دعا المؤتمر العربي الأول لدور الإعلام العربي في التنمية، وسائل الإعلام الإلتزام بالوفاء بحق المواطنين في المعرفة بما يكفل تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة في الوطن العربي. وقيام وسائل الإعلام بالتوضيح للمستثمرين العرب الإمكانات والموارد المتاحة في الوطن العربي لإستثمار أموالهم وإمكانيات تحقيق التكامل بين الأنشطة الاقتصادية، تمهيداً لقيام الوحدة الاقتصادية العربية من خلال إتاحة المعرفة ونشر ثقافة الوحدة والتأكيد على الثوابت المشتركة بين الدول العربية. جاء ذلك في ختام فعاليات المؤتمر الذي شمل عقد ورشة فنية وعرض ومناقشة (45) بحثًا بمشاركة لفيف من لاقتصاديين والإعلاميين والدبلوماسيين والقانونيين. وحث المؤتمر في التوصيات التي تلاها الدكتور علي لطفي رئيس الوزراء الأسبق، وسائل الإعلام بعدم المبالغة في تصوير الأحداث التي تزيد الخوف في نفوس المستثمرين العرب، ونقل الحقائق بما تنطوي عليه من إيجابيات وسلبيات، وتجنب الإعلانات التجارية التي تخدش الحياء العام أو تسئ إلى المعتقدات الدينية. وطالب المؤتمر، تصويب الأخطاء السلوكية في الإعلانات، وربط الإعلان بالقيم الإجتماعية وتجنب الترويج للأنماط الإستهلاكية الإستفزازية، والإهتمام بتدريس الإعلام الاقتصادي ضمن قائمة المقررات الدراسية بكليات وأقسام الإعلام في الدول الإعلام، والعمل على إنشاء دبلومة مهنية متخصصة في الإعلام الاقتصادي لتأهيل الكوادر العاملة في هذا المجال، أو إنشاء معهد عربي لتخريج مهنيين في مجال الإعلام الاقتصادي. كما طالب بالعمل على تفعيل مبادرة الإتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات بشأن تدريب الصحفيين والإعلاميين على التحليل الاقتصادي، وإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات اقتصادية يستعين بها الإعلاميون في إعداد المواد الإعلامية، وإنشاء رابطة لتكامل الإعلام الإقتصادي في القطاعات الإعلامية الحكومية والقطاعات الإعلامية الخاصة (مرئية – مسموعة – مقرؤه – إلكترونية)، والعمل على إنشاء قناة فضائية لترويج المشروعات الإستثمارية فيما بين الأقطار العربية، وكذلك إنشاء مواقع إلكترونية لتهيئة المناخ لدعم الإستثمارات والمشروعات المشتركة. كما ناشد المؤتمر وسائل الإعلام، تشجيع وسائل الإعلام على رعاية برامج تعني بالإبتكار من خلال تنفيذ تقارير مصورة حول قيام خبراء الاقتصاد بمراعاة مصالح المجتمع، وإبراز النجاحات في المشروعات الاقتصادية المشتركة فيما بين الدول العربية، ووضع إستراتيجية واضحة في مواجهة الأزمات الاقتصادية ووضع خطط وآليات تنفيذية للخروج من الأزمة. عقد المؤتمر تحت رعاية وزير الإعلام الدكتور صلاح عبد المقصود، والدكتور محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ومشاركة عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية العربية، منها عمرو موسى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والسفير محمد صبيح الأمين العام السماعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة نيابة عن الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية، ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور علي لطفي. من جهته هاجم السفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وسائل الإعلام قائلا: هذا المؤتمر بوابة للولوج الى مستقبل أكثر إشراقًا لقاعدة يرتكز عليها إقتصادًا بهت ضيائه في سماواتٍ تزينها مئات القنوات العربية الدخيلة على القنوات الوطنية والقومية الحكومية والخاصة الذي آزرت ثورات الربيع العربي وناصرت شبابها". وقال أن أمتنا تمر بمرحلة دقيقة جدا وتعيش أحداثًا ضخمة لم يمكن لها مثيل في تاريخ الأمة الحديثة وأن هذه الأحداث التي تعد زلزالاً بشريًا لا شك أنها ستقود الى ميلاد نهضة عربية جديدة تقوم على أكتاف الجيل الجديد من شباب هذه الأمة الذي يشكل أملها ومستقبلها.. وأضاف: تتعدد وسائل الإعلام من مكتوبة إلى مسموعة ومرئية وإلكترونية وشبكات للتواصل الإجتماعي، وأساسها جميعا هو الكلمة.. والصورة ..