بعد 24 ساعة من عودة جماهير الألتراس.. والاضطرابات السياسية وتهديدهم بتجميد بطولة الدوري العام لكرة القدم.. أو إلغاء المسابقة نهائيا للموسم الثاني علي التوالي.. وهو ما جعل الأندية في حيرة خوفا من وقوع تلك الكارثة قامت وزارة الداخلية باحتواء الأزمة وسرعان ما استوعبت تهديدات الألتراس بحضور المباريات بالقوة وقامت بترتيب أوضاعها.. وقررت استئناف المسابقة بإقامة مباريات الأسبوع قبل الأخير من عمر البطولة اليوم وغدًا.. وفي ظل هذه الأجواء غير المستقرة التي يمر بها الوطن فإن الاقتراح الذي يراود بعض مسئولي الجبلاية بإقامة مباريات الدورة الرباعية لتحديد بطل الدوري هذا الموسم خارج البلاد في إحدي الدول العربية الشقيقة أري انه اقتراح وجيه.. وصائب لأنه في حالة نجاح الجهات الأمنية في تمرير الأسبوعين المتبقيين من المسابقة في هدوء دون الصدام مع الجماهير ولكن الشواهد واستمرار الانفلات الأمني يؤكدان أن احتمالات الصدام مع الجماهير في الدورة الرباعية متوقع لأنها ستضم في مبارياتها لقاء القمة بين الأهلي والزمالك.. وأعتقد أن الجهات الأمنية قد تجد صعوبة في منع الجماهير إذا ما قررت اقتحام الملاعب التي ستقام عليها مباريات الدورة الرباعية كونها مصيرية وحاسمة في تحديد بطل الدوري.. وانطلاقًا من هذا الواقع يصبح اقتراح إقامة الدورة الرباعية خارج مصر هو الاقتراح المناسب.. والحل الأمثل لنضمن اكتمال هذا الموسم علي خير لتجني الأندية ثمار جهدها وما أنفقته هذا الموسم من ملايين الجنيهات علي مدار المسابقة.. وبالتالي لابد أن يبدأ فورًا اتحاد الكرة اتصالات بالدول العربية الشقيقة للاتفاق مع إحداها بجانب التسويق لهذه الدورة سعيًا لتحقيق عائد مادي جيد يتناسب مع أطراف الدورة وجماهيرية الأندية المصرية.. وفي مقدمتها قطبا الكرة المصرية والعربية والافريقية الأهلي والزمالك.. أؤيد هذا الاقتراح رغم توقعي بأن يكون هناك من يعارض.. انطلاقا من انه سوف يؤثر علي الحركة السياحية في مصر كونه يعكس حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها البلاد.. ولكن لابد أن نعترف ان هذا هو الواقع الأليم الذي يعاني منه الوطن لأن الحركة السياحية بشكل عام تواجه حالة تراجع شديدة في معدلات السائحين منذ قيام ثورة يناير المجيدة وانه رغم إقامة مسابقة الدوري هذا الموسم لنوجه للعالم رسالة لنطمئن السياح من خلالها بأن الحياة بدأت تعود لطبيعتها.. ولكن المفاجأة ان رسالة استئناف مسابقة الدوري العام لكرة القدم جاءت بنتيجة عكسية وزادت الطين بلة لأننا فشلنا في إقامتها بحضور الجماهير بسبب استمرار مظاهر العنف والشغب في الملاعب والانفلات الأخلاقي قبل الأمني الذي مازال ينهش في جسد المجتمع والاقتصاد المصري منذ قيام الثورة وحتي يومنا هذا.. ولذلك يبقي إقامة الدورة الرباعية خارج مصر بمثابة طوق النجاة لإنقاذ الدوري هذا الموسم فهذا الحل أفضل بكثير من إلغاء المسابقة.. أو الصدام مع الجماهير وسقوط ضحايا جدد ويكفينا ما سال من دماء بسبب الرياضة.. لذلك أقولها صريحة لوزيرنا الشاب النشط المتحمس العامري فاروق وزير الرياضة والذي يرجع إليه الفضل مع وزيري الداخلية والدفاع في عودة الدوري لملاعبنا الخضراء تعالوا نتعامل مع ظروف البلاد بواقعية دون مكابرة وعناد ودون أن نضع رءوسنا في الرمال كالنعام.. وليسعي الجميع لمساندة اتحاد الكرة في اختيار الدولة التي يمكن أن تستضيف الدورة الرباعية وتسويقها بشكل جيد بما يضمن لها النجاح من كافة الوجوه الفنية والاقتصادية والإعلامية وثقتي كبيرة في أن الكثير من الدول العربية سوف تتسابق لاستضافة هذا الحدث الكروي الكبير.