تواصل الثروة المصرية البيضاء التي انطلقت شرارتها في 25 يناير الماضي تحقيق المزيد من النجاحات والمكاسب المتوالية تحقق أهدافها يوما بعد يوم.. وتكتسب أرضا وتأييدا قويا كل لحظة رغم مكائد المتآمرين وحقد المغرضين. واختلف مع القلة من المحبطين المبشرين بالفشل الذين يرون ان الثورة تتعرض للانتكاسة.. ويشاركهم بالطبع طائفة من محركي الفتن وأرباب المصالح والمنتفعين وأصحاب النفوس المريضة من بقايا العهد البغيض أو ما اصطلح علي تسميتهم بالطابور الخامس. كما اختلف كليا مع المتشائمين والمضطربين وأصحاب الهواجس الذين يقولون ان الثورة أصبحت بين شقي الرحي أو بين مطرقة القوي الخارجية وسندان فلول النظام السابق الذين يخططون ليلا ونهارا للثورة المضادة التي تهدف لإجهاض حلم وآمال شعب مصر. أعتقد ان ما يحدث هو ردود فعل طبيعية متوقعة من حفنة أو عصابة مافيا سيطرت علي مقدرات الوطن وحبست أنفاس الملايين سنين طويلة وما تبديه الآن من مقاومة ومؤامرات ودسائس أمور بديهية لابد أن نتفهمها جميعا ونضعها في حجمها كي يتسني لنا التعامل معها والقضاء عليها.. ولابد أن نثق انها محاولات يائسة قبل خروج الروح بلا رجعة ان شاء الله. ومن جهة أخري تقف اسرائيل علي رأس القوي الخارجية والمتربصين بثورتنا الحضارية بداية من مساعيهم المشبوهة لاختزال دور مصر الاقليمي وعزلها عن العرب ففي الأيام قبل تنحي الرئيس السابق كانوا يتمنون استمرار حالة الاحتقان ووقف الحال والخراب الاقتصادي لبلدنا مع استمرار الحليف الاستراتيجي. وهناك حقائق ظهرت جلية كالشمس في قارعة النهار أفصحت عن مكنوناتهم الخبيثة ومحاولاتهم المتوالية لتشويه الثورة فلا ننسي رحلات نتانياهو المشبوهة إلي أوروبا لدعم نظام مبارك قبل سقوطه بأيام والفاجعة التي أصابتهم يوم تنحيه وكم أسفوا لرحيله عن سدة الحكم واستغاثوا بالأمريكان تلميحا وتصريحا بأن معاهدة السلام أصبحت في خطر خاصة اذا وصل للحكم اسلاميون أو وطنيون مخلصون.. فالصهاينة لا يريدون دولة ديمقراطية في مصر. الأدهي من ذلك انهم ينتظرون أن يقود الثورة المصرية "سفاح" كما صرح ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي لشبكة CNN الأمريكية مؤخرا والذي يتطلع إلي روبيسبير المصري مثل روبيسبير المحامي الفرنسي الذي قاد الثورة الفرنسية وقتل أكثر من 30 ألفا من الفرنسيين بدعوي حماية الثورة وأصبح علامة علي فشلها. أيضا ملفات اسرائيل العدائية وتحركاتها الخفية معلومة لدي الجميع بداية من منابع النيل وتأليب دول حوض النيل ضد مصالح مصر وانتهاء بحلم وصول مياه النيل الي صحراء النقب عبر ترعة السلام.. ومرورا بشفط الغاز المصري ومحاولات اقتطاع جزء من سيناء للتخلص من الفلسطينيين. أقول لهؤلاء وأولئك.. موتوا بغيظكم.. الثورة مستمرة.. وشعب مصر سيحميها.. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.