مازال ميدان التحرير يحرك الأحداث في مصر.. فالمواطنون يتوافدون عليه من كل مكان حتي وإن اختلفت رؤاهم وأفكارهم وسبب مجيئهم.. إلا أن الكل يجمعهم هدف واحد هو "حب مصر". أمس احتشد أكثر من 3 آلاف شخص بالميدان تناقشوا وتحاوروا فيما يشبه "البرلمان الشعبي" البعض طرح بقوة ضرورة إخلاء الميدان تماما وعدم التجمع علي الأقل حاليا حتي يسود الاستقرار البلاد وتعود عجلة الانتاج للدوران بسرعة.. بينما يصر البعض علي إقالة حكومة د. أحمد شفيق. المناقشة احتدمت بين الطرفين وكل طرف ينحاز وبقوة لوجهة نظره وإن كانت وجهة النظر المطالبة بالاستقرار وإعطاء الفرصة لحكومة د. أحمد شفيق هي صاحبة الصوت الأعلي حتي أن اصحابها طالبوا المجلس الأعلي للقوات المسلحة بالتدخل لفض التجمعات ليس في ميدان التحرير فحسب ولكن في كل أنحاء الجمهورية حفاظا علي أمن واستقرار البلاد وحتي لا تتفاقم خسائرنا الاقتصادية مما قد يؤدي إلي تدهور اوضاع العاملين وكثرة البطالة.. كما طالب أصحاب الرأي المنادي بالاستقرار بالبناء علي ما تحقق من اصلاحات للبدء فورا في عملية اصلاح شامل وبشكل شفاف وصحيح. بينما اتفق الجميع علي إلغاء قانون الطوارئ والافراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء جهاز أمن الدولة ومحاكمة حبيب العادلي.. وجاءت اللافتات التي حملوها معبرة عن مطالبهم. في الوقت الذي وقف فيه عدد من شباب الثورة خارج الميدان وميدان طلعت حرب يدعون المواطنين للتوجه يوم الجمعة القادم إلي استاد القاهرة الدولي لأداء صلاة الجمعة هناك والصلاة علي أرواح الشهداء في احتفالية وطنية تحت شعار "هدفنا وطننا" إيدك في إيدنا نعدي ببلادنا إلي الأمام. أكد عدد من المتظاهرين انهم جاءوا إلي الميدان لمناصرت اشقائهم الليبيين والمطالبة باسقاط الرئيس الليبي معمر القذافي بينما جلس علي جانبي الطريق بوسط الميدان عدد من الاسر لمشاهدة المحتجين. وكالعادة كان رجال القوات المسلحة علي عهدهم بحسن معاملة المواطنين وساهموا بقوة وفاعلية في حفظ الامن وتسيير حركة المرور والعمل بالمنطقة علي الرغم من تجاوز البعض في اقامة تجمعات بالميدان وإعاقة حركة المرور بالشارع.. إلا أن الجيش تحلي بالهدوء. التقت "المساء" بعدد من المتظاهرين.. يقول مسعد سيد "50 سنة" مدير نقل بشركة سياحية لقد توقفت الشركة عن العمل واغلقت أبوابها بسبب المظاهرات وأنا ومعي عدد من المرشدين السياحيين والمندوبين جئنا إلي ميدان التحرير للاحتجاج علي أوضاعنا. أضاف: يجب علي المتظاهرين ان يدركوا أن أهاليهم يتعرضون للعديد من الازمات التي تهدد أرزاقهم بسبب هذه المظاهرات التي تخلق جوا من الفوضي في ظل عدم التواجد الامني غير الكافي بالشوارع. تقول فاتن أحمد "ربة منزل" نريد الاستقرار وكفانا وقف حال ولابد من اعطاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة الفرصة لإدارة شئون البلاد في هدوء لأن المجلس ليس بيده زر يضغط عليه لتحقيق كل هذه المطالب الفئوية والقضاء علي الفساد في لحظة. أضاف أن الذي يحب مصر عليه الآن أن يعمل بكل طاقته وان يتعاون مع غيره في القضاء علي كل مظاهر الفوضي.. وضع مستقبل مصر مسئوليتنا جميعا. يقول أبو بكر عبدالعال "عامل" 45 سنة: لقد تم تنفيذ مطالب الثورة والذين يأتون إلي الميدان أصحاب مطالب شخصية وفئوية ويجب أن يعرفوا ان الميدان ليس مكانا لتصفية الحسابات.. ولكن هناك قنوات شرعية عليهم اللجوء اليها لحل مشاكلهم. يقول المهندس مازن معوض لقد حرصت علي الحضور للميدان للمطالبة باصلاحات سياسية مثل اقالة حكومة شفيق والتي تضم رموزا من نظام الرئيس السابق حسني مبارك وخاصة اننا لاحظنا ان هناك التفافا حول الثورة ومحاولة اجهاضها مشيرا إلي ان تنظيم المظاهرة ليس لإثارة الفوضي كما يدعي البعض ولكن بناء علي تلبية المتظاهرين علي الانترنت. أشار محمد محمود "موظف السياحة" إلي أن بعض مطالب الثورة لم تتحقق حتي الآن وهي تعيين حكومة كفاءات وتطهير البلاد بقايا النظام السابق وتعيين مجلس رئاسي مدني عسكري. أكد خلف مرتضي خلف أن العديد من المحتجين مطالبهم فئوية ويريدون حلولا فورية لها.