فرض العاملون بإذاعة نجوم "اف. ام" حالة الطواريء القصوي علي كل العاملين بالإذاعة بالأمس أثناء استقبالهم للسياسي البارز عمرو موسي في أول حديث له عبر أثير الإذاعة عقب اندلاع الثورة. العاملون بالإذاعة أعدوا لموسي استقبالا دبلوماسيا خاصا لكنه فاجأهم بتواضعه الشديد وعدم اشتراطه لتحديد محاور معينة يدور حولها الحوار. قال: لا توجد اليوم أي خطوط حمراء أو أبواب مغلقة أصبح علي الجميع الآن أن يتحدث بصراحة وأنا شخصيا سأبدأ بنفسي. أكد للشباب من العاملين بالاذاعة انه قبل هذه الدعوة لأنه يعلم أن إذاعة نجوم F. M من أكثر الإذاعات التي يستمع لها الشباب وهي أكثر فئة أراد موسي أن يستهدفها من خلال البرنامج الذي تحدث من خلاله بالأمس لمستمعي الإذاعة. قام بتقديم الحلقة المذيع يوسف الحسيني الذي داعب موسي قائلا: قابلتك منذ سنوات في أحد الأماكن العامة ففوجئت بك تطلب من الناس أن يستقلوا معك نفس المصعد "الأسانسير" فهل مازلت تتمتع بهذا القدر من التواضع فأجاب موسي قائلا: اسأل كل من يعرفني منذ أن كنت طفلا حتي الآن فسيقول لك إن خلقي لم يتغير أبدا بدليل أنني دأبت علي عقد لقاءات مع الشباب من مختلف الطبقات لأذيب الفجوة بيننا لذلك رأيت بعيني ثورة 25 يناير قبل اندلاعها بسنوات كنت علي يقين من أن الثورة قادمة لا محالة. أشار السياسي البارز إلي عدم تخوفه علي الاطلاق من انقضاض بعض الأحزاب أو القوي السياسية علي ثورة الشباب لأن ثوار مصر لديهم وعي كبير رغم شكواهم له من تدني مستوي التعليم في مصر.. كما أبدي عدم قلقه من اختلاف الثوار حول بعض القضايا وقال: الاختلاف أمر وارد وطبيعي جدا لكن الأمر المهم هو أن نصل إلي نقطة اتفاق. قال: مصر مقبلة علي عصر جديد وتحديات كبيرة متمثلة في المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعمل علي حل هذه المشكلات هو الذي سيضع مصر علي طريق المستقبل لأنها بكل أسف لم تكن عليه فيما قبل. تطرق عمرو موسي إلي الحديث عن إعادة بناء مصر بصفته مواطناً مصرياً بعيدا عن أي منصب سياسي رافضا اعتبار الفترة التي كانت تمر بها مصر قبل الثورة فترة استقرار قائلا: إذا كان هناك استقرار حقا لم تكن الثورة اندلعت بالفعل لكن المشكلة كانت في سيطرة حالة من الخمول علي الشعب المصري الذي كان يشعر أن نفسه منكسرة بسبب حالة التراجع السياسي والاقتصادي التي مرت بها البلاد. اعتبر موسي الحالة التي تمر بها مصر حاليا أشبه بحالة المخاض التي ستؤدي بنا لعصر جديد وإلي استقرار حقيقي. وفي مفاجأة غير متوقعة أعلن موسي أنه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة لفترة رئاسية واحدة فقط وقال: الرئيس القادم لابد أن يعي كل متطلبات الشعب والمشكلات التي يعانيها حتي يقوي علي مواجهتها بمهارات خاصة. أشار موسي إلي أنه يعطي حاليا الأولوية إلي اجراء الانتخابات الرئاسية لا البرلمانية كما دعا إلي تشكيل هيئة أو جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد للبلاد لأن الدستور الحالي لا يصلح للحكم ولأن الدستور لا يتكون من مواد قانونية فقط فدستور أي دولة لابد أن يكون بمثابة الوثيقة التي تعكس رؤي وأهداف هذا الوطن. أعرب الأمين العام للجامعة العربية عن رغبته في التخلي عن هذا المنصب الذي شغله لمدة "10" سنوات كاملة مشيرا إلي أن الأولويات في الفترة القادمة لابد أن تتجه نحو البناء المجتمعي المنهار ولابد أيضا من وضع رؤية اقتصادية جديدة لأن مصر لديها سوق كبير ومجال اقتصادي واسع لابد من استثماره لصالح المنفعة المصرية منتقدا عدم الحرية في الاستثمارات العربية. تطرق عمرو موسي أيضا إلي قضايا الفساد الكثيرة التي تم كشفها وإلي المبالغ الكبيرة التي تم نهبها قائلا: كل هذه الأموال لابد أن تعود لمصر وأعتقد أن هذا الأمر سوف يحدث لكنه سيستغرق وقتا طويلا لأن عودتها بحاجة إلي اجراءات قانونية دولية وأحكام قضائية. أضاف أن الاستغلال الأمثل لهذه الأموال في رأيي لابد أن يكون بعيدا تماما عن المؤسسات وأن يخصص بالكامل لعمل تنمية حقيقية في مصر تعود بالنفع علي المواطنين من خلال وضعها في صندوق الأموال الضائعة. وفيما يتعلق بالملفات الخارجية أوضح عمرو موسي أن الملف الافريقي بالكامل بحاجة إلي دراسة متأنية وأن أزمة دول حوض النيل لا يمكن حلها إلا من خلال المحادثات.. وتطرق موسي إلي الوضع في العراق قائلا: الاضطراب في العراق لا يخرج أبدا عن إطار الاضطراب الذي أصبح كل العالم العربي يعاني منه وأن سوء الادارة و الديكتاتورية وصلا بالعراق إلي الاحتلال.
