يوماً بعد يوم تتصاعد الأحداث داخل الجهاز المركزي للمحاسبات .. وتتكشف العديد من الأمور التي تؤكد أن رئاسة الجهاز قصّرت في أداء دورها الرقابي تحت ضغوط جهات سيادية.. وكان يجب عليها تبرئة ذمتها بإبلاغ النائب العام في ظل صمت وتخاذل الأجهزة التي كان يتم ارسال تقارير الفساد وإهدار المال العام إليها. أمس أجهضت رئاسة الجهاز الوقفة الاحتجاجية ومنعت التظاهرات وأحكمت سيطرتها علي مجريات الأمور.. حيث هددت سعاد اليماني القائم بأعمال الإدارة المركزية للشئون القانونية أي موظف يترك مكتبة للتظاهر بالتحقيق معه وأصدرت أمراً إدارياً بمنع أعضاء الشئون القانونية من المشاركة في أي مظاهرات. كما قام رئيس الإدارة المركزية للرقابة علي الإدارة المحلية بالوجه القبلي بالمبني الخلفي للجهاز بغلق الأبواب المؤدية لسلم النزول وأعطي أوامره لعمال الأسانسير بعدم التوقف في الأدوار لعدم مشاركة أحد من الإدارة في المظاهرات. كما قام رئيس الإدارة المركزية للأمانة العامة بالمبني الرئيسي بمنع الأعضاء من المشاركة في المظاهرات.. كما قام أمن الجهاز بناء علي تعليمات صدرت له بغلق أبواب الدور الأرضي المؤدية للمبني الرئيسي لمنع أعضاء الجهاز من الخروج إلي ساحة الجهاز والمشاركة في الوقفة الاحتجاجية. كما حوّل أفراد الأمن المبني إلي ما يشبه "أمن الدولة" من خلال مراقبتهم لتحركات الموظفين. يؤكد محمد سيد وكيل بالجهاز وأحد أفراد اللجنة الخماسية التي عرضت مطالب الأعضاء علي ثلاثة من قيادات المجلس الأعلي للقوات المسلحة وسحر عبدالظاهر رئيس شعبة أن المستشار جودت الملط فشل في إدارة الجهاز علي مدار ال10 سنوات السابقة داخلياً وخارجياً .. مشيراً إلي أن التقرير الذي قدمه منذ أكثر من عامين عن احتكار المهندس أحمد عز للحديد جعل منه بطلا قوميا.. وذلك بعد تعديل التقرير الأصلي الذي قدمه وكيل الجهاز السابق عبدالرحمن الذهبي. قالا إن تصريحات محمد ونيس وكيل الجهاز هي أكبر إدانة لرئاسة الجهاز وتؤكد وجهة نظر الأعضاء بأن الجهاز كان مستسلماً للأمر الواقع وفضل الصمت وآثر عدم المواجهة.. وتكشف أيضاً تواطؤ قيادة الجهاز في مواجهة قضايا الفساد وتنفيذ أوامر النظام بل كانت ملكية أكثر من الملك.. واشارا إلي أنه كان ينبغي علي قيادة الجهاز أن تحذو حذو الشيخ محمد متولي الشعراوي عندما كان وزيراً للأوقاف والمهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان الأسبق حيث قدما استقالتهماورفضا ضغوط النظام .. وكان يجب علي الملط تقديم استقالته إزاء عدم احالة الفاسدين والمتسببين في إهدار المال العام للنيابة. أوضحا أن تعليمات شفوية صدرت داخل الجهاز بعدم الرقابة علي بعض الجهات ومنها المجلس القومي للمرأة بحجة أنه تابع للسيدة سوزان مبارك "الهانم" وأيضاً الداخلية موضحاً أنه تم حجب تقارير تمس شخصيات كبيرة وتنطوي علي جرائم جنائية.. وكان يجب علي قيادة الجهاز إبراءً للذمة ابلاغ النائب العام لأن قانون الاجراءات الجنائية ينص علي أن من نمي إلي عمله أو لديه مستندات تتعلق بجريمة جنائية أن يبلغ النائب العام .. وهو مالم تفعله قيادة الجهاز .. وتساءلا ما معني أن يقول محمد ونيس في تصريحات لصحفية مستقلة انه لم يكن يتم تحويل كل التقارير للنائب العام لأن ليس كل التقارير تستوجب المساءلة .. وهل يليق بوكيل المركزي للمحاسبات أن يصرح بأن "يعني هو حد من الوزراء كان يقدر يفتح عينه في حبيب العادلي عشان إحنا نقدر" رداً علي تأكيده انه كان يرسل المخالفات الخاصة بالداخلية إلي الوزير. أكدا ان قيادة الجهاز تمارس سياسة التعسف ضد العاملين بالجهاز.. حيث رفضت تنفيذ أحكام صادرة للعاملين بضم مدد خدمة سابقة وتسويات وأحقية في الترقية وارجاع أقدمية .. واشارا إلي أنه صدرت قرارات بعدم تنفيذها وحتي التي صدرت قرارات بتنفيذها لم تنفذ.. أوضحا أن تلك صورة من صور التعسف.. وتساءلا: كيف يرتضي المستشار جودت الملط ذلك وهو رجل قانون وأولي به تنفيذ الأحكام القضائية.. بل كان يمكنه وهو رجل قانون كبير الفصل في هذه القضايا دون اللجوء للمحكمة ولرفع العبء والمشقة عن القضاء. قالا إن المحزن أن المستشار جودت الملط أجبر بعض الزملاء بالتنازل عن الأحكام التي حصلوا عليها وأن تكون موثقة بالشهر العقاري بعد تهديدهم بخصم حوافزهم. أوضحا ان المستشار جودت الملط لم يبادر كما يصرح بأنه ارسل تقارير الفساد وإهدار المال العام إلي المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام.. ولكنه أرسل هذه التقارير بناءً علي طلب المستشار النائب العام.. وتساءل: لماذا لم يقم بإرسالها قبل ذلك وكلها مخالفات واضحة وصريحة. أضافا ان اكبر دليل علي فشل الجهاز الداخلي انه لم يتم حتي الآن تجديد كارنيهات العاملين والكارنيه القديم انتهي في 31/12/2010 كما أن قيادة الجهاز تعمل علي إشعال نار الفتنة بين الفنيين والاداريين وتزعم أن الفنيين يريدون اسانسيرات تخصهم ولا يصعد فيها الاداريون وهذه مغالطات كبري لأن كل العاملين بالجهاز أسرة واحدة ويعملون ضمن منظومة واحدة.. لا فرق بين موظف وآخر. قالا إنهما يتعجبان الآن من محاولة قيادة الجهاز التبرؤ من النظام السابق وانه كان فاسداً .. وتساءلا: هل نسي المستشار جودت الملط تصريحاته عن الرئيس السابق حسني مبارك حيث وصفه بأنه رجل لا يأتي منه إلا كل خير.. وهو تناقض يدعو للدهشة.