معروف البخيت الذي كلفه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لسمير الرفاعي يواجه مهمة واضحة الملامح ومحددة النقاط وتتمثل في الحد من ارتفاع الأسعار. وخفض الضرائب. ومكافحة الفساد. وتعزيز الحريات الاعلامية. جاء التغيير الوزاري في الأردن بعد سلسلة احتجاجات سلمية خرجت إلي الشوارع الأردنية وطالبت برحيل حكومة الرفاعي نتيجة لغلاء الأسعار والضرائب والفساد وقمع الحريات الإعلامية ويبدو أن التغيير من قبل الملك عبدالله الثاني جاء في وقته الصحيح حيث لم يعد الشارع الأردني يحتمل وجود حكومة الرفاعي. ويري المراقبون أن اختيار معروف البخيت رئيساً للوزراء الأردني جاء في وقته نظراً للظروف الحالية في الأردن والتي تتطلب اختيار شخصية سياسية تحمل فكراً إصلاحياً واستراتيجياً بامتياز وتتمتع بهيبة وقبول شعبي. إضافة إلي ميزة هامة أنه من أبناء الطبقة المتوسطة. وقد حدد خطاب التكليف الملكي مهام الحكومة الجديدة بلغة واضحة تعكس متطلبات الواقع وتطلعات مختلف القوي الحزبية والشعبية خصوصاً الاصلاح السياسي وانجاز قانون انتخابي توافق عليه جميع القوي الأردنية. ويتوقع المحللون أن تغيير الحكومة الأردنية في هذا التوقيت أيضاً من شأنه تهدئة الجبهة الداخلية مع احتجاج المعارضة الأردنية علي تردي أوضاع الاقتصاد وتراجع الحريات إلي مستوي غير مقبول في ظل حكومة الرفاعي. ويري المحللون في هذه الخطوة أيضا استجابة من الملك عبدالله الثاني لمطالب شعبه لأنه الاقرب لهم ويلمس همومهم ويلبي طموحاتهم لذلك جاء قرار تغيير الحكومة. وتكليف رئيس وزراء جديد للمرحلة المقبلة. خاصة أن العاهل الأردني أكد خلال لقاءاته مع النواب والشخصيات السياسية ضرورة قيام كل منهم بمهامه. وانطلاقا من هذا. يعتقد المحللون أن نجاح البخيت مرهون باختيار فريق وزاري قادر علي تنفيذ خطاب التكليف الملكي لمواجهة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وتحقيق مطالب الشعب خصوصاً انجاز قانون انتخاب عصري ليكون حجر زاوية الاصلاح السياسي وافراز مجلس نيابي قوي يمثل كل أطياف القوي الأردنية ويبلغ البخيت من العمر ثلاثة وستين عاما وهو متقاعد من الجيش الأردني برتبة لواء ركن. وكان احد أعضاء الوفد الأردني المفاوض قبيل اتفاقية وادي عربة مع إسرائيل. وعمل بعد ذلك مستشاراً في جهاز المخابرات العامة الأردنية. ليصبح بعد ذلك سفيراً في كل من تركيا وتل أبيب قبل أن تسلم رئاسة الوزراء الأولي عام ألفين وخمسة. وأعفي من منصبه في ألفين وسبعة بعد انتخابات بلدية ونيابية.