوق السيارة. لم أعر انتباها لذلك وفي الطريق وقفت السيارة بعد أن اتصل المذكور بأحد الأشخاص وقال له أين أنت فرد عليه أنه موجود بالصيدلية التي مر عليها. فعادت السيارة مرة أخري حوالي كيلو في نفس الطريق وخرج أحد الأشخاص منها وأعطي الشخص الموجود معي بالسيارة أدوية فقلت له أنتم كشفتم عليها فقال لي هذه الأدوية كتبها أحد الأطباء للمريضة منذ فترة وأنت ما عليك سوي أن تكشف عليها وتشوف حالتها. ومشت بنا السيارة بعد أن ركب الشخص الذي خرج من الصيدلية ومرت علي قرية البلابيش إلي مكان اسمه "القوصة" ودخلنا إلي أماكن بعيدة في منطقة عند الجبل الشرقي. هنا شعرت بشيء ما وفجأة وجدت الشخصين الموجودين بالصندوق يفتحان باب السيارة ويخرجان أسلحة بيضاء "مطاوي" ويقولان لي بدون كلام انزل من السيارة وكانا ملثمين.
أشار الدكتور علاء إلي أن المختطفين بدأوا رحلة المفاوضات مع شقيقه "بهاء" بعد اختطافه بساعتين تمكن خلالها من مسايرتهم والمشي قدما معهم حتي يعرف ما يريدون مؤكدا أن المختطفين كانوا هواة مبتدئين وهذا كان واضحاً من تصرفاتهم ليس لهم في مجال الاختطاف حيث شعرت بخوفهم من إلقاء القبض عليهم.
أشار إلي أن المختطفين عاملوه معاملة جيدة وقالوا له اتصل بأي شخص تريد الاطمئنان عليه حيث اتصل بوالدته وشقيقه وخطيبته مشيراً إلي انهم لا يريدون إيذاءه بل يريدون الفدية "350 ألف جنيه" ولكن أحد المختطفين كان يعامله بقسوة شديدة قائلا له إذا لم يتم دفع الفدية سننهي حياتك. ومرت الساعات علي الطبيب المختطف كأنها الدهر ولم يستطع النوم.
وانهي الطبيب حديثه ل "المساء" قائلا: عندما طلب المختطفون الفدية ومن خلال الاتصال مع شقيقي عرفت أن أهالي قرية الكشح مسلميها ومسيحيها قاموا علي الفور بتجهيز المبلغ المطلوب في ظرف ساعة. ولكن كان هناك اصرار منا جميعا بعدم تلبية طلبات المختطفين فكانت المفاوضات وصلت مع شقيقه إلي تخفيض المبلغ إلي 250 ألف جنيه حتي وصلت إلي 120 ألف جنيه وكانت الشرطة ظلت طوال تلك الساعات تقوم برصد تحركات المختطفين خطوة بخطوة مع شقيقي حتي تم تضييق الخناق عليهم فأخذوني إلي مكان آخر قبل خزان نجع حمادي ب 8 كيلو وعندما علموا أنه لا فائدة تركوني بعد أن تيقنوا أن الشرطة تعرف مكاني. والشكر لربنا. رجعت إلي اسرتي سالما بفضل رجال المباحث بقيادة اللواء محسن الجندي مدير الأمن ومعه فريق البحث الذي قاده العقيد خالد الشاذلي رئيس فرع البحث الجنائي والرائد طه نصر رئيس المباحث مركز دار السلام ومعاونه الرائد مصطفي التهامي بإشراف العميد حسين حامدة مدير إدارة البحث هؤلاء كان لهم الفضل الأول في عودتي سالما ومعهم بالطبع شقيقي بهاء.
اعترف "منتصر صابر محمود" عامل بقرية البلابيش قبلي أحد المشاركين في واقعة الخطف والذي تمكنت أجهزة البحث الجنائي بقيادة العقيد خالد الشاذلي رئيس فرع البحث للشرق من القبض عليه وتعرف عليه عامل الوحدة الصحية وأيضا الطبيب بأنه قام بارتكاب الواقعة ومعه اثنان آخران وأنه لم يحصل سوي علي 200 جنيه فقط وانه هو الذي قام بالدخول إلي الوحدة الصحية بقرية الكشح واستعطف الدكتور علاء لتوقيع الكشف الطبي علي والدته بقرية البلابيش وأنهم استدرجوا المجني عليه إلي مكان بعيد بالظهير الصحراوي واحتجزوه لمدة 32 ساعة بهدف الحصول علي فدية.