عزبة أولاد علام منطقة عشوائية تبلغ مساحتها 9 أفدنة تقع في حي الدقي وتجاور نحو 56 سفارة عربية وأجنبية وبنوكاً استثمارية ويبلغ سعر متر الأرض فيها نحو 30 ألف جنيه ورغم ذلك فهي غارقة في العشوائية. فمعظم بيوتها مبني بالطوب اللبن وآيل للسقوط. وما تم بناؤه بالخرسانة مؤخرا بني دون ترخيص. ليس في المنطقة مستشفي ولا مخبز للعيش المدعم ولا مدرسة رغم أن عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة وتعاني انقطاعا متكررا للكهرباء ومياه الشرب. "المساء" تفقدت المنطقة علي الطبيعة لكنها لم تستطع التوغل في شوارعها وقد برر الأهالي ذلك بوجود بلطجية يمنعون أي شخص غريب من الدخول إليها.. لكنها استمعت لشكاوي المواطنين ثم عرضتها علي رئيس حي الدقي الذي أفاد بأن "أولاد علام" أقل خطورة علي حياة سكانها مقارنة بعشش السكة الحديد التي يجري تطويرها حاليا وفور الانتهاء منها سيتم البدء بتطوير عزبة علام أوائل العام المقبل. التحقيق التالي يقدم مزيدا من التفاصيل.. يقول أحمد خليل "صاحب محل قطع غيار سيارات" إن المنطقة عمرها يتجاوز ال 130 عاما. وهي عبارة عن بيوت قديمة جدا معظمها أيل للسقوط ويمثل خطورة علي السكان. وهناك منازل بنيت بالطوب والخرسانة دون ترخيص. وقد صارت الأرض ملكا للأهالي بوضع اليد منذ 130 عاما. ومعظم البيوت بالطوب اللبن المتهالك. وحواريها ضيقة. وفي ظل غياب الأمن تم هدم كثير منها وبناء عشرات العمارات دون تراخيص وبيعث هذه الوحدات بأسعار عالية لكونها في موقع راقي متميز بحي الدقي. أضاف: أهالي المنطقة فئتان. إحداهما فئة البسطاء المكافحين أولاد البلد الذين كونوا لجانا شعبية أيام الثورة لحماية 56 سفارة عربية وأجنبية وعمارات تجارية مشهورة وقسم الدقي وفيلا رئيس الوزراء الأسبق د.عصام شرف. والفئة الأخري بلطجية وارباب سجون خارجون علي القانون يشوهون المنطقة ويعرضون حياة كل من يحاول الاقتراب منها للخطر. يشير محسن عبدالسلام "عامل" إلي أن مساحة المنطقة 9 أفدنة تخضع لوزارة الأوقاف. يرجع تاريخها للبرنسيسة فاطمة إسماعيل عمة الملك فاروق التي وهبتها للفلاحين الذين كانوا يعملون في أرضها الزراعية والذين قاموا ببناء 4 منازل وقتها بالطوب اللبن. وتقسم المنطقة إلي أربع حارات في كل حارة 10 بيوت مبنية علي طراز واحد. وبعد نحو 25 عاما قام الأهالي بالبناء بالطوب الأحمر والخرسانة لكنها مبان غير مرخصة. يوضح أحمد حسن "موظف" أن البيوت التي بنيت مؤخرا مهددة بالإزالة بحجة تطوير المنطقة وإنشاء مشروعات استثمارية وتعويض سكانها بمساكن بديلة في مدن بعيدة عن أماكن عملهم ومدارس أولادهم. طالب حسن بتطوير المنطقة دون نقل أهلها منها ومنحهم تراخيص رسمية بالبناء. لأن النقل من العزبة مرفوض وإذا حدث تطوير يعود إليها الأهالي فور الانتهاء منه. قال: لا نثق في تصريحات المسئولين لأنها ظالمة لسكان المناطق العشوائية التي تقع في زمام مناطق راقية مثل عزبة أولاد علام المجاورة للسفارات والبنوك والتي يبلغ سعر المتر فيها نحو 30 ألف جنيه ولهذا فهي تعتبر مطمعا لرجال الأعمال يريدون الاستيلاء عليها بتراب الفلوس. يؤكد