هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض طرفيها.. الألغاز أسدلت ستائرها علي شخصية المجني عليه.. والأسرار أحاطت دوافع ارتكابها .. وضرب الغموض أذرعه بجهاله علي شخصية "الجاني" الذي ارتكب جريمته دون وازع من ضمير أو مراعاة لمعاني الانسانية والرحمة. "المجني عليه" في هذه الحادثة شخص مجهول.. عثر علي جثته طافية بترعة النوبارية بالإسكندرية .. ولم يعرف سبب الوفاة.. هل هو الغرق بمياه الترعة أم الخنق ثم القاء جثته بالترعة.. ويرجح هذا الاحتمال وجود سلك كهربائي ملفوف حول رقبته!! لم يتم أيضا التعرف علي شخصيته حيث لم يعثر معه علي أي اوراق او مستندات تشير الي شخصيته أو محل اقامته .. وبالتالي فقد غاب الدافع وراء الجريمة التي ازدادت تعقيدا واكتنفها الغموض الذي امتد ايضا الي هوية "الجاني" الذي هرب بجريمته حتي الآن. بدأت فصول الكشف عن الجريمة عندما تلقت شرطة نجدة الإسكندرية بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثه طافيه بمياه ترعة النوبارية فتم إخطار رئيس مباحث العامرية الذي انتقل الي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة "المجني عليه" واستدعي قوات الانقاذ التي قامت بانتشال الجثة. بالمعاينة الظاهرية تبين أنها لشخص مجهول في العقد الثالث من العمر مرتديا كامل ملابسه وليس بين طياتها ما يشير الي شخصيته أو محل إقامته.. كما أن هناك سلكاً كهربائياً ملفوفاً حول رقبته.. بالاضافة لتقييد يديه بقطعة من القماش.. وليس به اصابات ظاهرة.. ولم يتعرف أحد من الأهالي علي صاحب الجثة. تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابه التي اسرعت إلي مكان البلاغ وأجرت مناظرة علي جثة "المجني عليه" وأمرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي عليه لمعرفة اسباب الوفاه وساعه حدوثها .. وبيان إن كانت هناك اصابات غير ظاهرة من عدمه. كما انتدبت خبراء المعمل الجنائي لتصوير الجثه ورفع بصماتها في محاولة للتعرف علي شخصيتها من خلال مصلحة الاحوال المدنية وايضا الادلة الجنائية وإن كان له سجل جنائي من عدمه.. كما طلبت الاستماع لأقوال مكتشف الجثة والمبلغ عنها. أيضا كلفت المباحث بالنشر عن الجثة.. والتحري عن ملابسات الحادث وظروفه.. وسرعة التوصل الي هوية "المجني عليه" وفحص علاقاته وخلافاته لتحديد دوافع الجريمة والتوصل الي شخصية "الجاني" وضبطه وإحضاره أمام النيابة للتحقيق. أعد مدير مباحث الإسكندرية فريق عمل بقيادة مدير المباحث واشارت تحرياته الاولية إلي أن القتيل ليس من أبناء دائرة العامرية.. وأن الجريمة جاءت بدافع الانتقام لخلافات بين "المجني عليه" وبين "الجاني" وراح رجال المباحث يفحصون بلاغات الغياب بأقسام ومراكز الإسكندرية وايضا المحافظات القريبه منها ومطابقة الصور المرفقة بالبلاغات بملامح وأوصاف "المجني عليه". أيضا تم فحص المترددين علي المنطقة من عمال التراحيل والبناء والخلافات والمشاجرات السابقة للعثور علي الجثة.. وأيضا التحري عن الخلافات العاطفية والعلاقات المشبوهة .. والمشكلات الزوجية لهؤلاء العمال بالإضافة للعاملين بحراسة المساكن وشاليهات المصيفين وخفراء الاراضي. علي مدي أيام وليالي طويلة من البحث والتحري وفحص كافة الاحتمالات ودراسة التحريات التي توصلوا اليها.. الا أن أياً منها لم يقودهم الي أي خيوط توصلهم الي شخصية "المجني عليه" أو تكشف عن دوافع الجريمة .. ليستمر الغموض محيطا بهذه الجريمة المثيرة.. ويستمر الغموض مسيطرا علي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولا.. حتي الآن!!!