تسببت حالة الفراغ الأمني في اشاعة الفوضي بمنطقة الكيلو 26 بالإسكندرية حيث قام بعض الأشخاص باحتلال الوحدات السكنية التابعة لاسكان المحافظة ومشروعات التعاونيات.." المساء" انتقلت إلي هناك لترصد الواقع واكتشفت ان المقيمين بمساكن المحافظة في هذه المنطقة يعانون الآمرين أيضا من نقص الخدمات الأساسية اللازمة لمعيشتهم. استغل أحد المحامين الوضع ورغبة المواطنين في حصولهم علي وحدات سكنية بالمنطقة وقام بتوزيع طلبات للمساكن عليهم بسعر 3 جنيهات للطلب وأكد بأنهم يستطيعون بموجب هذا الطلب الحصول علي وحدة سكنية من المحافظة وقام بتشجيع الآخرين والذين استولوا بالفعل علي مساكن غيرهم بعدم الخروج من الوحدات السكنية ولانه لم يتم ايصال المياه داخل الشقق أو الكهرباء قام السكان بمعاونة ذويهم بكسر مواسير المياه وسرقة التيار الكهربائي مما جعل المنطقة في حالة فوضي عارمة في غياب المسئولين والشرطة. أكد محمد عبدالسلام - عامل بمقهي - انه يعيش بمفرده وتقدم للحصول علي مسكن بالمنطقة منذ 5 سنوات كاملة ولم يتم تلبية رغبته ولولا عطف صاحب المقهي عليه وايوائه به مكان لا يجد مكانا يؤويه حيث رفض احتلال أي وحدة لانه لا يستطيع الحصول علي حق مسلوب من أحد أو بواسطة المساجين. اضاف حازم هلال محمد - كهربائي - بأنه اضطر لايواء شقيقته العاجزة مع أبنائها الثلاثة حيث ان زوجها مفقود منذ 4 سنوات بالعراق وكانت قد تقدمت بطلب للمحافظة للحصول علي مسكن منذ عدة سنوات ولم يتم تلبية طلبها بالرغم من وجود 2500 وحدة شاغرة تابعة للمحافظة ومغلقة وهي التي استغلها المساجين الهاربون في الاستيلاء عليها وبيعها بدون وجه حق لبعض الأسر. أكد سعيد علي إبراهيم - عامل نظافة - بأن أجره اليومي 10 جنيهات ولديه مسكن هناك وتطالبه المحافظة بتسديد ثمن المسكن بما يعادل 170 جنيها شهريا ولم يستطع السداد وفوجئ بصدور حكم ضده بالحبس 3 شهور ودفع الفواتير وهو لا يمتلك شيئا مما اضطره للاستدانة لدفع 1000 جنيه للخروج من الحجز لرعاية أسرته وأطفاله. أشار أحمد حسن أمين إلي انه عاجز بنسبة 60% وتقدم بالحصول علي مسكن ولكنه إلي الآن يقيم عند أشقائه مع زوجته وأطفاله والذين يعطفون عليه حيث انه بدون عمل وبالرغم من استكمال أوراقه وتقديمها إلي الجهات الرسمية سواء الاسكان المركزي التابع للمحافظة أو اسكان الدخيلة أو الحي إلا انه لم يستجب إلي طلبه إلي الآن. أما علي محمد مصطفي - بدون عمل - ويتكسب رزقه من مرجيحة للأطفال بالمساكن فأكد بانهم كانوا يقيمون بمساكن البتروكيماويات بايجار شهري 40 جنيها شهريا وتم نقلهم إلي تلك المساكن بالكيلو 26 بعد أن تهدمت مساكن البتروكيماويات ولكن بايجار شهري 170 جنيها وعندما لم يستطع دفع الايجار قاموا بحبسه بقسم شرطة العامرية. أوضح محمد إبراهيم إبراهيم والسيد السيد عبدالخلف حراس معينين عن طريق المحافظة لأمن المساكن بأنهما لم يستطيعا التصدي لوقف الزحف من السكان والخارجين علي القانون لحماية الوحدات السكنية إلا بعد ان انضم اليهم بعض شباب ورجال المنطقة وقاموا باخراجهم بالقوة وبالرغم من ذلك مازالت بعض تلك الوحدات تحت سيطرة البلطجية والمساجين الهاربين ويطالبون بضرورة تحرك الشرطة للحفاظ علي أرواح السكان والقبض علي المساجين. أكد جميع سكان المنطقة بأن "بلوك الشرطة" قام بحمايته ضابط ومعه أفراد أمن ولكنهم لم يتصدوا للمساجين الهاربين الذين احتلوا باقي البلوكات بالرغم من تواجدهم أمام أنظارهم ولكنهم اهتموا فقط بحماية مايخصهم وهم يخشون علي أبنائهم وبناتهم اللائي تعرضن لعمليات تحرش من بعض الخارجين عن القانون لدرجة ان المحال والسكان يلجأون لمنازلهم بعد العصر ولا يستطيعون الخروج بعد ذلك خوفا علي أرواحهم وحماية لمساكنهم أيضا. تؤكد أمل عزمي وحكمت رزق - من سكان المنطقة - عن احتياج المنطقة لمديرية أمن وليس مجرد قسم شرطة وذلك نظرا لانتشار البلطجية بالمنطقة بصورة رهيبة حتي أصبح أغلب السكان لا يأمنون علي أنفسهم أو أولادهم وخاصة البنات. يشير أحمد جابر - تلميذ بالصف الأول الإعدادي - إلي انه لا يذهب للمدرسة بصورة منتظمة حيث تبعد مدرسته عن المساكن بمسافة كبيرة ويخرج من المدرسة في تمام الرابعة عصرا ويصل لبيته بالمساكن في الخامسة أي انه يسير علي قدميه لمدة ساعة كاملة حيث لا توجد مواصلات. اضاف: لقي العديد من زملائي حتفهم أسفل عجلات السيارات المسرعة أثناء عودتهم من المدرسة كما ان المدرسة دائما تملؤها مياه الصرف الصحي حيث يغرق الدور الأول بكامله ونضع قطع الخشب والطوب لنسير عليها لهذه الأسباب لا أحد ان أذهب للمدرسة. لفتت سوزان عمر خطاب - ربة منزل - إلي ان زوجها توفي منذ أيام قليلة بعد ان صدمته سيارة مسرعة علي الطريق الدولي - أمام المساكن - وتركها مع ابنتيها احداهما بالصف الأول الإعدادي والأخري بالصف الأول الثانوي وهما الآن بلا أي مصدر دخل حيث كان يعمل صيادا ولم يكن يسدد أي تأمينات وتأمل سوزان في حصولها علي معاش استثنائي يعينها علي الحياة. يروي صبري عبدالحميد مأساة ابن شقيقته محمد أحمد - 10 سنوات - الذي هاجمته الكلاب الضالة المنتشرة بالمنطقة فكسرت احدي قدميه.. وذهب لمستشفي العامرية وقاموا بإجراء عملية جراحية لها الا ان العملية لم تنجح ومازال محمد بلا حركة ويحتاج للعلاج بشدة في ظل ضيق ذات اليد ولولا ترك المسئولين لدورهم لما انتشرت الكلاب التي يصطحبها البلطجية ويطلقونها ليلا لترويع السكان. يؤكد عدد من الأهالي ان البلطجية قاموا باقتحام وحدة صحة الأسرة الكائنة داخل نطاق المساكن الشعبية وانهم قاموا بسرقة بعض محتوياتها. يقول سامي فكري عبدالقادر - فرد أمن بالمنطقة - أصيبت يدي - المكسورة - أثناء قيامي بواجبات عملي ولقد شاهدت سرقة عدد من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالوحدة الطبية. تؤكد زكية علي السيد ان المسروقات وضعت بالشقة المجاورة لمنزلها وقام البلطجية بحبسها داخل شقتها حتي لا تقوم بالابلاغ عنهم ولم يسمحوا لها بالخروج نهائيا إلا بعد ان قاموا بنقل جميع المسروقات لمكان آخر. أما إمام أحمد إمام فيناشد جميع المسئولين بالاهتمام بعلاج ابنه عرفه - 33 سنة - والذي أصيب في حادثة بالطريق فأصبح بلا حراك من يومها وأصيب بتهتك في العمود الفقري بظهره وعرفه له ثلاثة أبناء جميعهم بلا مصدر دخل أما ما نعيش فيه بالمنطقة فيمكنني ان أتحمله فقط أرجو ان يهتم أحد بعودة الحياة لابني لعلني أجده يمشي مرة أخري أمام عيني.