مدحت حسين "حداد": أن المنطقة يسكن بها 35 ألف نسمة يعانون صعوبة الظروف فلا يوجد فرن للعيش المدعم. وشبكة الصرف الصحي متدهورة والكهرباء والمياه في انقطاع دائم. وكثير من الشباب عاطلون رغم أنهم خريجو جامعات ولا توجد مدرسة حكومية قريبة من المنطقة وأقرب مدرسة توجد في إمبابة. والخدمة الطبية منعدمة حيث لا عيادة طبية ولا حتي مستوصف لإنقاذ المرضي. وجميع المستشفيات استثمارية لا تراعي الظروف الصعبة للأهالي. أما مصطفي مصلح "محاسب" فيري أن المنطقة ينقصها دار مناسبات وسيارة لدفن الموتي وجمعية شرعية والإنارة الجيدة لشوارع العزبة التي تعيش ظلاما دامسا بعد السادسة مساء. ويحتاج مركز الشباب إلي تجهيزات وتطوير. يقول محمود حسن "77 عاما" ترجع تسمية المنطقة بهذا الاسم إلي أكثر من 120 عاما حين رسمها مهندس إنجليزي بهيئة المساحة نسبة لشيخ كبير يدعي علام بني أبناؤه مسجدا اطلقوا عليه اسم أولاد علام بالمكان. أضاف: العزبة بها بيوت متهالكة اسقفها خشبية ضعيفة لا تحميهم من الأتربة ولا الأمطار وتكاد تقع فوق رءوس سكانها الذين التزموا بالقانون ورفضوا بناء وحدات جديدة بدون ترخيص وطالب الحكومة بمنحهم تراخيص بناء. يتساءل مصطفي زغلول "سمكري": لماذا ترفض الحكومة منحنا تراخيص لبناء بيوتنا حتي يمكننا تزويج أبنائنا فيها رغم أن الأرض خاضعة لحكر الأوقاف وصارت بالتبعية ملكا لنا بقوة القانون بعد مرور 120 عاما عي وضع يدنا عليها. نفي زغلول ما تردد أن عزبة علام بؤرة إجرام تؤوي بلطجية وتجار مخدرات وخارجين علي القانون وقال إن هذا تشويه للمنطقة التي يحل أبناؤها مشاكلهم بمجالس عرفية. وقاموا بحمايتها أيام الثورة بلجان شعبية.. لكنهم يعانون الفقر والمرض وضيق ذات اليد. يري إبراهيم عبدالرحمن "عضو مجلس محلي مدينة الجيزة سابقا وأحد السكان" أنه لا يمكن اعتبار العزبة عشوائية فهذا لا يطلق إلا علي مناطق ينقصها الخدمات من صرف صحي وكهرباء ومياه شرب. أما عزبة علام ففيها مركز للشباب ومكتبة ولا ينقصها سوي الغاز الطبيعي. الذي لم يدخلها لعدم وجود مبان خرسانية ولا يزال أغلب مبانيها مبنيا بالطوب اللبن ومسقوفا بالخشب وهو ما يمكن أن يهدد بكارثة في حالة نشوب حرائق لا قدر الله. "المساء" نقلت هموم أهالي عزبة علام إلي المهندس راضي أمين رئيس حي الدقي فأكد أن "أولاد علام" من أبرز المناطق العشوائية بالحي ويليها عشش السكة الحديد التي تمثل خطورة داهمة علي السكان ولهذا أوشكنا علي الانتهاء من تطوير عشش السكة الحديد وتم بناء 3 عمارات سكنية لنقل أهالي العشش إليها علي أن ينتهي العمل بالمنطقة في شهر يونيو المقبل. أشار أمين إلي أن عزبة علام من المناطق الآمنة مقارنة بعشش السكة الحديد. وبها نحو 488 وحدة سكنية مساحتها 9 أفدنة ويعيش فيها 35 ألف نسمة ولا تعد منطقة خطيرة علي حياة السكان وسوف يتم البدء في تطويرها فور الانتهاء من عشش السكة الحديد أوائل العام المقبل وإعادة تخطيطها لتميز موقعها بالقرب من 56 سفارة عربية وأجنبية وبنوك استثمارية. أضاف: كانت منازل العزبة عششاً مبنية بالطوب اللبن حتي قام الأهالي ببناء منازل جديدة بدون تراخيص.