حذر قائد الجيش التونسي- الذي رفض دعم حملة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ضد المحتجين- من أن وجود فراغ سياسي من شأنه أن يعيد الديكتاتورية وتعهد بالحفاظ علي الثورة. وأضاف قائد الجيش رشيد عمار لحشود خارج مكتب رئيس الوزراء أن ثورة الجيش هي ثورة الشعب. وشدد علي أن ثورة الشباب قد تضيع وقد تستغل من جانب من يدعون لوجود فراغ سياسي. وقال بينما طالب محتجون أمام مكتب رئيس الوزراء باسقاط الحكومة المؤقتة إن الجيش سيدافع عن الثورة. واعتبر قرار عمار بسحب الدعم من علي نقطة تحول أجبرت الرئيس في نهاية الامر علي مغادرة البلاد في 14 يناير بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية. قال وزير التعليم التونسي الطيب بكوش ان تونس سوف تشهد تعديلا وزاريا في الأيام المقبلة لشغل مناصب وزارية شغرت باستقالة بعض الوزراء في الآونة الاخيرة وقد يتضمن تغييرات في بعض الوزارات. وأضاف لرويترز أنه في إطار المشاورات الجارية من المتوقع إجراء تعديل وزاري في الأيام القادمة غرضه الأساسي شغل المقاعد الشاغرة في مجلس الوزراء لكنه قد يتضمن ايضا تغييرات في بعض الحقائب الوزارية. وكان خمسة وزراء استقالوا منذ تشكيل الحكومة المؤقتة الأسبوع الماضي بعد الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي ومن بينهم ثلاثة كانوا يمثلون الاتحاد العام التونسي للشغل وزعيم معارض. قالت وزارة الخارجية الامريكية إن الولاياتالمتحدة أوفدت مساعد وزيرة الخارجية جيف فيلتمان إلي تونس لإجراء محادثات بشأن الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية بي.جيه. كراولي ان فيلتمان وصل إلي تونس "للاجتماع مع الحكومة الانتقالية بشأن خططها للاصلاحات الديمقراطية والانتخابات". ولم يقدم بيان كراولي مزيدا من التفاصيل بشأن زيارة فيلتمان لتونس. وتقول مصادر سياسية في تونس إن محادثات تجري لتغيير الحكومة الانتقالية التي تتولي السلطة منذ مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي البلاد في 14 يناير عقب احتجاجات شعبية. تزاحم حشد يحمل صورا ولافتات عليها أسماء أقاربهم علي درج وزارة العدل للمطالبة بأن يشمل عفو تونسي الافراج عن 1500 شخص سجنوا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. ويقول كثيرون في الحشد وأغلبه من النساء إن أقاربهم اتهموا ظلما في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لمجرد انهم مسلمون أطلقو لحاهم أو واظبوا علي الصلاة. وقالت أسماء كسوري التي ارتدت معطفا طويلا باللون الأسود وغطاء رأس أسود وهي من رموز الملتزمين دينيا التي كانت محظورة في عهد بن علي "حكم علي أخي بالسجن 30 عاما. حكم علي البعض بالإعدام أو السجن المؤبد. نريد من الحكومة أن تفرج عن أبنائنا لأن قوانين مكافحة الإرهاب قمعية وظالمة". وفي إشارة إلي التفسير المتشدد للإسلام الذي تلتزم به بعض الجماعات المتطرفة ومن بينها تنظيم القاعدة قالت اسماء "اتهم بأنه من السلفيين. ولانه يؤدي صلاة الفجر. قالوا انه يريد ان يقاتل في أفغانستان والعراق لكنه مجرد مسلم متدين". وقالت ناشطة حقوق الانسان سهام بن سدرين انه لا يعرف أحد عدد السجناء السياسيين في سجون تونس لكنها تقدر عددهم بنحو 1500 شخص معظمهم اتهموا بالإرهاب. وقالت لرويترز "ما نعرفه هو انه خلال السنوات الست الاخيرة كان يوجد كل يوم سبت محكمة خاصة تحكم علي الناس بالسجن لمدة 20 عاما أو أكثر". وسارعت الحكومة المؤقتة في تونس التي تولت السلطة بعد اجبار بن علي علي التنحي للاعلان عن اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين والاعتراف بالأحزاب المحظورة. ومنذ ذلك الحين افرج عن البعض لكن يبدو ان آخرين مازالوا محتجزين في اتهامات تتعلق بالإرهاب. وقالت فاطمة حسين التي اعتقل ابنها مهدي "31 عاما" في عام 2006 "كان ابني يصلي مثل الآخرين. حكم عليه بالسجن 12 عاما". وأضافت "لماذا لم يشملهم قانون العفو.. أين هذا العفو؟". وفرض نظام بن علي العلمانية في تونس منذ عدة عقود. ولا يسمح للنساء بارتداء الحجاب أو الرجال باطلاق لحاهم. وحظر بن علي حزب النهضة وشن حملة صارمة علي اعضائه في التسعينيات. وعاش زعماؤه في المنفي وسجن اعضاؤه رغم ان الحزب يعتبر من الأحزاب الإسلامية المعتدلة. وقالت فاتحة بن عامر عن شقيقها عماد وهو نجار أمضي في السجن اربع سنوات حتي الآن "أخي متهم بالإرهاب. والده توفي لذلك بدأ يصلي وأوقفوه خارج مسجد وطلبوا منه بطاقة الهوية. لم تكن معه وفي المرة الثانية داهموا المسجد وأخذوه". وقالت: "حكموا عليه في البداية بالاعدام لكنهم خففوا الحكم إلي السجن المؤبد. وكان قد تزوج قبل ذلك بأربعة أشهر فقط عندما اعتقل". وبعض الذين مازالوا في السجون اعتقلوا في اعقاب اشتباكات تفجرت في عام 2006 و2007 بين قوات الأمن ومجموعة صغيرة من الإسلاميين في منطقة تعرف بمنطقة سليمان.