أكد د. محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار أن مبادرة "البيت المصري" ستدخل حيز التنفيذ خلال الأسابيع القليلة المقبلة. قال - في تصريحات خاصة ل "المساء الديني" - أنه سيتم التركيز علي إعادة صياغة الخطاب الديني بحيث يركز علي القيم العليا في الحق والعدل والسلام.. قيم ومبادئ الإسلام والمسيحية بما يرسخ الوحدة الوطنية بهدف توعية المصريين جميعاً بصحيح الدين.. وإبعادهم عن الفتنة المفتعلة. أضاف أنه سيتم بث هذا الخطاب الإسلامي المسيحي التنويري عبر منابر المساجد والكنائس. أشار إلي أنه لا توجد فتنة طائفية في مصر.. وخير دليل علي ذلك أنه لم يحدث اعتداء علي المساجد أو الكنائس في أعقاب ثورة 25 يناير رغم حالة الغياب الأمني.. كما أن المسلمين عاشوا مع إخوانهم الأقباط 14 قرناً من الزمان دون أي حروب دينية أو أهلية بل كانوا أحباباً وإخواناً. أضاف: لكنني أعترف بأن هناك حالة احتقان لأسباب مجتمعية وثقافية وليست دينية.. موضحاً ضرورة ضبط التعليم الديني وإرجاعه إلي القيم العليا المشتركة التي تجسد صحيح الدين الإسلامي والمسيحي.. وضرورة استعادة التربية الأخلاقية وفقاً للأديان والكتب السماوية وفي مقدمتها القرآن الكريم. قال إن الأزهر يركز في لقاءاته مع الوفود الأوروبية علي إدانة "الاسلاموفبيا" التي تشكك في حضارة المسلمين بما يهز السلام الاجتماعي في أوروبا بين طوائف المسلمين وغيرهم.. والتنبيه إلي قدرة الإسلام علي المساهمة الكبري في صناعة السلام العالمي وتحقيق الاستقرار.. والتنبيه ايضا إلي ضرورة تجاوز السلبيات التاريخية والتركيز علي المستقبل المشترك للإنسانية وتفعيل أخلاق الدين.. وكذلك التأكيد علي تحقيق العدالة للشعوب التي تعاني من القهر والاضطهاد والتي لا تمتع بحياة إنسانية لائقة وتستغل ثرواتها. أضاف: لاقت هذه التأكيدات والدعوات صدي إيجابياً حيث تلقي الأزهر العديد من الطلبات بأن يكون المرجعية للأئمة والدعاة في كثير من البلدان الأوروبية بحيث يتم تأهيلهم لنشر وترسيخ وسطية الإسلام.. وهناك اتفاقيات تعاون في هذا الصدد.. كما يتم تأهيل طلبة الأزهر من خلال مراكز اللغات بحيث يجيدون الانجليزية والفرنسية والألمانية ويمتلكون آليات الحوار الإيجابي المثمر علي الآخر. أكد أن الأزهر يمثل مشيخة العلم ومشيخة الإسلام.. ولا يخضع لأي أجندات خارجية أو داخلية.. ويسعي لترسيخ وسطية الإسلام وتوحيد الأمة وتحقيق السلام العالمي والمحلي والإقليمي.. موضحاً أن الأزهر لن يغلق باب الحوار أبداً.. لكنه يشترط الاحترام المتبادل والاعتراف بحق الاختلاف والتعددية.. فالأزهر ضد الهيمنة المذهبية.