إذا كانت الجامعات مستقلة كما يقال.. فلماذا تتدخل وزارة التعليم العالي في انتخابات اتحاد طلابها؟!.. أليس من المفروض أن تجري هذه الانتخابات تحت إشراف وبتنظيم من المجلس الأعلي للجامعات بدلاً من الوزير؟! وإذا كانت جماعة الإخوان تطالب دائماً بالاحتكام إلي الصندوق في أي انتخابات. وتؤكد أنه الفيصل في أي نتائج انتخابية.. فلماذا يعترض الطلاب الإخوان علي النتائج التي أوصلت الطلاب المستقلين إلي المقاعد القيادية وحالت بينهم وبين الوصول إلي رئاسة الاتحاد؟! الانتخابات أجريت علي أساس أن يفوز بالمنصب كل من حصل علي 50 في المائة من عدد الأصوات زائد واحد.. وارتضي الجميع ذلك. لكن رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر وهو إخواني لم تعجبه النتيجة ولم يرض عنها. فلجأ إلي تحطيم أحد الصناديق مطالباً بأن يكون الفوز بالمنصب لمن يحصل علي ثلثي الأصوات وليس لمن يحصل علي 50 في المائة زائد واحد. الدكتور أيمن الغايش مستشار وزير التعليم العالي الذي أشرف علي إجراء الانتخابات أعلن تأجيلها لحين أخذ رأي مجلس الدولة في الطريقة التي يتم بها إجراء الانتخابات. وهل يكون الفوز بالمنصب لمن يحصل علي ثلثي الأصوات أو علي 50 في المائة زائد واحد؟!! وهنا اتهمه الطلاب المستقلون بالانحياز لجماعة الإخوان ورددوا هتافات ضد الوزير متهمين إياه بالانتماء إلي الجماعة.. خاصة أن الانتخابات أجريت ثلاث مرات ولم يفز فيها الطلاب الإخوان.. كما أن الدكتور أيمن الغايش لم يتخذ أي إجراء قانوني ضد رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر الذي قام بتحطيم أحد الصناديق. وتجاهل الموضوع وكأن شيئاً لم يحدث! في نفس الوقت احتج الطلاب المستقلون علي منع كثير من طلاب الجامعات المستقلة. ومنع الصحفيين من دخول مقر مركز إعداد القادة بحلوان الذي جرت فيه الانتخابات بما يوحي أن هناك تدبيراً متعمداً من قبل الجهة المشرفة علي الانتخابات للتأثير علي النتيجة. ليست هذه أول انتخابات لاتحاد طلاب الجامعات حتي يحدث حولها هذا الخلاف المستحكم حول طريقة إجرائها.. فلماذا لا يتم الرجوع إلي الطريقة التي أجريت بها في السنوات السابقة. وهل كانت النتيجة تعلن علي أساس 50 في المائة زائد واحد. أو علي أساس ثلثي الأعضاء. ويتم حسم الموضوع دون اللجوء إلي القضاء الإداري؟! الطلاب المستقلون أصروا علي عدم مغادرة مركز إعداد القادة حتي يتم الانتهاء من إجراء الانتخابات.. بالطريقة التي أوصلتهم إلي النجاح دون انتظار رأي مجلس الدولة الذي ربما يستغرق مدة طويلة. إذا كانت الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية لا تشترط حصول النائب الفائز أو القائمة أو حصول الرئيس علي أغلبية الثلثين من الأصواب وتعتمد طريقة 50 في المائة زائد واحد.. فلماذا الإصرار علي نسبة الثلثين في انتخابات اتحاد طلاب الجامعة؟! لماذا لا ندع أمور حياتنا تمضي في سلاسة ونحاول أن نضع العراقيل في كل شيء وأي شيء. مما يؤدي إلي انقسام المجتمع واستمرار حالة التوتر التي تستنفد قوانا فيما لا طائل من ورائه؟!