حاول مقاتلو المعارضة السورية وقف تقدم القوات الحكومية في شمال البلاد ولاحت نذر مجابهة بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أن قرر أوباما الاسبوع الماضي تسليح المعارضة. ظهرت أدلة جديدة علي تزايد الدعم الأجنبي للمعارضة المسلحة وأبلغ مصدر خليجي رويترز أن السعودية زودت المقاتلين للمرة الأولي بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من علي الكتف وهي مطلبهم الأشد إلحاحا. وقال مقاتلون معارضون إن الرياض زودتهم أيضا بصواريخ مضادة للدبابات.. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة ألمانية إن الدول الأوروبية التي تدعم المعارضة "ستدفع الثمن" إذا انضمت إلي من يرسلون اسلحة إلي المعارضة في سوريا. ويأتي كشف النقاب عن صفقة الاسلحة مع تصدي قوات المعارضة للقوات الحكومية التي تسعي يدعمها مئات من مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية لاستعادة السيطرة علي مدينة حلب حيث استؤنفت المعارك العنيفة . وأعلنت إدارة أوباما الأسبوع الماضي بعد تردد دام شهورا أنها ستسلح المعارضين لأن قوات الأسد تجاوزت "خطا أحمر" باستخدامها غاز الأعصاب وهو ما يجعل واشنطنوموسكو التي تسلح الاسد في جانبين متعارضين في الحرب الأهلية السورية. قال البيت الأبيض الاسبوع الماضي إن أوباما سيسعي لإقناع بوتين بالتخلي عن دعمه للأسد في قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبري في ايرلندا الشمالية. ولم يبد بوتين أي علامة علي أنه اقتنع.. وتحدث عشية القمة مؤكدا وجهة نظره أن تسليح مقاتلي المعارضة عمل متهور وأشار إلي حادث وقع الشهر الماضي وصور فيه قائد احدي جماعات المعارضة المسلحة يقضم جزءا من أحشاء عدو قتيل. وقال بوتين عقب اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يستضيف القمة علي المرء ألا يدعم أشخاصا لا يقتلون أعداءهم فحسب بل يشقون أجسادهم ويأكلون أحشاءهم أمام الناس والكاميرات. وانتقد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بوتين لدعمه بلطجية نظام الأسد. أضاف "لن نتفق علي موقف مشترك معه في قمة الثماني ما لم يغير موقفه تغييرا واضحا". وتقول روسيا إنها غير مقتنعة بالأدلة الأمريكية التي تتهم الأسد باستخدام أسلحة كيماوية وقالت إنها ستعرقل اي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا وهي خطوة تقول واشنطن إنها لم تتخذ قرارا بشأنها حتي الآن لكنها مطروحة علي الطاولة. ونشرت واشنطن بطاريات صواريخ مضادة للطائرات وطائرات حربية في الأردن في الأسابيع الاخيرة فيما تعتبره موسكو مقدمة لفرض حظر جوي. وتحرك من يدعمون المعارضة المسلحة ومن بينهم بريطانيا وفرنسا وتركيا ودول عربية إلي جانب الولاياتالمتحدة لتكثيف الدعم في الاسابيع الماضية لانقاذ الانتفاضة بعدما حققت قوات الأسد مكاسب عسكرية مهمة. كانت الدول الغربية تعتقد قبل بضعة اشهر أن ايام الأسد معدودة لكنه حصل في الشهر الماضي علي دعم صريح من آلاف المقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والذين ساعدوه علي استعادة السيطرة علي بلدة القصير الاستراتيجية من المعارضة الشهر الماضي وحولت مشاركة حزب الله الصراع الداخلي إلي معركة طائفية إقليمية تدعم فيها الدول العربية السنية المعارضة السورية ذات الأغلبية السنية بينما تدعم إيران الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية. وتمثل أنباء تلقي المعارضة صواريخ مضادة للطائرات تطلق من علي الكتف من السعودية تصعيدا مهما يحتمل أن يحول دفة الحرب من خلال تقييد استخدام الأسد للسلاح الجوي وهو من الأدوات الرئيسية التي تمنحه الأفضلية. كانت تلك الصواريخ علي رأس قائمة الأسلحة التي طلبها قائد الجيش السوري الحر سليم إدريس. وطالما توخي الغرب الحذر خشية سقوط تلك الأسلحة في أيدي الارهابيين واستخدامها في اسقاط طائرات مدنية. وتشعر إسرائيل بالقلق بشكل خاص من توزيع مثل تلك الأسلحة في الشرق الأوسط.