يبدو أن كل موقع وفضائية أو حتي إذاعة تريد كل منها تحقيق شهرة لها عالميا ومحليا تطلق شعار تسريب الوثائق السرية علي طريقة موقع "ويكيليكس" الشهير.. فبعد أن نشر هذا الموقع علي الانترنت ما يحدث في المطابخ السياسية العالمية سارت قناة الجزيرة الفضائية القطرية علي نفس النهج وأطلقت موقعا هي الأخري أسمته "كشف المستور" تكشف من خلاله وثائق سرية عربية وبالطبع هدفها معروف وهو "تأليب" العرب علي أنفسهم. بدأ "كشف المستور" أول القصيدة بنشر وثائق تخص ملف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل كشف خلاله عن تقديم القادة الفلسطينيين تنازلات مصيرية مقابل تحقيق السلام.. وكما هو متوقع فقد تسببت هذه الوثائق كما قرأنا في حدوث تراشق بالألفاظ بين الفصائل الفلسطينية ما بين "رافض" و"شامت" و"مدافع".. وفي كل الأحوال ما يحدث يضر بالقضية الفلسطينية ويجعلها في مهب الريح. لانعرف بالطبع ماهية تلك الوثائق ولانستبعد أن تكون ملفقة من إسرائيل نفسها حتي تؤلب الشعب الفلسطيني علي قادته وتظل الفصائل في تناحر وشقاق وهذا هو الخطر الحقيقي.. وإذا كان "كشف المستور" قد بدأ بالفلسطينيين فلاشك أن الدور علي بقية الدول العربية!! إن هذا الموقع سوف يصب في النهاية في صالح أمريكا وإسرائيل وكان الأجدر لهذا الموقع التركيز علي فضائح الصهاينة وجرائمهم والأمريكان وتلاعبهم بأعصاب الشعوب الفقيرة بدلا من التركيز علي فضائح العرب وحدهم واستخدام أساليب مرفوضة مثل الخيانة وبيع القضية وضياع الحقوق وغيرها من هذه الشعارات التي تثير الرأي العام العربي. ما يحدث من قناة "الجزيرة" سوف يساعد علي إشعال الفتنة بين العرب وبالتالي تحتقن الشعوب ويتأجج الوضع أكثر مما هو متأجج أصلا هذه الأيام بعدما حدث من تفتيت وإرهاب وفوضي لبعض الدول العربية. هموم هذه الأيام تتطلب أن يتوحد العرب ويقفوا صفا واحدا ضد التيارات الوافدة بعيداً عن مثل هذه المواقع التي تساعد علي إشعال الفتنة وتضرب العرب في مقتل.. فحرية التعبير يجب أن تكون لها حدود ويكون الهدف منها الصالح العام والدعوة للتماسك والتلاحم ضد مخططات الأعداء.. أما "الفرقعة" الإعلامية والسعي وراء شهرة زائفة علي حساب الشعوب العربية فمرفوضة لذلك يجب أن تكون هناك مواجهة قبل أن تستفحل الأمور ويدفع العرب وحدهم الثمن. ليت الإعلام العربي بصفة عامة يتوحد لخدمة القضية الفلسطينية بدلا من إدانة أطراف عربية علي حساب اطراف أخري.. فالأمة العربية تشتعل والبعض يمضي نحو المجهول في وقت هي في أشد الحاجة للوحدة والتعاضد ولم الشمل. علي المسئولين في "الجزيرة" وعلي الإعلام العربي بصفة عامة مراجعة النفس قبل إنشاء مواقع جديدة تنشر وثائق الهدف منها انهيار الأمة العربية علي يد أبنائها.