والخبر.. والمعلومة، مؤكدصا على أن الإعلام الإقتصادي يعد وسيلة هامة لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال اللازمة لتمويل الأموال للمشروعات الإقتصادية، والترويج للفرص الإستثمارية والمنتجات والخدمات، وللمشروعات السياحية، ودعم خطط التنمية، وتعبئة وحشد طاقات المجتمع.. وأشار الربيع، إلى أن الإعلام الإقتصادي يهدف إلى نشر الثقافة الإقتصادية المتعمقة المستندة إلى الحقائق والمعرفة المستمدة من المعلومات السليمة وهو مدعم لحركة التكتلات والتجمعات والتحالفات الإقتصادية. وأرجع فشل كثير من السياسات والأعمال الجيدة إلى سوء عملية الدعاية والترويج لها، قائلا" "كم من القضايا لم يتم التعريف بجوانبها بشكل جيد فأسئ فهم مقاصدها وكم من السلع والخدمات فشل تسويقها لسوء أساليب الدعاية لها والتعريف بها". وأكد أن الإعلامي المزود بخلفية معرفية إقتصادية هو الأقدر على التعامل مع الخبر والحدث الإقتصادي، مشددًا على ضرورة تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية في المجال الاقتصادي مما يمكنهم من نقل صورة واقعية عن ما يحدث في الواقع ونقل الأخبار بصورة دقيقة وصياغة التحليلات الموضوعية للأخبار الإقتصادية والقدرة على تفهم وجهات النظر المتقابلة بدقة وبصورة موضوعية. وقال الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية، أن الإعلاميون يواجهون بشكل عام بعض المشاكل والعوائق التي تصعب من مهامهم لعل أهمها: حجب المعلومات من قبل الجهات الحكومية والرقابية أو عدم دقتها مما لايمكن الإعلامي من تقييم المعلومات المتعلقة بجوانب القوة والضعف في الاقتصاد الوطني والعربي ومتابعة وتقييم المشروعات . وتابع: يأتي مؤتمرنا هذا استجابة للحاجة الملحة لتقييم دور الإعلام الاقتصادي في دعم النمو الاقتصادي والاستثماري في العالم العربي وبحث أساليب بلورة خطاب إعلامي اقتصادي جديد يساهم في رسم معالم الواقع الاقتصادي العربي الجديد بأمانة وشفافية كما يساهم بفاعلية في دعم جهود التكامل الإقتصادي العربي، فضلا عن رصد تأثير المناخ السياسي على اقتصادات الدول العربية وتوضيح كيفية المساهمة الإعلامية في دعم القدرة التنافسية لهذا الاقتصاد. بدوره أكد وزير الإعلام المصري صلاح عبد المقصود، أن وسائل الإعلام بكافة أشكالها تلعب دورًا ملموسًا في معالجة قضايا التنمية. وأوضح أن الإعلام شريكا اسياسيا للنهوض بالمجتماعات وهو الضمير الذي يوعي ويرشد ويراقب وتزداد اهميته ويتنامى دوره مع تطور الفضائيات مواقع الإنترنت والمدونات الشخصية والتواصل الاجتماعي والأجيال الأحدث للهواتف وهي الوسائل التي يجب أن يكون لها بصمة في النهضة بالمجتمع. وأثنى على دور الإعلام الاقتصادي في أنه من محفزات النمو الاقتصادي ورفع الثقافة الاستثمارية من خلال التحليلات والمقابلات، كما تعد وسائل الإعلام فاعلة في طرح هموم رجال الأعمال والعقبات التي يعانونها وفتح قناة اتصال غير مباشرة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، وكذلك تفسير المصطلحات الاقصادية المعقدة ونشر الدراسات والاحصاءات والأبحاث. وقال عبد المقصود، يأتي انغقاد هذا المؤتمر متزامنا مع ما تشهده الساحة من حراكا اعلاميا واقتصاديا الأمر يتطلب صقل مهارات الإعلاميين المعنيين بالشأن الاقتصادي وما يتطلبه من خبرات. وأكد أن مصر الجديدة بعد الثورة تنظر باهتمام كامل للشراكة بين الاقتصاد والإعلام وتسعى بقوة لتوسيع دائرة المشاركة وصنع القرار الاقتصادي ودعم الشفافية. وقال وزير الإعلام المصري، أن التكامل الاقتصادي العربي في ظل النظام الاقتصادي العالمي والأزمات المالية الأخيرة يتطلب بشكل ملح تحقيق تكامل عبر الإعلام. وطالب بأن يركز الإعلام في التعريف بتحديات قضايا التنمية خاصة الفساد المالي والإداري، والتعريف بعناصر القوى والضعف في الاقتصاد العربي وأدوات السوق وتحفيز القطاعات الزراعية والصناعية على إجراء عملية الإصلاح للهيكل الإنتاجي وتعزيز دور القطاع الخاص في الانتاج وخلق الوظائف ونشر المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وأكد عبد المقصود على أن الإعلام العربي لن يبخل بجهد خلال السنوات الماضية والطريق لا يزال طويلا أمامه ليحقق المزيد من النجاح وزيادة التنويع في التغطيات الإعلامية وخلق فرص النقاش