لعبت ثورة 25 يناير دورا في مجالات كثيرة للمجتمع المصري واحدثت تغييراً في شتي المجالات المعنية بأمور الشعب المصري حيث لم يقتصر تغييرها علي الجانب السياسي في البلد ولكنها شملت المجالات الاجتماعية والصناعية والوظيفية وكان منها الفنية. واستطاعت ان تفرض مبادئها وقواعدها علي الاعمال الفنية الجديدة واجبرت كثيرا من الخريجين إلي اجراء كثير من التعديلات علي اعمالهم الفنية التي انتهوا من تصويرها مستعينين في ذلك بالمشاهد الحية التي قاموا بتصويرها في ميدان التحرير أو المشاهد التي عرضتها القنوات الفضائية خلال ايام الثورة في القاهرة والمدن الاخري. وكان المخرج سامح عبدالعزيز من اول المخرجين الذين قاموا بادخال مشاهد الثورة في اعمالهم حيث قام بتغيير نهاية فيلمه الجديد "صرخة نملة" وادخل مشاهد كثيرة للثورة والمتظاهرين في ميدان التحرير وكذلك خطابات الرئيس مبارك وانهاه بخطاب عمر سليمان والذي اعلن تخلي حسني مبارك عن السلطة. فيلم "صرخة نملة" بطولة عمرو عبدالجليل. رانيا يوسف ومن تأليف طارق عبدالجليل وتدور احداثه حول مواطن عاش 6 سنوات في العراق شارك خلالها في المقاومة ضد القوات المحتلة وعند عودته إلي مصر تمت معاملته كارهابي ويعاني مع زوجته ظروف الحياة الصعبة. كما اجري السيناريست محمد الباسوسي بعض التعديلات علي مسلسله "نورر مريم" حتي تتماشي احداثه مع الثورة.. والمسلسل من بطولة نيكول سابا ويوسف الشريف وجيهان فاضل وكذلك قرر المخرج خالد الحجر اضافة بعض مشاهد الثورة لمسلسله "دوران شبرا" وهو المسلسل الذي يتناول قضية الاحتقان الطائفي بشقيها الايجابي والسلبي.. المسلسل بطولة دلال عبدالعزيز وعفاف شعيب وفوزية فرغلي ومن تأليف عمرو الدالي. وما بين اختلاف وجهات نظر المؤلفين والمخرجين حول اضافة مشاهد الثورة لاعمالهم وبين حاجة تلك الاعمال إلي التعديلات تخليدا من القائمين عليها للثورة أو هي مجرد "ركوب الموجة" الثائرة حالياً. استطلعت "المساء" بعض المتخصصين والجمهور حول حتمية اجراء تلك التعديلات. اكدت الناقدة مني غازي ان اضافة مشاهد الثورة للاعمال الفنية ينبع من العمل نفسه وامكانية ادخال تلك المشاهد عليه وقالت: إذا كان العمل الفني دراما أو سينما يسمح بادخال بعض التعديلات يصبح من الطبيعي والمفترض ادخال تلك المشاهد تخليدا للثورة التي قام بها الشباب. اما ان كانت احداث الثورة ومشاهدها دخيلة علي العمل الفني ولا يوجد حتمية لادخالها أو ان ادخالها يشوه المنظر العام للعمل فلا اؤيد تلك التعديلات والتي يحاول المؤلف أو المخرج ان يساير الوضع الحالي أو "ركوب الموجة" وهذا لا يصح لأنه قد يسيء إلي الثورة في يوم من الأيام إذا ادخلناها في غير مكانها. اكدت لقاء سعيد طالبة ان المشاهد في حاجة إلي رؤية شيء مختلف وجديد عن ما يشاهده علي الشاشات الآن.. وقالت: إن المشاهد قد يشعر بالملل بسبب تناول الأعمال الفنية القادمة حول مشاهد الثورة أو مشاهد اخري لاحداث الفتنة الطائفية وانه ينتظر انتهاء تلك الحالة من علي شاشات التليفزيون. اضاف هشام محروس ريجيسير ان ثورة 25 يناير اثرت بالسلب علي الأعمال الفنية بسبب تخوف منتجي هذه الأعمال من المغامرة وبدء التصوير الخارجي والتي قد يكون لها نتائج غير محسوبة في ظل الوضع الأمني غير المستقر. اشار محروس إلي انهم يلجأون إلي التصوير في الاستوديوهات الداخلية وداخل الديكورات رغبة منهم في توفير النفقات وتأمين طاقم العمل. اعتبر الفنان حجاج عبدالعظيم مسألة ادخال بعض من مشاهد الثورة علي الأعمال الفنية عملية ترقيع للاعمال لركوب الموجة والتماشي مع احداث الثورة. اضاف ان مثل هذه التعديلات من شأنها الاضرار بالعمل ككل وكذلك لا نعطي للثورة حقها ونقلل من شأنها. واضاف انه لابد ان يقدم عمل كامل بسرد احداث الثورة بكل التفاصيل التي جاءت فيها من خلال المظاهرات وخطابات الرئيس إلي التنحي بالإضافة إلي ذكر مواقف استشهاد شهداء الثورة في محاولة لتكريمهم ورد الجميل علي ما فعلوه.