أشعر بخجل من نفسي ومن وطنيتي كمصري وليد هذا البلد صاحب العراقة والتاريخ ومصدر الحضارة لكل شعوب العالم الغربي كواحد ينتمي الي الأمة العربية.. أشعر بخجل وأنا اسمع وأقرأ واتابع جدلاً دائراً في اتحاد الكرة المصري وبين مؤيد ومعارض لابعاد مسابقة الدوري العام للعبتنا الشعبية خارج الحدود كحل مؤقت لعدم قدرة الاتحاد علي اتخاذ قرار فاصل في عودة النشاط.. وقال ايه كنوع من الضغط علي السادة في الحكومة للموافقة علي استئناف مباريات الكرة ممثلة في الدوري العام. اقتراح سخيف والموافقة عليه أسخف ان يتم نقل مباريات الدوري الي دولة الكويت الشقيق وهو ما يدرسه اتحاد الكرة الآن وفي سبيل الموافقة عليه. الاقتراح السخيف يطرح عدة أسئلة.. كيف يكون نظام هذا الدوري وهل يتكون من نفس عدد الفرق المشاركة في المسابقة ثم والأهم كيف تقيم الفرق هل يتم شحنها الي الكويت طوال مدة المسابقة ام يتم نقلها الي الكويت بالتكاتك وكأن المسافة هي مثل استاد القاهرة وميت عقبة ومن سيتحمل نقل الفرق.. والحكام.. أم سيدير المسابقة حكام من الكويت ثم سؤال سياسي كيف ستكون صورة مصر العريقة في الخارج وبين العالم الذي سوف يتأكد بما لا يدع مجالاً لأي شك ان حكاية الأمن والأمان هي فشنك وكلام في الهواء.. وكذب. يا سادة يا أفاضل ارجعوا للوراء قليلاً وانظروا الي العراق التي دمرت ومع ذلك الدوري قائم بين كل الأندية ولم تنقل مباراة واحدة.. وفي سوريا التي يصبح شعبها يومياً علي دمار ويبيت علي مئات وآلاف الوفيات ولم يستطع أحد ان يوقف الدوري هناك.. وكذلك ليبيا. ونحن هنا وما نطلق علي أنفسنا بالفراعنة والتي نعطي القوة والمثل والقودة نفكر في نقل مباريات الدوري الي الكويت التي لم يفكر اتحادها باقامة مبارياته في مصر يوم هجم عليها صدام واستولي علي بلادهم لمدة أيام سوداء من عام 1990. سؤال آخر.. لماذا الدوري إذا كانت الأمور لا تسمح بعودة النشاط لقد عشنا ست سنوات بلا كرة بعد نكسة 67 ولم تهتز شعرة من رأس أي مصري.. ولم تخرج مظاهرات الفقر وأصوات المساكين الذين لا يجدون قوت عشائهم. عيب والله عيب من فكر في هذا الاقتراح السخيف.. واعلموا إذا كانت بعض الفرق المصرية من منتخبات أو أندية تلعب في دول عربية شقيقة فان ذلك ليس هرباً من مصر.. وليس لعدم السماح لهم باللعب في أي مدينة من مدن محافظاتنا ال27.. أبداً.. أبداً وانما هو لاسعاد شعوب هذه الدول العربية والتي تضم ملايين وفلذات أكبادنا المصريين الذين يشاركون في نهضة هذه الدول الشقيقة والتي تعرف جيداً قيمة مصر.. وقيمة كل مصري وقيمة الكرة المصرية وانهم أسعد ما يكونون عندما يقيم المصريون بعض مبارياتهم علي أرض هذه الدول الشقيقة. بلاها كورة إذا كانت تقلل من كرامتنا.. وتقلل من تاريخنا وأمام ذلك لابد من محاسبة صاحب هذا الاقتراح السخيف ولابد ان يكون لوزارة الرياضة رأي ولا تترك سمعة اللعبة الشعبية وسمعة بلد كبير.. وعظيم.. وعريق رحمة لأفكار ساذجة.. كما يجب ان تقدم الشكر لكل دولة شقيقة فكرت في ان تستضيف مبارياتنا لانها أولاً وأخيراً تعلم أنها هي الكسبان أن يشاهد جماهيرها نجوم مصر الأفذاذ إذ الذين باتوا نجوم العالم وأصبح اسمهم علي كل لسان لأنهم جاءوا من أرض الفراعنة ونافسوا فرقهم وهزموهم ورفعوا رأس بلادهم.. أرجوكم اغلقوا والغوا فوراً هذه الأفكار الهدامة السخيفة إلا إذا كان وراءها مصلحة شخصية مرفوضة.