في مشروع الضريبة علي الدخل الذي يناقشه مجلس الشوري حالياً تمخضت المناقشات عن رفع حد الإعفاء الضريبي إلي 12 ألف جنيه.. بمعني ان من يصل دخله في العام 12 ألف جنيه فأقل يكون معفياً من دفع الضرائب للدولة. وقد أبرزت الصحف هذا الخبر علي أن رفع حد الإعفاء من الضرائب إلي هذا المبلغ يصب في صالح محدودي الدخل. خاصة من الموظفين الذين يتقاضون مرتباتهم من الدولة رغم شكوي هؤلاء الموظفين من تدني مرتباتهم. والسؤال: إذا كنا نشكو من ضعف مرتبات الموظفين ونطالب برفع الحد الأدني إلي 1200 جنيه شهرياً ورغم ان ذلك لم يتحقق حتي الآن.. فمعني ذلك ان من يصل مرتبه إلي 1100 جنيه شهرياً أي أقل من الحد الأدني يخضع لخصم الضريبة منه لأن مرتبه في السنة سوف يتجاوز 12 ألف جنيه وهو حد الإعفاء. وبمعني آخر ان من سيحصل علي الحد الأدني للأجر شهرياً سوف يخضع للضريبة.. أي أن ما ستدفعه الدولة للموظف باليد اليمني سوف تأخذه منه باليد اليسري. ويظل الموظف المطحون مطحوناً.. الضرائب تضربه من جهة والأسعار المتصاعدة تحرقه من جهة أخري. ورغم ان هذا القانون لم ينصف الموظف صاحب الحد الأدني للأجور فإنه تمادي أكثر وبدلاً من ان تبدأ الضريبة ب 5 في المائة أو أقل لمن زاد دخله علي 12 ألف جنيه حددها ب 10 في المائة.. فصاحب الدخل الذي يبلغ 24 ألف جنيه سيحصل منه ضرائب مبلغ 1200 جنيه رغم ان دخله الشهري لا يزيد علي 2000 جنيه شهرياً.. ولنا أن نتخيل ماذا يمثل هذا الدخل لأسرة يبلغ عدد أفرادها أربعة فقط.. فما بالك إذا كان العدد أكثر من ذلك؟! الدكتور محمد الفقي رئيس اللجنة المالية بمجلس الشوري يمن علي المواطنين بأن المجلس من خلال هذا القانون لا يفرض أعباء إضافية علي الشعب بل ان كل المواطنين سيعلمون أننا نرفض إضافة أية أعباء عليهم. ونقول لكل موظف بالدولة إن حد الإعفاء بلغ 12 ألف جنيه بدلاً من 9 آلاف جنيه.. وهذا يحمل الموازنة العامة للدولة أربعة مليارات و100 مليون جنيه!! ونحن نقول للدكتور الفقي: لقد ذكرتنا يا دكتور بالوزير الأسبق يوسف بطرس غالي والوزير الأسبق عثمان محمد عثمان.. وكان كل منهما يمن علي الشعب إلي الحد الذي قال فيه الوزير الثاني إن 150 قرشاً يومياً تكفي لإنفاق الأسرة. يا دكتور الفقي.. لست أدري اذا كنت تشتري بنفسك بعض متطلبات البيت أو تكلف بها أحداً غيرك.. فإذا كنت تفعل ذلك بنفسك فإننا نسألك: كم يكلفك شراء نصف كيلو جبنه بيضاء و10 بيضات وكيلو من كل من الطماطم والخيار وكيلو خضروات بامية أو فاصوليا أو بازلاء.. ثم قس بعد ذلك ما نسبة ما صرفته علي دخل لمواطن يتقاضي شهرياً 2000 جنيه يدفع منها مواصلات وعلاجاً ومصاريف أولاد.. ثم ما يخصم منه بعد ذلك كضرائب!! الرحمة بالشعب الذي يعاني الأمرين.. ضعف المرتبات للموظفين.. وزيادة الأسعار.. ثم بعد نشغله بالضرايب.