تزايدت حدة المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الحاكم مع سقوط المزيد من القتلي والجرحي في صفوف المتظاهرين المؤيدين والمناهضين للنظام سواء في العاصمة صنعاء أو في عدد من المحافظات اليمنية. في صنعاء, قتل شخص وأصيب العشرات عندما هاجمت عناصر ترتدي الزي المدني مسيرة للمحتجين في شارع الستين بالعاصمة , مما أدي إلي تدخل قوات الفرقة الأولي مدرع - التي تعمل علي حماية المتظاهرين المناهضين للنظام في العاصمة - في مواجهة مع المعتدين مما أدي إلي فرارهم , ولم تعرف هوية الضحية والمصابين. أكدت مصادر رسمية أن جنود الفرقة الأولي مدرع أطلقت نيران أسلحتها اليوم علي وفد الوساطة الذي توجه إلي قائد الفرقة اللواء علي محسن صالح - الذي أعلن في وقت وسابق تأييده السلمي للمطالب السلمية للمناهضين للنظام - وأن الوفد كان يسعي إلي إقناع قائد الفرقة التي تحمي المناهضين للنظام بالعاصمة صنعاء بالعدول عن موقفه المؤيد لتحالف اللقاء المشترك المعارض. وقالت إن عدد الجرحي ضمن صفوف وفد الوساطة ارتفع إلي 54 شخصا من بينهم 4 إصابات خطيرة , بالإضافة إلي 3 قتلي كان قد أعلن عنهم في وقت سابق. وكان وفد الوساطة قد اجتمع مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في في إطار جهود الوساطة, وأكد صالح خلال اللقاء استعداده لبذل كل ما من شأنه الحفاظ علي أمن واستقرار اليمن وعلي دماء أبناء الشعب اليمني. وفي المقابل , نفت مصادر عسكرية بالفرقة الأولي مدرع , أية علاقة لجنود الفرقة بأحداث العنف وقال عسكر زعيل الناطق باسم الفرقة إن المواجهات التي وقعت بالقرب من مقر الفرقة كانت بين متظاهرين , وليس للفرقة أية علاقة بها. وفي واشنطن قال مسئولون أمريكيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما تحاول الضغط علي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للتوصل إلي اتفاق مع المعارضة يؤدي في نهاية الأمر إلي تسليمه السلطة. ويشير المراقبون إلي أن البيت الأبيض يري أن صالح لم يعد في وضع يمكنه من البقاء في السلطة أو الإشراف علي تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والحوار الذي دعا إليه البيت الأبيض في وقت سابق من هذه الأزمة بسبب تصاعد العنف في اليمن ضد المدنيين وقتل حوالي 50 شخصا. كما أن واشنطن أكدت أن مصالح الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب في اليمن لا ترتبط بشخص معين, وهو ما فسره المراقبون علي أنه تحضير للرأي العام لانتقال السلطة وأن صالح ليس الشخص الوحيد الذي يتحكم في مفاتيح العلاقات الأمريكية اليمنية, وأنه يمكن تصور شخص آخر في حكومة انتقالية مستقبلية يحضر لها البيت الأبيض مبكرا ويقول إنه سيواصل التعاون معها.