والحوار، قائلا "نحن اليوم نحتاج الى رؤية أكثر واقعية وشراكة فعلية وخاصة مع ممثلي القطاع المالي والإعلامي. وأكد ويزر الإعلام المصري على انه لا تطور للاقتصاد بدون إعلام ولا مستقبل للإعلام بدون شراكة مع مؤسساتنا الاقتصادية. من جانبه قال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أنه لا يخفى الدور الذي يقوم به الإعلام وتأثيره بصفة عامة ومجتمعاتنا العربية بصفة خاصة، لكن لم يرتق اليه الكثيرين من قبل رغم تأثيره على الاقتصاد. وأضاف صبيح: محاور المؤتمر زاخرة بالموضوعات الهامة تتطلب جهد كبير لخطاب إعلامي اقتنصادي جديد بتفاعل مع متغيرات العالم عامة والعربي خاصة. وقال أن هناك اسس قام عليها مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بتحقيق وحدة اقتصادية عربية وقطعنا شوطا فيها نصل اليه عبر منطقة التجارة الحرة مرورًا الى الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة وصولا الى اتحاد اقتصادي الى اتحاد نقدي موحد. وقال: ساحات وتحولات في دول الربيع العربي بما لها وما عليها فرضت مجموعات من المتغيرات الإقليمية طرأت على كافة مناحي الحياة يواكب ذلك ثورة هائلة في مجال الاتصالات والمعلومات. من جانبه قال المستشار سعد غنيم رئيس الاتحاد العربي للتحكيم، أن المؤتمر هام بلاشك وبه توصيات بالغة الأثر على الاستثمارات العربية البينية لما يمثله الإعلام في تكوين الأمن والقناعة لدى المستثمرين الذين يريدون الدخول في الاستثمار ببلداننا العربية. وأضاف رئيس الاتحاد العربي للتحكيم، نحن الآن في ظل التطورات الجديدة التي تتمثل في الثورات العربية في أمس الحاجة ان يكون الاعلام صادق وامين ينقل الصورة الحقيقية لكل قطاعات الرأي العام.ينقل الرؤية دون مبالغة أو زيادة أو نقصان، حيث يستطيع كل مستثمر ان يتخذ القرار المناسب. وأكد أن الاستثمار بين الدول العربية يحتاج الى الاعلام والأمن القاضائي عبر تفيل الاهتمام بالتحكيم في العالم العربي، مشيرًا إلى أن الإسلام أول من أدخل التحكيم ونحن سباقون عن العالم المتقدم، لكن كثير من المستثمرين العرب يذهبون للتحكيم الأجنبي، لذا هنا يأتي دور الإعلام العربي للتأكيد على أن مراكز التحكيم العربية في مصر والخليج ومحكمة الاستثمار العربية تشكل اطمئنان للمستثمر في البلدان العربية. وأكد ان بلداننا في أمس حاجة لأموالنا ورأس المال جبان إذا لم يجد الاطمئنان على امواله وهيئة مستقلة تأخذ له حقوقه في اقرب وقت وبشكل غير مكلف، معربًا عن امله لمصر أن تقود قائدة لأمتنا العربية والاستقرار والاطمئنان. من جانبه قال سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ، نريد لبلدنا مصر ولأمتنا العربية مشروعين كبيرين عظيمين لا ثالث لهما الأول أن تنعم بلادنا بوحدة شاملة في جميع المجالات وتخوض هذه الوحدة على أسس ديمقراطية شورية اصيلة تريد أن تبني نظاما عربيا قائم على الشورى والحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة الإسانية..نريد بناء قضاء مستقل وحكومات منتخبة ونريد أن نبني اعلاما حرا متفردا نريد أن نؤسس ديمقراطية وشورى حقيقية. وأضاف الحسيني: هذه الأسس الديمقراطية "الشورى والحرية" هي التي يمكن أن نلبي مشروعنا الأخر الهام وهو التنمية الاقتصادية الحرة المستقلة لتعود عوائدها على أبناء هذه الأمة بعدالة وكرامة. وقال محافظ كفر الشيخ: مشكلة مصر مشاكل إعلامية أكثر منها واقعية. وطالب بإعلام يوحد العرب لا يفرقهم، مؤكدًا أن مصر الثورة ما قامت وقواتها وجيشها واقتصادها في صالح الأمة العربية والإسلامية ولايمكن إلا أن تقف في خندق الأمة العربية وما هو الا درع لها. وقال أن الإعلام يبث الفرقة والفتنة بين الإخوة العرب الأشقاء ويشوه ثورات الربيع العربي، معتبرًا أنها في صالح العرب والملمين وهي قوة فوق قوة الأمة العظيمة. وقال أن دول الخليج لديها خيرات عظيمة وفوائض مالية نقدية عظيمة تحتاج الى استثمارات ونحن في مصر كجزء وقلب من من الأمة العربية لدينا فرص هائلة للاستثمار والله سبحانه وتعالى قال أن في مصر خزائن الأرض، مشيرًا إذا كان لدينا منجم سكري واحد للذهب فإني أثق ان مصر لديها 115 منجم سكري وكذلك في الثروات النفطية وغيره
