بعد أن باءت بالفشل كل محاولات معارضة الحناجر وأتباعهم من المخربين وحاملي المولوتوف والخرطوش في زعزعة النظام الشرعي الحاكم وإسقاطه كما يرددون لجأوا إلي حيلة خائبة وساذجة وغير مسئولة وهي ما اطلقوا عليه حملة "تمرد" ويهدفون من ورائها إلي تجميع حوالي 3 ملايين توقيع لاسقاط الرئيس في 30 يونيه المقبل حسب زعمهم. والسؤال الذي يجب أن يفكر فيه كل مواطن ويبحث له عن إجابة بينه وبين نفسه بشفافية وموضوعية.. هل هؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال الهدامة ويقودون تلك الحملات الفارغة يضعون في حسبانهم مصلحة هذا الشعب واستقرار البلاد وأمنها وتقدمها والنهوض باقتصادها والعبور به من عنق الزجاجة بسلام؟ هل هؤلاء يفهمون حقا معني الديمقراطية التي يتغنون بها ليل نهار والتي من أبجادياتها أن الصندوق الانتخابي هو الفيصل وأن من جاء به هذا الصندوق واختاره الشعب لا يمكن بأي حال من الأحوال إزاحته إلا بنفس الاسلوب الذي أتي به وأن أي محاولة غير ذلك هي انقلاب علي الشرعية بل وعلي الديمقراطية التي ارتضاها الجميع. إن لعبة السياسة لا يدخل فيها حسابات الحب والكره وإنما تخضع لقواعد يجب احترامها ولابد فيها من إعلاء المصلحة العليا للبلاد فوق أي خصومات سياسية أو اختلافات ايديولوجية فلا يمكن أبدا أن تكون كراهية هؤلاء لتيار الإسلام السياسي مبررا لإشعال البلاد وإدخاله بصفة مستمرة في دوامة الصراعات والفتن وإشاعة روح الفوضي ودب اليأس في قلوب المواطنين والحيلولة دون تمكين الرئيس والحكومة من تحقيق أي نجاحات سواء خارجية أو داخلية حتي لا ينسب إلي عهده أي شيء ايجابي. يا هؤلاء كفي مهاترات وتحريضاً علي الانقلاب علي الشرعية ومدوا يد العون للرئيس وتعاونوا معه طوال فترة ولايته ليس من أجله بل من أجل مصلحة البلاد وهذا الشعب العظيم واجعلوا معارضتكم له بناءة راقية محترمة موضوعية بعيدة عن أي مصالح شخصية أو زعامات زائفة.