أزمة الاعلاف مازالت مستمرة ومربو الماشية يصرخون بسبب ارتفاع الاسعار وعدم قدرتهم علي توفير العلف اللازم لقطعان الماشية مما دفعهم للاعتصام والتهديد بالتخلص منها بالبيع أو الذبح وتحويل نشاطهم وخاصة في بعض المحافظات مثل بورسعيد وبني سويف وكفر الشيخ مما يعد مؤشرا خطيرا وينذر بارتفاع اسعار اللحوم لنقص المعروض بالسوق مع قدوم شهر رمضان وعيدالاضحي. "المساء" قامت بمناقشة خبراء واساتذة تربية الحيوان بكليات الزراعة والطب البيطري عن كيفية الخروج من ازمة ارتفاع اسعار الاعلاف التي نستورد 85% من مكوناتها وما هي البدائل والحلول حتي نتجنب ارتفاع اسعار اللحوم ونقص المعروض منها ومساعدة صغار مربي الماشية علي الاستمرار في تربية الحيوانات وزيادة الانتاج الحيواني الذي يصل حجم استثماراته في السوق حوالي 27 مليار جنيه. اكدوا ان تهديد صغار المربين بذبح قطعان الماشية مع استمرار ازمة العلف يهدد بتقلص الثروة الحيوانية وارتفاع اسعار اللحوم بشكل جنوني واللجوء الي استيرادها. اضافوا بأن البدائل المحلية لمكونات الاعلاف متوفرة والابحاث العلمية غنية بها وتحتوي علي نسب عالية من البروتينات والاملاح.. وطالبوا بضرورة قيام وزارة الزراعة بدعم مربي الماشية وصرف القروض لهم ودعم اسعار العلف. يقول د. هشام البنا استاذ انتاج حيواني بكلية الزراعة جامعة القاهرة زيادة اسعار العلف يمثل خراب بيوت لصغار المربين من الفلاحين لعدم قدرتهم علي تغذية الحيوانات حيث وصل سعر طن الصوبا ل4600 جنيه وطن الذرة 2500 جنيه وطن نخالة القمح المطحون "الردة" 2000 جنيه.. مما دفع صغار المربين لبيع الحيوانات والتهديد بذبحها والتخلص منها الامر الذي يهدد بتقلص ثروتنا الحيوانية وارتفاع اسعار اللحوم بشكل جنوني لنقص المعروض من اللحوم المذبوحة بالاسواق واللجوء الي الاستيراد الذي تتحكم فيه مافيا رجال الاعمال والعمولات. يؤكد ان هناك حلولا عديدة للتخفيف من ازمة الاعلاف والاستفادة بالبدائل المحلية في التغذية مثل استخدام عيدان "الذرة الخضراء" بعد تجفيفها كمركب علف "السيلاج" حيث يحتوي كيلو السيلاج علي نصف القيمة الغذائية الموجودة في كيلو الذرة الصفراء.. وهناك وسيلة لرفع القيمة للمخلفات الزراعية كالتبن باضافة العسل الاسود "المولاس" واليوريا.. وايضا طحن المحاصيل غير الصالحة لغذاء الانسان واضافاتها لعليقة الحيوان.. وكذلك كسر الخبز. يستمر في حديثه بضرورة استيراد العجول الصغيرة التي تتميز بزيادة النمو والتسمين السريع من البلاد الاوروبية مثل سويسرا وغيرها.. وازالة المعوقات وتسهيل الاجراءات للمساعدة في زيادة رؤوس الماشية وحل ازمة اسعار الاعلاف . يري د. بهجت مصطفي استاذ التغذية الاكلينيكية وتغذية الحيوان بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة ان تخلص المربين من الحيوانات يسبب خسارة كبيرة لهم والمستفيد الوحيد هو الجزار الذي يبيع باسعار خيالية للمواطنين رغم شرائه العجول بسعر 24 جنيها للكيلو القائم من اللحم البقري اما الجاموس وصل الي 20 جنيها.. ومعه استمرار ازمة العلف وارتفاع اسعار الدولار سيؤدي لزيادة اسعار المواد الخام للعلف طبقا للسعر العالمي حيث نستورد حوالي 85% من هذه المواد للانتاج الحيواني والداجني مما يتوقع معه زيادة جنونية لاسعار اللحوم بعد شهر رمضان ونقص المعروض من الماشية مع قدوم عيد الاضحي. يؤكد علي ضرورة انقاذ الثروة الحيوانية وعلي اهتمام المسئولين بوزارة الزراعة بدعم ومساندة المربين وصرف القروض لهم بشروط ميسرة ودعم اسعار العلف. يؤكد د. عبدالرحمن عبدالجواد استاذ تغذية الحيوان بزراعة القاهرة علي أهمية تشجيع الاستثمار الزراعي واستصلاح الاراضي الصحراوية والاستفادة من ثروة مصر من المياه الجوفية وتيسير اجراءات تمليك الاراضي المستصلحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والذرة ومعها زيادة النخالة "الردة" وانخفاض اسعارها.. كما ان زيادة الاراضي المنزرعة توفر رءوس الماشية والمراعي الطبيعية. يضيف لابد من التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية مثل فول الصويا وعباد الشمس والزيتون وبالتالي زيادة المخلفات الزراعية مثل كسب الصويا الغني بالبروتين والتي تستخدم كعلف للحيوان.. وزيادة استصلاح الاراضي يحتاج معه تشجيع المستثمرين والعودة لتمليك الاراضي للجادين والغاء القانون 48 لسنة 2006 الذي نص علي حق الانتفاع لمن يستصلحها بدلا من التمليك والذي يقلل معه رغبة المواطن في اللجوء لهذا النشاط. يري ان الابحاث العلمية بالكليات زاخرة بالبدائل المحلية لخلط مكونات الاعلاف وتحتاج لمن يأخذها من الادراج لتتحول الي واقع في الصناعة والقضاء علي مشكلة استيراد مكونات الاعلاف مثل الذرة الصفراء وغيرها فهناك مشروع بحثي بتجفيف قشر البرتقال بعد عصره في مصانع العصائر وغيرها حيث يحتوي علي نسبة البروتين مساوية للموجودة في الذرة الصفراء ويصل سعر الطن منه ل2000 جنيه في حين طن الذرة الصفراء يصل ل2800 جنيه.. وقد خرج هذا البحث واستخدمناه في تغذية حيوانات كلية الزراعة وايضا بحث مخلفات الزيتون بعد عصره ومعالجته بطرق بيولوجية وغيرها من مخلفات الصناعة والمحاصيل الزراعية. يؤكد محمد وهبة رئيس شعبة القصاصين ان الشعبة تقوم بتقديم التوصيات لوزارة الزراعة للعمل علي تحسين وزيادة تربية المواشي وحل مشكلة العلف حتي لاتتسبب في ارتفاع جنوني لاسعار اللحوم. يضيف انه تقدم بمشروع لوزارة الزراعة يستهدف اقامة مزارع نموذجية لتربية المواشي بمحافظة مرسي مطروح لتوفير المراعي الطبيعية لتغذية الحيوان والتقليل من كميات العلف ذات التكلفة العالية ويضم المشروع 300 مزرعة مساحة الواحدة 4 الاف متر تسع لتربية 300 عجل يصل سعر العجل ل1000 جنيه فان رأس المال المطلوب لكل مزرعة يكون 300 الف جنيه ولباقي المزارع يكون 900 مليون جنيه علي ان تقوم القوات المسلحة ببناء هذه المزارع النموذجية وتقع تكلفة البناء والمرافق وغيرها علي المستثمرين اي لن تكلف الدولة اي نفقات.