حالة من الاحتقان الشديد تسود الجهاز المركزي للمحاسبات خاصة بين الأعضاء المحتجين مجموعة رقابيون ضد الفساد في ظل الظهور الإعلامي المتكرر للمستشار جودت الملط علي شاشات بعض القنوات التليفزيونية وتجديد تأكيده أن المحتجين قلة مندسة ومن بقايا فلول النظام السابق وانه ارسل كل المخالفات وقضايا الفساد واهدار المال العام إلي الجهات التي ينص عليها قانون الجهاز. تساءل الأعضاء: هل أكثر من ألفي عضو محتجين.. قلة مندسة ومن بقايا فلول النظام السابق؟! وأضافوا ان المستشار الملط ظل في منصبه لحوالي 12 عاماً في ظل النظام السابق.. وكان شاهد عيان علي فساده ولم يحرك ساكنا ولم يستقل.. وكان بمقدوره ابلاغ النائب العام طبقا للمادة الثالثة من قانون الإجراءات الجنائية بكل هذه المخالفات!! ولا يعفيه ما يبرر به موقفه الآن من انه ارسل التقارير إلي الرئاسة ومجلس الشعب. قال الأعضاء: إن وصف المستشار الملط لنا أننا من بقايا النظام مردود عليه بأنه كان هو ضمن منظومة هذا النظام الذي شهد له أكثر من مرة بالنزاهة.. وآخر شهادة له في حق النظام السابق برئاسة الرئيس المخلوع حسني مبارك ما صرح به لجريدة "أخبار اليوم" في 30 أكتوبر 2010 قبل اندلاع الثورة بشهرين فقط أثناء تواجده في مؤتمر بالرياض وقبل أدائه العُمرة مباشرة بأن "مبارك مصدر للتفاؤل بمستقبل مصر" وانه متفاءل بأن صورة مصر مشرقة في المرحلة المقبلة ومصدر تفاؤله الرئيس مبارك!! قال الأعضاء: ان تصريحات المستشار الملط باخلاء مسئوليته بارسال هذه التقارير للجهات المختصة أحدث لبسا لدي بعض غير المتخصصين وجمهور العامة.. وهذا ايضا مردود عليه بأنه كان في مقدوره تصعيد الأمور للنائب العام ونشر كل التقارير المتعلقة بالفساد واهدار المال العام خاصة التي تشكل جرائم جنائية مؤثمة بنصوص قانون العقوبات.. موضحين ان تلك التقارير مؤيدة بمستندات رسمية تدعمها وتخرج بها من دائرة الشك إلي اليقين. قالت مجموعة رقابيون ضد الفساد: ان المستشار جودت الملط يؤكد في كل مداخلاته علي شاشات التليفزيون الرسمي والخاص انه سبق وأرسل ألف تقرير ويزيد إلي الجهات المختصة.. فلماذا لم يرسلها قبل ذلك جملة إلي النائب العام.. ولماذا عندما رأي صمتا من هذه الجهات لتقويم هذا الفساد ومحاسبة المتسببين فيه لم يتقدم باستقالته لإبراء ذمته أمام الله والشعب. أعرب الأعضاء عن حزنهم من وصف المستشار الملط ومستشاره محمد ونيس لهم بالقلة المندسة مؤكدين ان هذه القلة هي التي ساهمت في اعداد وفحص تقارير الفساد التي يفخر الآن رئيس الجهاز بانه أرسلها إلي الجهات المختصة. وجه "رقابيون ضد الفساد" عتابا إلي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء علي عدم اللقاء بهم والاستماع اليهم برغم محاولتهم العديدة للقائه.. وسألوه: لقد سبق وأبرأت ذمتك من فساد النظام السابق واعترضت علي نهجه وقدمت استقالتك في حكومة د.أحمد نظيف.. ولم ترض بأن تكون وزيراً في حكومة فاسدة.. وظل كل شعب مصر - يحمل لك في قلبه ونفسه كل التقدير والاحترام حتي حانت الفرصة وقامت الثورة وجاءوا بك رئيسا للوزراء.. فلماذا لم يفعلها أيضا المستشار الملط ويحذو حذوك ويتقدم باستقالته طالما رأي كل هذا الفساد والجهات التي يرسل اليها صامتة ولا تحرك ساكنا وتدفن تقاريره في الادراج لانقاذ مليارات الجنيهات من الضياع علي الشعب؟ أكد الأعضاء انهم سوف يصعدون من احتجاجاتهم وربما يدخلون في اعتصام مفتوح لو تم التجديد لمحمد ونيس مستشار رئيس الجهاز والذي ينتهي عقده في 3 أبريل القادم وفقا لقرار رئيس الجهاز رقم 845 لسنة 2010 بتعيينه مستشاراً لرئيس الجهاز ومشرفا علي المكتب الفني بمكافأة شهرية تعادل الفرق بين صافي ما يتقاضاه من مرتبات وبدلات وبين مجموع ما يستحقه من معاش. ووصفوا ونيس بأنه كاتم أسرار رئيس الجهاز.. وتساءلوا: لماذا صمت المستشار الملط علي تجاوزات ونيس ومحمد متولي بالأمانة العامة التي حدثت في نتيجة إعلان مسابقة الجهاز لخريجي أوائل كلية التجارة.. والتي سارع هو وبادر بتصحيحها بعدما نشرتها "المساء".